منوعات

الموسيقى .. جرعات ووصفات علاجيّة بلا آثار جانبية

[JUSTIFY]الارتفاع المبالغ فيه في أسعار الدواء وارتفاع تكلفة العلاج عموماً هذه الأيام، جعل الكثيرين – وربما قريباً الباقين – يلجأون إلى وسائل أخرى لشفاء أسقامهم وتسكين آلامهم والرضا من الغنيمة بالإياب!! كما أن البعض تساوره الشكوك وينتباه الظن في الآثار الجانبية لبعض الادوية والعقاقير والمستحضرات الصيدلانية، كما قد يثورالتساؤل عن معايير الجودة والصلاحية وغيره من تساؤلات المريض العادي وذويه.
ويكون العلاج الشعبي والعشبي والطب البديل أحد الخيارات بكل ما به من محاذير وموارد كثيرة للضرر، ووجود أشكال للدجل والشعوذة واستغلال البسطاء، وهذا مما يزيد الطين بللاً فوق بلل!!
ومع تزامن الغلاء الفاحش انتشر الفنانون و(الغنايات) والمد الغنائي والموسيقي الذي اجتاح الإذاعات والفضائيات والميديا، وكذلك الفضاء الإسفيري، وأصبحنا نرى ونسمع في كل حي وركن وناحية عازفاً أو مطرباً أو فنانة، خاصة من عينة (الصفقة مالها تعبانة)!! حتى يخيل لنا أننا نعيش في فيينا القديمة أو (فينيسيا) والحي اللاتيني في باريس! ولكن ما أن نرى جيوش الذباب وهي تسلّم (الوردية) لجحافل البعوض، ونرى وحل الأمطار متطايراً في الأرجاء حتى ندرك أننا ما زلنا في المدينة المثلثة بأضلاعها الثلاثة الفقر والجهل والمرض!!
والعلاج بالموسيقى ظهر منذ سنوات طويلة ومارسه كبار الأطباء والموسيقيين، وذلك لما أثبته العلم الحديث من التأثيرات العلاجية الطبية للموسيقى على النفس والجسد، بل وأيضاً على النبات والحيوان، ومنها أن الاستماع للمقطوعات الهادئة يريح النفس، ويساعد على الاسترخاء والتغلب على القلق والتوتر والخوف والانزعاج، وكذلك تنظيم ضربات القلب وخفض ضغط الدم الانقباضي والانبساطي، وإراحة عضلة القلب، وكذلك زيادة معدل الاستقلاب وتنشيط الدورة الدموية، وهذا يساعد مرضى القلب والجلطات والسكتات على سرعة التعافي والاستجابة للعلاج. كما تبرز الموسيقى كعلاج ومسكن للألم والأوجاع المزمنة مثل آلام الظهر، والتهاب المفاصل، والروماتيزم، والقاوت، والتهابات المفاصل الرثيوية والخمجية، وتساعد كذلك مرضى الشلل على الحركة، وتحسن حالة مرضى الذئبة الحمراء، وغيره من أمراض الأنسجة الضامة والحركية.
ومن الأشياء المعروفة لدى العامة أن الموسيقى ترفع الروح المعنوية وتزيد الهمة والنشاط وفق الإيقاع، لذا فهي علاج للاكتئاب النفسي و(الدبرسة)، وتم استعمالها في الحروب والجيوش كسلاح مثل باقي الأسلحة، ويتم ترديد أنغامها في الجلالات وطوابير السير التي تجعل المجند يسير من (عطبرة) إلى (الخرطوم) دون أن يشعر بالتعب.
ولعل هذا ما عناه السيد الشيخ “عبد الغني النابلسي”- رحمه الله- عندما قال:
هب لراعي الدير يفتح نوره الشعشاع باهي
واسمع النغمة ترتح واغتنم صوت الملاهي
ومن اللطيف أن نعرف أنه حتى الجنين في بطن أمه يستجيب للأنغام، ويزيد استماع الأم الحامل للموسيقى أثناء الحمل من صحة الأم والجنين ويساعد في سرعة الولادة، وكذلك حجم الجنين عند الولادة، وعدم حدوث المضاعفات اللاحقة للوضوع بما يقلل من نسبة الوفيات للأمهات والأجنة التي تعد أحد مقاييس تطور وتقدم البلدان.
كما أن تشغيل بعض المقطوعات المختارة والمتوافقة مع بيئة المريض أثناء سير العمليات الجراحية وزراعة الكلى، يساعد في نجاح العملية واسترخاء العضلات وقوة الاستجابة للتخدير، بل يمكن إجراء بعض العمليات الصغيرة دون تخدير إذا كان المريض (سميع) ومتفاعلاً مع النغمة مثل خلع الأسنان وغيار الجروح والخياطة.
والموسيقى تستخدم أيضاً لعلاج الإدمان، والتمتمة، وفرط الحركة، وأعراض المصران العصبي، وعسر الهضم، والأرق الليلي، ومجموعة كبيرة من الأمراض والاضطرابات التي لا يسع المجال لذكرها.
كما اشتهر الكثير من ظرفاء المدينة بأنهم أهل طرب و(مغنى)، وتجدهم دائماً في روح معنوية عالية ويشيعون الفرح في من حولهم، وينثرون روح التفاؤل والأمل على الأخير دون ضجر أو ملل، وينداحون كذلك في المنتديات والتجمعات والأماكن العامة ليمتصوا روح الغضب وانفعال البعض والتوتر والعصبية والنرفزة، وكأنهم (فلاتر) لتنقية الأجواء المزاجية والنفسية.. وبذا يكونون قد سعدوا وأسعدوا!!
ولعلنا نحلم باليوم الذي نذهب فيه إلى الصيدلية الموسيقية ونطلب مقطوعة أو مدحة معينة لعلاج آفة معينة.. ويكون لسان الحال كما قال شاعر الشعب:
لو مشفى الناس اتعذر بأيو طريقة
الناس ممكن تتعالج شعر وموسيقى

أم درمان – د. علي بلدو: صحيفة المجهر السياسي[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. الموسيقى قرآن الشيطان وفي كتاب ربنا جلّ وعلا (وننزل من القرءان ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) الإسراء 82
    فأصدق الحديث كلام الله فإذا أردنا العلاج في غيره سقمنا.