أزمة دولة الجنوب .. أسوأ السناريوهات تظل مفتوحة
وتمتد أسوأ السناريوهات وفقاً لما قاله مدير مركز دراسات السلام والتنمية بجامعة بحري د. فائز عمر جامع، إن الأوضاع إذا لم تهدأ بالجنوب، فمن المرجح جداً وجود أمراء حرب بكل ولاية جنوبية.
وقال إن القوى الدولية التي كانت تراهن على انفصال الجنوب من السودان، لم تضع في حساباتها ما يحدث الآن.
بينما يري المفكر الإسلامي البروفيسورحسن مكي في سياق حديثه للوفاق حول أزمة الجنوب ورهان الأطراف المتحاربة (على القبيلة) في حسم الخلاف أن ثمة سناريوهات صعبة قادمة على دولة الجنوب بعد أن وصلت الحرب حسب وصفه (مرحلة اللاعودة) نتيجة لتأصيل الكراهية بين مكونات القبلية بذات الصورة التي تأصلت فيها سابقاً بين الشمال والجنوب مما أدي إلى انفصال الأخير، فقد تكرر المشهد (جنوبا في الدولة الوليدة) بفشل تجربة الانصهار والتعايش بين القبائل الجنوبية الاستوائيين يبحثون عن دولتهم، والدينكا يبحثون عن الهيمنة، والشلك يبحثون عن كياناتهم.
وتوقع مكي إن تكون المرحلة القادمة أكثر تعقيداً باعتبارها ستشهد فصل الدولة عن الجيش مما يؤدي بدوره إلى تمزيق الدولة إلى عدة دويلات نتيجة لعدم الثقة وتجذر الكراهية بين المكونات القبلية مشبهاً الأوضاع الجارية الآن بدولة الجنوب بأنها تتجه نحو السناريو الصومالي إذ إن حرب القبائل قد تعمقت وأصبح من الصعوبة بمكان التحكم فيها.
ولعل دخول الكنيسة في محور (التعبئة) ضد بعض القبائل كانت بمثابة إشعال جديد للحرائق الأمر الذي يصعب من احتمالات التهدئة .
وفي ظل تواصل الأزمة يبدو أن دول الجوار الجنوبي ستشهد بدورها حالة من الاستنفار نسبة لدخول مسجلين الي أراضيها طلباً للأمن أو اللجوء فالأرقام الرسمية التي أعلنت حتي الآن من طرف حكومة السودان بحسب الكثيرين تظل ابعد عن لواقع إذا ما تمت مقارنتها بأرقام الأمم المتحدة والتي أشارت الي ان أكثر من عشرة الآف جنوبي عبرو للسودان بينما أكد السودان ان إحصائيات دخول اللاجئين لم تتجاوز 131 لاجئاً عبر ولايات غرب وجنوب كردفان وقال معتمد اللاجئين المهندس حمد الجزولي إن أرقام إعداد اللاجئين التي ذكرتها الأمم المتحدة غير صحيحة وأكد أن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وافقت علي توفير معينات الإيواء للاجئين من دولة الجنوب الي السودان مؤكداً إتباع استخدام سياسة الباب (المفتوح) مع اللاجئين وفق القوانين والمواثيق الدولية.
علي صعيد المشهد الإنساني تظل الصورة أكثر (قتامه) علي ضو ما ذكرته فاليري جوارنيري ممثلة برنامج الأغذية العالمي في منطقة شرق ووسط أفريقيا حيث قالت: أنه رغم الجهود المنظمة التي ساعدت مالا يقل عن 100 ألف شخص بجنوب السودان حتي الآن تواجه المساعدات الغذائية عقبات بسبب أعمال النهب والسلب مضيفة أنه حتي الآن تفيد تقديرات البرنامج ان 10% من الاغذئية التي يتم تقديمها للجنوب نهبت أي ما يكفي لتغذية 180 ألف شخص علي مدار شهر.
المراقبون للشأن الجنوبي يعولون علي الحوار والمحادثات التي انطلقت في أديس أبابا في حل الأزمة ولكن من الواضح أن ثمرة الحوار الحالية علي الأرض لا تنتج الي مزيداً من الدماء وقتل المدنيين فكلا الطرفين متشبث بشروطه دون أبدأ استعداد للتقدم خطوة واحدة للأمام نحو الحل.
صحيفة الوفاق
بهاء الدين أحمد السيد
ع.ش