تحقيقات وتقارير

الامم المتحدة ومهام حفظ السلام.. العجز سيد الموقف!

[JUSTIFY]طوال أيام الصراع الدامي فى دولة جنوب السودان ورغم موجات النزوح الهائلة وفرار آلاف المدنيين من مناطق شتى فإن الامم المتحدة لم تكن تزد على أن لدى قواتها المكلفة بحفظ السلام هناك (اليوناميس) صلاحية استخدام القوة لحماية المدنيين!
الامم المتحدة كانت تعيد تكرار هذه النغمة فى حين أن عدد المدنيين الذين ظلوا يسقطون تباعاً كان قد فاق الـ500 قتيل مدني. كعادة المنظمة الدولية كانت تقف متفرجة على ما يجري والقتال تتسع رقعته باضطراد.

وفي السوانح القليلة التى كانت يتحدث فيها أمين عام المنظمة الدولية فهو كان يركز على (الصراع مرشح للانتقال الى ولايات جنوبية أخرى) بينما كان الأمين المساعد للأمين العام (يان اليانسون) يصرح بأن قاعدة الامم المتحدة فى أكوبو بولاية جونقلي قد تعرضت للهجوم!

المشهد هذا يحكي بوضوح أزمة ما بات يُعرف بمهام حفظ السلام فى العالم، ذلكم المضمار الذى دخلته الامم المتحدة دون أن تضع له قواعد وأسس موضوعية، فهي تعتقد فقط أن عليها أن (تملأ) المنطقة المعنية بأرتال من أصحاب القبعات الزرقاء والطائرات والمعينات الإدارية والجيش الجرار من الموظفين الذي يأكل مال المجتمع الدولي المغدق عليهم بأسوأ مما تأكل النار الحطب.

ومع أن إخفاق مهام حفظ السلام التى تقودها الامم المتحدة ليس فى حاجة الى إثبات وإبانة فالأمثلة تملأ العالم وأرجائه الفسيحة إلا أن الأمر الغريب أن الامم المتحدة وعبر زيارتها الشهيرة التى قام بها مجلس الأمن الدولي بكامل عضويته الى الحدود السودانية الجنوبية قبل الاستفتاء على فصل الجنوب كانت من أهم مخرجاتها محاولة بعض أعضاء المجلس وفى مقدمتهم مندوبة الولايات المتحدة حينها (سوزان رايس) الدفع بقوات دولية إضافية الى المنطقة فى إطار (مخاطر) زعمت رايس أن لها شواهد من أن تنشب الحرب بين الدولتين!

كان واضحاً أن الولايات المتحدة وحليفاتها يسعون بشتى السبل الى إغراق المنطقة بقوات حفظ السلام جراء مخاوف مبهمة بأن السودان لن يدع دولة الجنوب وشأنها وأنه لا بد معتد عليها.

الأكثر غرابة من ذلك أن دولة جنوب السودان سرعان ما بادرت قبل نحو من عامين بمهاجمة منطقة هجليج داخل حدود السودان الغني بالنفط وألحقت أضرار جمة بحقل النفط الرئيسي قبل أن يتمكن الجيش السوداني من إخراجها من هناك عنوة ملحقاً بها هزيمة ماحقة.

كل ذلك كان قد جرى ولا أثر لقوات حفظ السلام التى تتغذي على المال الدولي. ولعل هذا المشهد يعزز موقف السودان الذي سبق وأن رفض وبشدة استجلاب قوات حفظ سلام في دارفور وفي بعض المناطق الأخرى التى تشهد نزاعاً عسكرياً ونشاطاً من قبل الحركات المسلحة.
الآن دولة الجنوب شهدت انهاراً من الدماء والبعثة الأممية تتفرج وتطلق التصريحات وهي عاجزة أو غير راغبة -الأمر سيان- في فعل شيء مما يجعل من قضايا حفظ السلام بحق وحقيقة مجرد أكذوبة دولية ووهم من أوهام المنظمة الدولية.

سودان سفاري[/JUSTIFY]