تحقيقات وتقارير

وقف نزيف الدماء .. بداية للسلام

[ALIGN=JUSTIFY]نظمت ادارة السلام وأمن المجتمع بمفوضية شمال السودان لنزع السلاح والتسريح واعادة الدمج وبمقرها في الخرطوم فعاليات الملتقى التفاكري حول مشروع تعظيم حرمة الدماء والذي شرفه بالحضور مختلف القيادات السياسية والشعبية والتنفيذية والعسكرية وعلماء الدين ولفيف من الخبراء والمتخصصين في هذا المجال.
وخاطب الملتقى في فاتحته المفوض العام لمفوضية شمال السودان لنزع السلاح و التسريح واعادة الدمج د/ سلاف الدين صالح والذي عدد انجازات المفوضية في دمج وتسريح المقاتلين من الجيش الشعبي لتحرير السودان وحركة تحرير السودان وقوات جبهة الشرق والقوات المسلحة ، واشار سلاف ان المفوضية تم تكوينها كنتاج لاتفاق السلام الشامل بين الحكومة والحركة الشعبية وباشرت عملها منذ ذات التاريخ واسهمت بصورة فعالة وقوية في هذا الامر. واكد سلاف الى ان المفوضية في خططها القادمة ستدمج المزيد من المقاتلين من مختلف القوات واعلن سلاف عن قيام المفوضية باحصاء كافة الاسلحة في مختلف ولايات السودان .
وعزا مدير ادارة السلام وأمن المجتمع بالمفوضية عبدالحفيظ محمد احمد لدى مخاطبته اللقاء ان الهدف من قيام اللقاء.. يتمثل في نشر ثقافة السلام وتنفيذها على ارض الواقع واضاف عبدالحفيظ ان الاتفاقيات نظريا تم توقيعها عى الورق بينما التنفيذ الحقيقي للتسوية بعد المصاعب والعقبات واشار عبدالحفيظ ان ثقافة الحرب اثرت في نفوس المواطنين وروح الاقتتال واراقة الدماء جزء من حياتهم والهدف من هذا اللقاء تحديدا توصيل رسالة قوية لمجتمعنا عن عظمة وخطورة الاقتتال ولابد من حقن الدماء ونبذ الروح العدائية والعمل على اشاعة روح التسامح والمودة من اجل الحفاظ عى سلامة المجتمع من مختلف المخاطر التي تهدده.
وعقب الكلمات الافتتاحية من منظمي الملتقى تقدمت إدارة السلام وامن المجتمع بورقة تفصيلية حول اهداف وبرامج ووسائل المشروع المراد تنفيذه. وتناولت الورقة في مقدمتها خطورة الحرب ونتائجها وآثارها السالبة التي انعكست سلبا على المواطن واكتوى بنيرانها ودفع فاتورتها في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وبعد هذه الحروبات الطويلة التي ظل يشهدها السودان منذ فترة طويلة وصل المتحاربون الى قناعة كافية إلى ايقاف الحرب ونزيف الدم والاحتكام لصوت العقل وتجنيب البلاد المخاطر فنتج عن ذلك توقيع العديد من الاتفاقيات بين مختلف الفئات المتحاربة .وتناولت الورقة في مقدمتها ايضا موقف الاديان السماوية التي تحث على حقن الدماء واشاعة السلام الى جانب القوانين الدولية والمحلية والاعراف التي تنادي بضرورة الابتعاد عن الاقتتال والحرب.
وتناولت الورقة الأهداف من مشروع تعظيم حرمة الدماء والتي تمثلت في نشر الوعي الديني الداعي لصون كرامة الانسان وحرمة دمه كما جاء في الاديان والكتب السماوية، التعريف بالنظم والقوانين المحلية والدولية وما اوردته من مواد واحكام تؤكد على تعظيم حرمة الدماء، ابراز وسائل واساليب العرف المحلي عند القبائل والعرقيات السودانية في فض المنازعات واقرار التصالحات تعظيمها لحرمة الدماء حشد الارادة العامة لتعظيم حرمة الدماء ودعم انفاذ اتفاقيات السلام ونزع السلاح ودمج المحاربين ، توظيف المنابر والوسائط الفنية والاعلامية لتأكيد حرمة الدماء الى جانب اقرار مشروع الميثاق الوطني الشامل لتعظيم حرمة الدماء .
وذكرت الورقة الوسائل التي بموجبها يتم تنفيذ المشروع على ارض الواقع والتي تمثلت في تنظيم الملتقيات الاعدادية للائمة والدعاة ورجال الدين الاسلامي والمسيحي وحشد قدراتهم وجهودهم في اطار ذات المشروع ، اقامة الدورات التدريبية و المنتديات التنويرية للاعلاميين والكتاب ومعدي البرامج الاذاعية والتلفزيونية .واشارت الورقة الى اهمية الشركاء في تنفيذ المشروع والتي تتمثل في منظمات المجتمع المدني وا لنقابات والاتحادات والوزارات ذات الصلة بالامر، الى جانب المجلس الوطني ومجالس الولايات والمراكز المتخصصة العاملة في مجال توعية وتبصير الرأي العام.
وتناولت ذات الورقة النتائج المتوقعة من تنفيذ المشروع اذا سار وفقا لما هو مخطط له، الى تحقيق الوعي الديني والقانوني والعرف وبناء السلام وتحقيق استدامته الى جانب اشاعة الطمأنينة وروح التسامح في المجتمع.
وقد حظيت الورقة بنشاط مستفيض من قبل الحضور الذين أمنوا على سلبيات الحرب التي اثرت على مسيرة البلاد واوقفت عجلة التنمية واحدثت دمارا شاملا للبلاد، ونادوا بضرورة ان تسود روح السلام والمحبة في ربوع البلاد وقدموا مقترحاتٍ وآراءَ حول كيفية انفاذ توصيات الورقة التي تم تقديمها ووصف المشاركون المحتويات بأنها موضوعية وجادة وتسهم بقدر كبير وفعال في كيفية ايقاف نزيف الحرب وتفكر جادة على اشاعة السلام.
saha fey@yahoo.com
محمد عثمان بابكر :الصحافة [/ALIGN]