[JUSTIFY]لم تكن مفاجأة في أن يجدد «الميرغني» دعوته للوفاق الوطني في الذكرى الـ«58» لاستقلال السودان ولن، تكن مفاجأة إن لم يستجب حزب المؤتمر الوطني لذلك النداء المتكرر برغم تبنيه لتلك الرؤية في كل المخاطبات الرسمية والشعبية دون أدنى خطوات جادت في الاتجاه صوب تلك الأهداف النبيلة التي يمكن أن تجنب البلاد الكثير من المخاطر والمهددات فالسيد الميرغني كان قد اطلق مبادرته لوحدة الصف الوطني عام 2008م حينما كان السودان دولة واحدة ومساحته مليون ميل مربع يخشى عليه من التشرذم والانقسامات محذراً من انفصال جنوب السودان عن شماله إلى أن وقع «الفأس في الرأس» وخرج الجنوب عن الدولة الواحدة بسبب تراكمات التقاعس وعدم الجدية في الوقت المناسب منذ مبادرة السلام الشامل التي وقعها باديس أبابا مع الدكتور جون قرنق عام 1988م وتلكأ رئيس الوزراء في ذلك الوقت السيد الصادق المهدي في تبنيها، حتى سقطت حكومته عبر انقلاب الإنقاذ بعد أقل من عام، لينفصل الجنوب بعد ذلك وتنشأ إشكالات وصراعات سياسية وعسكرية جديدة في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق، واليوم يجدد الميرغني مبادرته، حرصاً وحفاظاً على ما تبقى من السودان، ولكن يا ترى ستكون الاستجابة فورية وجادة أم تستمر سياسات الاستجابة المتأخرة التي صارت منهجاً، وسلوكاً عقيماً عند كل أهل السياسة في هذا الوطن ،المنكوب بالبطء واهدار الفرص في الوقت المناسب لمعالجة كل إشكالاتنا العالقة، والتي كانت دائماً في غاية البساطة، ويمكن تداركها في حينها لولا التشدد والتعنت والانفراد بالرأي الآحادي الخاطيء، الذي لا يقبل ولا يستجيب للرأي الآخر، إلا في الزمن الضائع مما يصعَّب عليه الوصول إلى حلول نهائية لتلك الأزمة التي كانت صغيرة جدا،ً وفي الإمكان محاصرتها وتجاوزها، بكل سهولة ويسر عبر الوفاق والتوافق حول مخرجاتها دون إقصاء لأفكار الآخرين في الوطن الواحد، مما يجعل من استجابة كل القوى السياسية بما فيها حزب المؤتمر الوطني بدعوة مولانا الميرغني المتجددة للوفاق الوطني أمراً واجب القبول والتنفيذ، خاصة وأن المشكلات الجديرة بالحلول القومية العاجلة لم تراوح مكانها منذ ندائه للوفاق عام 2008م وحتى يومنا، هذا ليصبح تجديدها في عيد الاستقلال هو الفرصة الأخيرة، لتجاوز كل المحن التي يمر بها السودان، باعتبار أن التجاهل والتلكؤ وعدم الجدية في التعامل مع الدعوة الوطنية الخالصة سيقود البلاد إلى مزيد من الانقسامات والتشرذم والأزمات التي يمكن أن تطيح بكل آمال الشعب السوداني نحو الاستقرار والنماء والسلام المستدام في يوم قادم لا نريده ولا نتمناه بل نتطلع فيه للوفاق الذي انتظرناه كثيراً وبين أيدينا فرصة تكاد أن تكون الأخيرة.صحيفة آخر لحظة
راي: محمد المعتصم حاكم
ت.إ[/JUSTIFY]