[JUSTIFY]أرى أنه من الخير أن نشيد بالمباراة الودية التي جرت أخيراً بالعاصمة القطرية الدوحة بين المريخ السودانى وبايرن ميونخ الألمانى بطل أندية العالم، من حيث أنها نفعت المريخ ولم تضره، كما أنها اشتملت على فوائد كثيرة للسودان على مختلف الأصعدة، وعلى أقل تقدير إحياء العلاقات السودانية الألمانية لأن ألمانيا هى مفتاح أوروبا، فهذه الخطوة كنا نحتاجها وتأخرت كثيراً، غير أنها أتت أخيراً عبر بوابة الرياضة، فلا أحد ينكر أن السودان فى عهد عبود كانت له علاقة وطيدة مع ألمانيا أسفرت عن قيام امتداد المناقل الذي يساوي «60» بالمئة من مشروع الجزيرة، وفوق ذلك فالمباراة ليست رياضية فحسب، بل هى عمل سياسي ودبلوماسي واقتصادي بامتياز، وفى هذا اختلف مع الاستاذ الصادق الرزيقى فيما ذهب اليه من تقييم للمباراة على اعتبارها حدثاً رياضياً يجب التعامل معه فى اطاره، فالمباراة على الرغم من كونها ودية الا أنها استطاعت تقديم السودان للعالم مجدداً، فالسودان واجه خلال العقدين الماضيين ظلماً اعلامياً غربياً منحازاً اضر كثيراً بعلاقاته بالعالم الخارجى الذى لم يكن يعرف غير السودان المتسامح، فتوقيت المباراة كان موفقاً للغاية، حيث انه جاء فى مطلع العام الذى اختاره السودان للتغيير فى كل شىء حتى العلاقات الخارجية، وفتح آفاق جديدة مع كل شعوب العالم، لينعكس ذلك على الأوضاع داخل البلاد انفراجاً سياسياً واقتصادياً، واجتماعاً للحمة الوطنية، فالناس كلهم واهل الخليج وقفوا خلف المريخ السودانى، فقد فاز الفريق البابرى بنتيجة المباراة وحاذ المريخ على تقدير العالم اجمع، فقد استطاع الدكتور جمال الوالى ببراعة وضع جزء مختلف فى كل موحد متكامل هو تطوير علاقاتنا الخارجية. فالاختراق الذي أحدثته المؤسسة الرياضية ينتظر جهد بقية المؤسسات الأخرى فى الدولة ليتحقق الهدف ويكتمل النشاط والتفاعلية، وأعتقد أن بوسع بقية المؤسسات لعب الدور نفسه وتحقيق الغرض ذاته بجرأة جمال الوالي ذاتها ليجني الشعب قاطبة ثمار جهد أبنائه، فنحن لسنا بصدد تقييم المباراة فنياً، كما حاول البعض تبخيسها على الرغم من أن فارق الإمكانات واضح ومعلوم لكل شعوب الدنيا، فالناظر للمباراة من هذه الزاوية يكون قد ظلم المريخ والشعب السودانى، لأن اللقاءات الودية دائماً تقاس بمردوداتها لا بنتائجها، فللوالي جزيل الشكر وعظيم الامتنان لأن خطواته محل ثناء لدى معظم السودانيين، وارفع لنفسك ذكرها ان الذكرى للإنسان عمر ثانٍ. ومن أعظم ثمرات اللقاء أنه دلل على أن شعبنا يستجيب للفعل لا للأمر، كما أنه حرك الساحة الرياضية مرة أخرى لتتجاوز حالة الإحباط التي عمت الشارع الرياضي بسبب نتائج الموسم الماضي على صعيد المنافسات في دوري أبطال إفريقيا والخروج المدوي للفرق السودانية وفي مقدمتها فريقا الهلال والمريخ، على الرغم من وجود أكثر من فريقين في المنافسة الإفريقية كممثلين للبلاد، ولذلك فالعوامل التي جعلت الكرة في بلادنا تتراجع مع كل مجدها السابق في إفريقيا والعالم العربى هي ما يجعلنا نثمن جهود جمال الوالي فى قهر الظلام والقفز فوق المستحيل ليحجز للرياضة السودانية مكانتها العالمية بكسر حاجز الرهبة والاحتكاك بنجوم العالم، مما يرفع درجة الاستعداد والطموح. فالمباراة محمدة وفأل خير نفتتح به الموسم الرياضي الذي نأمل أن يكون موسماً ساخناً يعيد للرياضة ألقها ويجذب الجمهور مجدداً للملاعب، ويجمع فرقاء المجتمع الرياضي على كلمة سواء، واللهم صلِ على سيدنا محمد صلاة عبد قلت حيلته وخاب رجاؤه إلا فيك يا الله.