لغز “ماريا” التي نجت من (3) انفجارات لتسقط في الرابع
ففي الثاني من يناير، قبل 19 يوماً، من الانفجار الذي وقع بالأمس، هز انفجار الشارع نفسه في حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، الذي تسلكه ماريا حسين الجوهري، يومياً إلى عملها ودراستها. يومها عبرت على حسابها في الموقع الأزرق عن حزنها. بكلماتها العامية البسيطة، كتبت ماريا ما يلي: “هيدا ثالث انفجار بزمط منه (نجوت منه)، مابعرف إذا الرابع بروح فيه. أنا حزينة”. وكأن شيئاً ما بداخلها، أنبأها أنها ستكون في عداد الجثث في المرة القادمة. وها هي تلك المرة أتت بالأمس، فاصطادها الغدر، كما يصطاد العديد من مثيلاتها من سوريا إلى العراق، إلى لبنان. وحدهم الأبرياء يدفعون الثمن، وحدهم يسددون فاتورة تورط الآخرين في رمال السياسة والمصالح الاقليمية.
بالأمس، فجّر انتحاري نفسه، أو سيارته، إذ لم ينفجر الحزام الناسف الذي كان يلبسه، بمدنيين جنوبي بيروت. لم تمت ماريا وحدها، رافقها 3 أبرياء آخرون، شاء القدر أنهم يقطنون في تلك المنطقة المحسوبة على حزب الله، أو تصادف مرورهم من هناك. لتتبنى فيما بعد جبهة النصرة العملية رداً على ” تدخل حزب إيران في سوريا واستهدافه لأطفالها ولمنطقة عرسال”.
لحسن الحظ، أهالي عرسال اللبنانية مع شجبهم لقتال حزب الله وتدخله في سوريا، أدانوا استهداف الأبرياء. ويبقى الأهم أن القتل لا يبرر القتل. وكما تناقل بالأمس العديد من النشطاء اللبنانيين على مواقع التواصل الاجتماعي صور ماريا، كذلك شجبوا ذاك المنطق الذي يزج بالأبرياء في أتون الحروب.
من ماريا إلى محمد الشعار، الشاب الذي صادف مروره يوم اغتيال الوزير السابق محمد شطح، مرورا بعلي إبراهيم بشير وعلي خضرا وملاك زهوة، وحده القتل المجاني والعبثي، جمع بين صور لشبان فقدهم لبنان وذويهم، بأبخس الأثمان. وبينما تتقبل عائلة ماريا التعازي بوفاتها قبل نقل جثمانها إلى مسقط رأسها في الهرمل اليوم، قد تكون هناك قصة أخرى، لماريا أخرى أو علي أو محمد أو عمر، في طور الرحيل.
العربية.نت
[/JUSTIFY]
رحمها الله قرأت لقاء أجري معها قبل فترة تتحدث عن نجاتها ثلاث مرات من الانفجارات والرابعة وقعت