مقالات متنوعة

‫عدم موضوع

‫عدم موضوع
بدافع الفضول وعدم الموضوع ، تابعت على قناة النيل الأزرق برنامج مساء جديد .. ذلك البرنامج الذي يشاهده الشباب والرجال من أجل خاطر المذيعات طبعا وليبكوا تحسرا على الكائنات الفضائية التي أرتبطوا بها ، وتشاهده الفتيات من أجل أحلام ال
يقظة على ضفاف ( أفراح أفراح ) … كان عنوان الحلقة الموحي هو : هوس الموضة عند الشباب … كقاعدة عامة لا يثار حديث حول الشباب إلا وكان محاكمة كاملة الأركان .. هم مخطئون ومذنبون والحلقة جاءت لتأكيد هذا ، لهذا إمتلات التعليقات ب ( الهوية ) و( الإستلاب ) و( أطعني حقنة ) و( أولاد ميكي )ألخ الخ حتى إن صديق لي لأخبرني إن هؤلاء الناس لن يرتاحوا مالم نرتدي لهم ( جلابية وتوب وجبة وسديري وسيف وسكين )… حسنا .. أنا أتفق مع معظم ما قيل وكثيرا ما تمنيت عندما أرى أحدهم مرتديا بنطلونا ( ناصلا ) أن أحلق له صلعة وألحقه بأقرب معسكر للجيش … ولكن ما لا أتفق معه على الإطلاق هو تقديسهم المطلق للماضي وحنينهم لأيام الآباء والتحسر على ثقافتنا الضائعة … وحين تعود ببصرك لهذا الماضي الجميل المزعوم تجد العجب .. تجد الشارلستون والقمصان الضيقة المخصرة والمشجرة والتي تجعل الشاب يبدو كالمهرج … تجد الشعر الثائر والسوالف العجيبة والأحذية المدببة … لم تكن الفتيات يرتدين الطرح مطلقا في الحفلات وراجع أي صورة قديمة تعود للستينات والسبعينات لتجد إن جدتك التقية الممسكة بالمسبحة بجوارك حاليا وقد كانت تفعل في الحفلات مالم تفعله شاكيرا في كأس العالم … أو لتقريب الصورة أكثر هل شاهدتم أغنية ( غدار دموعك ) للراحل مصطفى سيد أحمد ؟ هذا هو بالضبط ما أعنيه … ويحكي لنا أحد الأعمام الذين عاصروا ذلك الزمن ال.. جميل إن منزلهم كان بالقرب من مصنع البيرة !!! وكانت مخلفات المصنع من العلب شبه الفارغة تلقى في كومة كبيرة فأخذ منها كمية كبيرة ذات يوم وعجنها مع الطين الذي يني به غرفة في البيت .. يقول متذكرا بإستمتاع :
– والله لما ترش الأوضة وريحة الحيطة تضربك مع المروحة الباردة دي تتوزن لط وتنوم بمزااااااج
لا تعليق … وعم آخر أيضا هو حارس ميز الأطباء ، قال لنا في جلسة صفاء :
– والله الميز ده زمان كان حاجة تانية … باقات العرقي والبيرة تدخل وتطلع فاضية وما بفضى ولا لحظة من النسوان
إستعذت بالله وسألته :
– وحاليا ما أحسن ؟
قال لي بإمتعاض :
– والله الزمن إنقلب والدكاترة زااااتم بقو ما نافعين
– كيف بقو ما نافعين؟
– قال لي وهو ينهض مغادرا :
– ديل بقو يصلو ويمشو الجامع … حليل زمان
إنتهت الحلقة ، فغيرت القناة لأشاهد المصارعة لأنهم بدأوا في الحوار مع خبير التجميل الأصلع إياه … أنا أفضّل أن أكون في قفص حديدي مع الأندرتيكر على أن أجلس وأستمع لفوائد كريمات تفتيح البشرة وزيت الهير كنترول

الكاتب الساخر : د.حامد موسى بشير