مقالات متنوعة
ينتظرون الخميس!!
: لا أحد يحاسب أحداً.
> والدولة لا تحاسب أحداً.. مطمئنة إلى أنه لا أحد يحاسب الدولة.
> لكن الدولة سوف تبدأ الجري غداً.
> تجري بجنون هرباً من غضبة هائلة.
> ومن يطارد الدولة يومئذٍ هم الحجاج.. فالطيران السوداني = الذي استلم كل ما يطلب من الأموال = يعجز الآن عن استئجار طائرة واحدة لنقل حجيج هذا العام.
> .. والعجز هذا، ما يجعله مخيفاً هو أن الأموال المخصصة للإيجار هذا .. تختفي.
> .. وما تخبر به المجالس حتى الآن هو أن
: وزارة المالية تعجز لشهر وشهر وشهر عن دفع مرتبات العاملين لجهة ما.
> والجهة هذه تضع أيديها على أموال الحجيج .. وتصرف كافة مستحقاتها.. بشريعة مفهومة.. شريعة موظف في الدولة يعمل ويستحق.
>.. ووزارة المالية سوف تنكر.
> والطيران سوف ينكر.
> والحجاج سوف يتجهون إلى الإبل.
> .. آخرون منهم سوف يتجهون إلى الطوب والعصي.
(2)
>.. وفي زمان الإنترنت حيث تتجاذب أطراف الحديث من غرفتك في الخرطوم مع آخر في هولندا، وثالث في زنزبار تتجاذب السفارات الآن حديثاً غريباً..
> فأمريكا تعلن أمس الأول عزمها على فتح تحقيق في مقتل سفيرها في ليبيا.
> وأنس السفارات يقول إن من قتل سفير أمريكا هو .. أمريكا ..!!
> وبدقة
>.. وأنس الإنترنت يقول إن المخابرات الليبية قامت بتحذير السفارة الأمريكية .. وبتحذير مخابرات أمريكا من أن خطراً يهدد السفارة.
>.. وتحدّد مصدر الخطر هذا..
> وأمريكا لحسابات عندها تستغل (الخطر) هذا لقتل سفيرها.. سعياً إلى شيء وراء ذلك.. وبدقة وأسلوب قديم عندها.
> والأنس يورد الشواهد والسوابق ويقص كيف أن أمريكا ما تزال متهمة بأنها هي من قتلت سفيرها في الباكستان أيام ضياء الحق.. لهدف مشابه.. ونموذج .. ونموذج.
> وما يتجاوز الظن إلى المعلوم صراحة الآن هو أن المخابرات الأمريكية أيام كوبا كانت تعرض على الرئيس كيندي أن:
(يقدم جنود أمريكيون يرتدون أزياء الجيش الكوبي بالهجوم على قاعدة أمريكية وقتل عدد من الجنود الأمريكيين حتى تجعل أمريكا الهجوم هذا ذريعة لغزو كوبا)..
> والخطوات التي تعدها أمريكا الآن للمنطقة لعلها تصبح أكثر فصاحة.
> وأمريكا = التي تغطي اغتيال سفيرها = تغطي وجهها هذا من (الناخب) الأمريكي.
> بينما أمريكا تكشف وجهها الحقيقي ببرود للعالم.
> وأمس الأحد سلمان رشدي في محطة الـ ((CNN يلوم المحطة هذه على أنها لم تنشر الفيلم المسئ.
> وكلنتون في المحطة ذاتها يقول إن (غضبة العالم الإسلامي ليست ضدنا .. إنها ضد عجزهم هم).
>.. والكتب التي تتدفق الآن عن أفق العالم الجديد تنقل عن مفكرين أمريكيين منهم سكينز وبيرسي وطومسون = ورؤساء أمريكا يتبنون آراءهم = أنهم يقولون = أسياد العالم .. نحن فقط وكلنتون الذي يجلس في محطة الـ (CNN) أمس كان هو من يقول:
> نمضي لتحقيق الحلم العظيم الذي هو (أمركة) العالم طاعة أو قسراً. وعن الحرية قال بفصاحة بديعة
: الحرية هي حريتي أنا.. والمنفعة هي منفعتي أنا.. أما حرية الآخرين فلا شأن لنا بها..
قال: والحق هو ما نستطيع انتزاعه .. فقط واسكينز الذي هو أكثر وضوحاً يقول
: الآن.. من حقنا أن نقول للإنسانية.. مع السلامة.. وليخلصنا الله منك.. والعقل أيضاً نقول له مع السلامة.
(3)
> ومفاوضاتنا تقدم (السبت) لأمريكا لتحصل على (الأحد).
> لكن أضخم صفقة تجارية (طرد السوڤييت من مصر.. يطردهم السادات للحصول على دعم من كيسنجر).
المشروع هذا حين يقوم به السادات ويلتفت ليحصل على الثمن يجد كيسنجر يقول ساخراً
: لماذا ندفع ثمن وجبة دخلت معدتنا بالفعل؟؟
> وفي الحكاية السودانية الفتاة الساذجة التي ترعى الأغنام والتي تسمع أن زواجها يوم الخميس
تذهب إلى جدها العجوز وتسأله
: جدي.. الخميس يجي متين؟
> والرجل يمسك بلحيته ليقول لها
: عيب جدك.. كان السنة دي .. فيها خميس.
> .. ومفاوضونا يعطون وينتظرون الخميس.. وينتظرون أمريكا.
إسحاق احمد فضل الله – آخر الليل
صحيفة الإنتباهة