غموض الوضع في ملكال بجنوب السودان
تشهد مدينة ملكال الإستراتيجية مواجهات مسلحة عنيفة بين القوات الحكومية الموالية لرئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت وقوات المتمردين بزعامة نائبه السابق رياك مشار.
ويزعم كل طرف بسط سيطرته على حاضرة ولاية أعالي النيل بشمال البلاد، لكن الأحداث على أرض الواقع تشير إلى أن أياً من الطرفين لم يحكم سيطرته الكاملة على المدينة بعد.
وقال الناطق الرسمي باسم جيش جنوب السودان، العقيد فيليب أقوير، إن قيادة الجيش فقدت الاتصال بقواتها التي تحارب المتمردين في أجزاء واسعة من ملكال.
ونوه أقوير في تصريح للجزيرة نت أن فقدان الاتصال بقواته لا يعني أن المتمردين قد استولوا على المدينة.
وكان المتحدث باسم المتمردين، يوهانس موسى فوك، قد قال في تصريحات صحفية سابقة إن قواته تسيطر على مدينة ملكال بعد أن ألحقت الهزيمة بالقوات الحكومية الموالية لسلفاكير، مشيرا إلى أنهم استطاعوا الاستيلاء على أسلحة ثقيلة ودبابة عسكرية من الجيش الحكومي “الذي فر من المدينة”.
وتعد مدينة ملكال الواقعة شمال شرق جنوب السودان، من المدن الاقتصادية المهمة بالنسبة للحكومة في جوبا. وتقطن المدينة ثلاث قبائل كبيرة هي الشلك والنوير والدينكا، فضلاً عن مجاورتها لدولتي إثيوبيا والسودان.
وتسود مخاوف من احتمال حدوث مجازر على أسس عرقية، حيث تنتمي كل قوات المتمردين لقبيلة النوير.
كما أن سيطرة المتمردين عليها تعني أن باستطاعتهم التقدم صوب مدينة ملوط التي تنتج نفطاً بكميات أقل من ذلك الذي تنتجه ولاية الوحدة، وهو ما يمثل تهديداً لحقول النفط الوحيدة العاملة الآن بعد توقف عمليات الإنتاج في ولاية الوحدة.
وقال وزير الإعلام بولاية أعالي النيل، فيليب جيبين، إن المعارك ما تزال مستمرة في ضواحي مدينة ملكال؛ وإن أعداداً كبيرة من المدنيين فروا إلى مقر الأمم المتحدة وبعضهم لجأ إلى مقرات تابعة للكنيسة الكاثوليكية.
وأشار جيبين في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت من إحدى المناطق القريبة من ملكال، إلى أن الاشتباكات ما تزال مستمرة وأن خطوط الاتصالات مقطوعة تماماً عن المدينة، مضيفاً أن هنالك عمليات نهب واسعة لممتلكات المواطنين تقوم بها قوات المتمردين.
غير أن وكيل وزارة البترول بجنوب السودان، مشار أشيك، أفاد بأن عمليات إنتاج النفط في أعالي النيل ما تزال مستمرة. وقال “حتى الآن ليس هناك ما يشير إلى أن عملنا سيتوقف”.
ويتوقع المحلل السياسي ثيونق جون استمرار القتال في مدينة ملكال لاعتبارات إستراتيجية وسياسية واقتصادية وإقليمية، كونها تجاور كلاً من دولتي إثيوبيا والسودان.
وأردف قائلاً إن هذه المدينة تعد عاصمة لولاية تنتج نحو 250 إلى 300 ألف برميل من النفط يوميا، وإن سيطرة المتمردين عليها تعني أنها ستضمن وصول الإمدادات لبقية قواتهم وخلق طرق للتواصل مع مجموعات تنتمي لقبيلة النوير في إقليم قمبيلا الإثيوبي.
وزاد بالقول “بالنسبة للحكومة في جوبا، فإن المدينة تمثل شريانا لتوصيل الإمدادات والمساعدات الإنسانية للمدنيين إلى بقية المناطق التي ما تزال تحت سيطرتها”.
الجزيرة
[/JUSTIFY]