رأي ومقالات
خالد حسن كسلا : «الترابي» هل في موسم العودة ؟!
وكان الفاتح عز الدين يقول إنه ينتظر أن يوافق الترابي على قبول زيارته ـ وهي زيارة منزلية غير قابلة سودانياً بالطبع للرفض مهما كان. وربما كانت فكرة الزيارة المنزلية لضمان قبولها لأن الدعوة في الأماكن الرسمية أو في أي مكان تحت الرعاية الرسمية يمكن رفضها دون تكلفة أدبية يدفعها الرافض. لذلك قال المصدر الذي يحجب نفسه إن «الترابي أبوابه مفتوحة لاسيما وأن اللقاء حسبما أوردته الصحف يأتي بصفته رئيساً سابقاً للبرلمان وحتى على المؤتمر الشعبي فإن الدكتور الترابي أعلن أكثر من مرة إنه لا يحمل ضغينة لأحد».. انتهى. إن كل أفراد المجتمع السوداني يفتحون أبواب بيوتهم حتى ولو حملوا الضغائن فهي لا تمنع استقبال من يريد أن يطرق الباب أو يرن الجرس أو يتصل هاتفياً وهو وراء الباب لاستعداد أهل البيت لفتحه، فكل طرق الدخول يتجاوب معها أهل البيت، وحتى لو كان منصور خالد صادقاً في ما قاله عن الترابي بأنه «يغرس سهمه في قلب الخصم وهو يبتسم».. فهذا ليس مما يدعو السودانيين لمنع قبول زيارات بعضهم في بيوتهم سواء كانت قطية أو قصر منيف، لأن من يريد أن يكسب الناس لا يتجاوز كريم الأعراف. لكن المحامي «كمال» الذي يريد أن يتحدّث حتى عن عطسة الترابي يقول إن قبول الزيارة ورفضها أمر يقرره الحزب. هل الحزب يقرر قبول الترابي أو رفضه لزيارة الناس إلى بيته؟!. والزيارة هي تأتي بصفته رئيساً سابقاً للبرلمان، وحتى لو حل الحزب وذهب المحامي كمال إلى حزب آخر أو لحق بنصر الدين الهادي والتوم هجو وعرمان ليكيد الحكومة ستكون الزيارة قائمة على أساس أن الترابي رئيس سابق للبرلمان. فما علاقة حزبه الصغير ومجموعته القليلة بهذا الأمر؟! ومن اللائق أن يتحدث المحامي كمال عن الترابي في حدود أنه زعيم حزبه، لكن إذا تعلّق الأمر بغير ذلك فليس من اللائق أن يتجاوز هذه الحدود. لأن غير ذلك مسؤول عنه الترابي بنفسه. وحتى إذا سأله الإعلام، فالأنسب أن يوضح أن الأمر متروك له.. ونفس المصدر يقول إن الترابي يعوّل على دور كبير يقوم به البشير لتحقيق التراضي الوطني، وإنه يرحب بقيادة البشير لدورة جديدة للحكم يمكن أن تكون بالتراضي ـ حسب قوله ـ وبدون انتخابات لقيادة فترة انتقالية لتحقيق الأجندة الوطنية المطلوبة.
إن مجافاة الترابي للانتخابات شيئاً طبيعياً، فهو قد خسر انتخابات عام «1968م» رغم أن البعض هوس به يعتبره من أبطال ما يقال عنها ثورة «21» أكتوبر «1964م» وهي في الحقيقة كانت مؤامرة من مدارس التبشير مثل الإرساليات. وخسر أيضاً انتخابات «1986م» وبعد ذلك تورط في الانقلاب على الحكم المنتخب عام «1989م». وحتى رئاسته للمجلس الوطني لم تكن في إطار ديمقراطي باعتباره ليس منتخباً هو ولا البرلمان نفسه، وفي الفترة الانتقالية يمكن أن يفسح له المجال لتقلد منصب كما أتيحت له الفرصة في عهد نميري الشمولي، وكان الأفضل أن يدعو إلى عقد الانتخابات في موعدها لأن أغلبية أبناء الوطن يريدون الانتخابات وليس فترة انتقالية ثانية بعد تلك الأولى التي تضمنتها اتفاقية نيفاشا، لكن الديمقراطي ديمقراطي، وغير ذلك هو غير ذلك.
ثم السؤال بماذا يا ترى سيعلق المحامي كمال المتحدث باسم حزب الترابي على قول المصدر بأن الترابي يعول على دور كبير يمكن أن يقوم به البشير وإنه يرحب بقيادته لدورة جديدة للحكم في إطار فترة انتقالية؟
قد ينفي المحامي كمال وتكون حجته أن زعيم حزبه لم يتفوه أمامه بهذه الكلمات. لكن هل هذه الكلمات العزيزة عن الترابي هي مناورات سياسية لتعبيد طريق يمكن أن يؤدي إلى عودته إلى السلطة؟! وهل لم يكلف المحامي كمال بالتحدّث عن هذا الانطباع لدى الترابي لأنه ليس المناسب له بحكم تكليفه بالتصريحات الغشيمة؟!. أي هل المؤتمر الشعبي بصدد مرحلة ستتجاوز مرحلة تصريحات المحامي كمال؟!
صحيفة الإنتباهة
[/JUSTIFY]