تحقيقات وتقارير

حرب البيانات: كيانات شباب الأمة.. عند أيّ الضفاف تستقر

[JUSTIFY]تصدعات كثيرة ألمت بالكيان العريق، وأضحت السمة الغالبة فيه هي التجاذب وشدّ التيارات والمجموعات الداخليّة.. المسألة يمكن التأريخ لها تحديداً في أعقاب انعقاد المؤتمر العام السابع، الذي انتخب فيه الفريق صديق محمد إسماعيل أمينا عاما للحزب، حيث تصاعدت حدّة الخلافات بعد الفعاليّة إلى حين التئام الهيئة المركزيّة التي أطاحت الفريق صديق، وجاءت بالدكتور عبدالرحمن الأمين في مكانه. بعدها لم تهدأ صراعات الأمانة داخل حزب الأمّة، وهي الصراعات التي عدّها مراقبون مقعدة لمسيرة الحزب، ومخذّلة له عن تحقيق أهدافه.
موجة جديدة تضرب مؤسسات الحزب وتتهدده بمخاطر كبيرة، لربّما تعيق مسيرته ومستقبلة السياسي المنشود، ففي خضم الأجواء الخلافيّة برزت إلى السطح في الأيام القليلة الماضية حمى الصراعات بصورة سافرة، وأفرز الواقع الجديد داخل الحزب مؤسسات موازية داخله تضطلع بدور جديد موازي لمؤسسات الحزب الدستوريّة القائمة، مثل مجلس التنسيق الأعلى، والمجلس الأعلى لشباب وكوادر حزب الأمة.
المنعرجات الكثيرة التي لازمت مسيرة الأمّة واعترتها جعلت الحادبين على تطوّره أن يفكروا بعمق في خيارات أخرى للخروج من المأزق التاريخي الذي ألم بالحزب الطائفي الكبير.
وفي خضم الأجواء المتوترة التي تشهدها ساحة حزب الأمة تصاعدت وتيرة الاستقطاب داخله وتداعى عدد مقدر من شباب وكوادر وقيادات الحزب، وعقدو اجتماعاً مفصلياً، وبعد أن اتفقوا على أجندته، ناقشوا القضايا الحزبية والوطنية التي اعتبرو أنها تتطلب منهم نهوضاً سريعاً وعاجلاً.. ذات الاجتماع أكد على ضرورة أن يظل حزب الأمة حزبا قوميا ديمقراطيا لوطن حر يسع الجميع، مع ضرورة العمل الجاد والدؤوب والمتصل لإسقاط النظام وانتشال الوطن وشعبه من الهوّة السحيقة، ومن ثم العمل مع كافة القوى السياسية على ترسيخ الديمقراطية وحمايتها وتنميتها واستدامتها، وبحسب الاجتماع إلى اختيار وإجازة وسائله لإنزال كل هذه الغايات وتحويلها إلى برامج عمل ملموسة وواضحة وذلك عبر اختيار المجلس الأعلى لشباب وكوادر حزب الأمة القومي.
وفي الضفة المغايرة برز جسم آخر إلى سطح الصراع الدائر داخل مؤسسات حزب الأمة يحمل اسم مجلس التنسيق الأعلى، وهو الآخر أصدر بياناً انتقد فيه المجموعة التي تسمى نفسها كوادر وشباب وطلاب حزب الأمة القومي وقيامها بأنشطة مخالفة لخط الحزب ومخاطبة الرأي العام بمواقف مناقضة لخط وقرارات مؤسساته الدستورية والكتابة في شبكات التواصل الاجتماعي بإساءات تطول الحزب ورموزه ومؤسساته، وأوضح مجلس التنسيق أن المجلس الأعلى للشباب ليست له أية صفة تنظيمية أو مؤسسية في هيكل الحزب ولا مؤسساته الأفقية والرأسية، وتابع البيان: “إن هذه المسميات الهلامية لا تمثل إلا نفسها” وأن كل من يشارك في أنشطتها المخالفة لمؤسسات الحزب وقراراته من عضوية الحزب سيتم التعامل معه وفق آليات الحزب في التحقيق والمساءلة.
غير أن الجسم الجديد الذي أطلق عليه اسم المجلس الأعلى لشباب وكوادر حزب الأمة القومي هو الآخر أكد شرعيته ونبل وحسن نية توجهاته داخل الحزب وخارجه وقطع بأنه سينظر بكل تقدير واحترام لكل حالات الاستفسار الداخلي التي ترده من مؤسسات الحزب التي أكد أنه يعترف بشرعيتها وسلطتها، وتوقع المجلس أن يكون البيان الذي صدر باسم مجلس التنسيق الأعلى مدسوسا وربما يعبر عن شخص أو ثلاثة داخل المجلس واعتبر أنه لا يمثل المجلس، وأشار البيان إلى أن الإمام الصادق المهدي رئيس الحزب والدكتور إبراهيم الأمين الأمين العام ونائب رئيس الحزب لديهما علم تام بمولد المجلس وأنشطته، وما يؤكد هذا الأمر تشريفهم لهذه المناشط أكثر من مرة.
دائرة شباب القطاع الأوسط بحزب الأمة هي الأخرى أصبحت طرفا من أطراف الصراع وأصدرت الدائرة بيانا يحمل توقيع (رحمة الله البشير إدريس) رئيس القطاع الأوسط اتهمت فيه مجموعة المجلس الأعلى للشباب بأنها تحاول الزج بالحزب في أتون صراعات لا تخدم خط الحزب وقضاياه، وأعلنت الدائرة التزامها التام بخط الحزب وكل ما يصدر عنه من قرارات وأدانت واستنكرت بشدة ما قام به بعض المحسوبين على شباب الحزب، واعتبر البيان مجموعة شباب المجلس الأعلى قلة غير مفوضة من قبل الشباب ولا تمثلهم، وطالبت الدائرة أجهزة الحزب بحسم تلك الفوضى والتعامل مع الأجسام الشرعية الممثلة للشباب في كافة مستوياتها التنظيمية عبر القنوات المتعارف عليها.
في الأثناء شدد عدد من شباب الحزب تحدثوا لــ(اليوم التالي) على ضرورة مواجهة النظام بشتى الوسائل المتاحة وتوظيف موارد وأرصدة الحزب إلى أقصى حد ممكن تلبية لمتطلبات هذا الخيار، وناشدوا كافة قيادات وكوادر وجماهير الحزب التصدي للمسؤولية التاريخية وقبول التحدي بالصمود المعهود فيهم وأعلنوا تضامنهم ووقفتهم مع مجلس شباب الحزب الجديد والذي بدوره أكد أنه ليس لديه خصم إلا نظام الإنقاذ وليس لديه معركة إلا معه، وقطع بانصرافه التام عن الصراعات الحزبيه الداخليّة ومناطحة المؤسسات القائمة، ووصفها بأنها معارك غير مجدية ولا منتجة، وانتقد المجلس تصريحات عبد الحميد الفضل وطالبه بالاعتذار عن ما بدر عنه، ودعا البيان شباب وطلاب الحزب والقوى السياسية الأخرى الى ضرورة ترتيب صفوفهم ووحدتهم

عبدالرحمن العاجب: صحيفة اليوم التالي [/JUSTIFY]