سعد الله ونوس أبو المسرح العربي بلا منازع “الحلقةالثانية “
مسرحياته كانت تتناول دوما نقدا سياسيا اجتماعيا للواقع العربي بعد صدمة المثقفين إثر هزيمة1967 ، في أواخر السبعينات، ساهم ونوس في إنشاء المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، وعمل مدرساً فيه ، كما أصدر مجلة حياة المسرح، وعمل رئيساً لتحريرها ، في أعقاب الغزو الإسرائيلي للبنان وحصار بيروت عام 1982، غاب ونوس عن الواجهة، وتوقف عن الكتابة لعقد من الزمن ، عاد إلى الكتابة في أوائل التسعينات.
في 15 مايو 1997، توفي ونوس بعد صراع طويل استمر خمس سنوات مع مرض السرطان
مسرحياته :
حفل سمر لأجل خمسة حزيران
الملك هو الملك
منمنمات تاريخية
الفيل يا ملك الزمان
مغامرة رأس المملوك جابر
طقوس الإشارات والتحولات
رحلة حنظلة
الإغتصاب
مقطع من مسرحية ” حفل سمر لأجل 5 حزيران
نعم انا كذلك .. واحد من هولاء الذين يقرؤون +كتبا نظرية عن الثورات والشعوب
من الذين لم يكونوا في قرية امامية . واحد من الذين يجترون الاحلام الوردية واحد
واني مثلهم . انظر كيف اري الاشياء . اني هروبهم . انك هروبهم . اننا هروبهم ، اننا الهرب ذاته .. انني مسئول . انك مسئول .. كلنا مسئوولون. مامن احد يستطيع ان يجد هذه المرة مخبا من المسئولية
أوردت هذا المقطع ليكون مدخلي لمسرح سعدالله ونوس ، ولأن أيضا مسرحيته ” حفل سمر لأجل 5 حزيران ” تعتبر علامة فارقة في المسرح العربي .
يقول شهريار نيازي
” لا تزال توجد علاقة وطيدة بين الأدب والمنعطفات السياسية والإجتماعية الكبرى طيلة العصور الأدبية ، فالمسرحية هي من أشد الأجناس الأدبية إلتصاقا بحياة الشعوب في شتى مناحيها وأكثرها إتصالا بهمومها وانشغالاتها” .
تعد نكسة 1967- أو ما درج الناس على تسميته ” نكسة حزيران ” أحد الأحداث التي هزت كيان الأمة العربية وأقلقت وجودها ، فدخلت في الساحة الأدبية ، وخلقت هزة عنيفة في عالم المسرح العربي ، فقدمت عددا كبيرا من الكتاب ذوي الأصوات المتميزة في المسرح العربي عامة والمسرح السوري خاصة ، وأسرعت في إنضاجها وإعطاءها ثراء في الإنتاج وإتساعا في الرؤى ، ووثقت صلة المسرح بالسياسة ، فاتجه غالبية الكتاب نحو المسرح السياسي وتبني المفاهيم والأفكار السياسية .
وساعدت النكسة في خلق فاعلية جديدة وجادة للمسرح العربي ، ومنحته فرصة للإنطلاق والكشف عن آفاق جديدة وأساليب حديثة لإستيعاب هذه القضية المترامية .
كما أثرت النكسة في كاتب مسرحي مرموق مثل سعدالله ونوس وجعلته يبدل أدواته المسرحية والفنية متخذا صيغا جديدة بعيدة عن المسرح التقليدي
الجاهز .
فعلى صعيد البنية المسرحية الونوسية فقد أثارت مسرحية حفل سمر لأجل 5 حزيران ضجة كبرى ، لأن البنية المستخدمة فيها هي تهديم القواعد المسرحية التقليدية ، وتحويل المسرحية إلى شكل تنعدم فيه الحكاية ، وتصبح مجالا لتبادل الأفكار وصراع المواقف .
النيلين – بدرالدين حسن علي
[/JUSTIFY]