تحقيقات وتقارير

أحمد يوسف التاي : صور من إهدار المال العام

[JUSTIFY]الإنجازات العظيمة لا تحتاج إلى إعلان في الصحف بـ «الملايين»، ولا أبواق ومزامير وطبّالين، ولا ماسحي الجوخ، وحارقي البخور، فهي تتحدث عن نفسها ويراها الناس بأم أعينهم، وتنعكس أمنًا ورخاء على حياتهم، وهي خدمات يجدها المواطن في مياه الشرب النقية، والصحة والتعليم، والكهرباء، فعلى سبيل المثال فقط أقول: ما كان عوض الجاز بحاجة إلى تسويد صفحات الصحف لعكس إنجازاته في مشروع النفط، فقد رأيناها ناطقة بلغة الأرقام، وما كان له أن ينتظر كلمة شكر من أحد لأن هذا واجبه ومهمته التي أوكلت إليه، وهو بذا موظف ينجز ما هو مطلوب منه، وأيّما موظف دولة كبيرًا أكان أم صغيرًا المطلوب منه الإنجاز في صمت، وليس كثرة الكلام، وإهدار المال العام في إعلانات الصحف لعكس إنجازات لا وجود لها على أرض الواقع، فالذين يفعلون ذلك لأنهم يدركون تمامًا ضعف إنجازاتهم فلا بد لهم أن يغطوا هذا الضعف بالإعلان مدفوع الثمن… ما أعجب هؤلاء الفاشلين الفاسدين فأيما واحد منهم تراه إذا ما «هبشه» صحافي بسنان قلمه وفضح أمره وكشف قصوره إلا تراه يُسخِّر بعض الانتهازيين لإبراز إنجازات بعضها حقيقة وبعضها كذب ويدفعون قيمة إعلانات في الصحف بـ «مليارات» الجنيهات للرد على النقد الذي يوجه لهم، أو لم يدرِ هؤلاء أنه من حقهم الرد «مجانًا» على من «يتطاولون» عليهم في نفس المساحة وبنفس «البنط» في نفس الوسائط الإعلامية التي سلطت الأضواء على مكامن قصورهم وفضحت عجزهم، لكن لأن هؤلاء درجوا على إهدار المال العام فلا يهدأ لهم بال إلا بمزيد من الإهدار لموارد الدولة، ولا يجتهدون في البحث عن أمر إلا ذلك الذي يهدر مال الشعب… الفاشلون هم وحدهم الذين يهمهم أن يضخموا إنجازاتهم ويعكسوها لأنهم يعتقدون أن هذه «الحيلة» ستكون لهم بمثابة صكوك غفران ترضي عنهم أولياء نعمتهم، وتثبِّت أقدامهم في الوظيفة.

يقال والعهدة على الراوي إنه ذات مرة ذهب مسؤول ولائي ليفتتح مدرسة أُجريت لها عملية صيانة فقط، لكن لسوء حظه وحظ من معه ولسوء التنسيق والتخطيط أن العمل بالمدرسة لم يكتمل على النحو المطلوب، ولذلك تم تأجيل الافتتاح، لكن في نفس الوقت أشار إليه أحد الحواريين أن «المحلية» قامت ببناء «حمامات تجارية» بأحد الأسواق فيمكن له أن يذهب ويفتتح هذه «الحمامات» ــ معليش عدم المؤاخذة ــ طالما أن المدرسة تحتاج لبعض الترتيبات، وقد فعلها المسؤول بدون أي خجلة، ثم أخبر الصحفي الذي تخصص في تضخيم إنجازاته بألا يكتب «حمامات» بل يكتب افتتاح مرافق خدمية كبرى… هذه واحدة من الإنجازات التي يضخمها الخراصون المنافقون، ويتباهون بها، بالله عليكم ما قيمة هذا المسؤول الذي يفتتح «دبليوسي» ثم يفاخر به ويسميه «مرافق خدمية كبرى» وينفقون في الإعلان عنها أكثر من قيمة إنشائها…

صحيفة الإنتباهة
ع.ش[/JUSTIFY]

‫2 تعليقات

  1. الدولة الوحيدة التي يضيع فيها المسؤول وقت العمل في اتتاح المشروعات وليتها كانت خدمات…هذا نوع من الفشل في الانجاز..وهذا مأكلة درج المسئولين عليها…والله عيب على كل مسئول سوداني يقوم بافتتاح اي مرفق لأن الواجب يحتم عليك كدة انت جاي للمنصب دا عشان شنو؟ ما كفاية الصرف البذخي والاستئثار بالسلطة…هناك مشروعات كان يتم افتتاحها قبل ان تكتمل كما كنا نرى في احتفالات 30يونيو…
    في الدول الاخرى لا يوجد ما يسمى بافتتاح مستشفى او طريق او مسجد او (مرافق خدمية) زي ما فعل الوزير لأن الدول تعتير هذه من اولويات الولة ثم انها من المال العام …مع كثرة هذه الافتتاحات لا نرى تقدم في الخدمات …والوضع اسوأ مما كان عليه
    المسئول في جمهورية السودان لو لم يتطهر وينقي دمه من الدنس وينظف اياديه وضميره لا تستقيم الامور ويظل مسلسل النزيف في المال العام مستمر …والفساد الذي يراه المواطن ويحسه كالجمرة في جسمه لا يراه المسئول ..ما لدنيا قد عملنا

  2. بلد محظوره .. وخلق منبوذه .. دبلوسى ولا برج حمام .. المهم في الشغله البدلات ( بدل سفر / بدل بهدلة/ بدل افتتاح / بدل تدشين / بدل طريق / بدل طلة / بدل اعمال خارجية / بدل بدل / نثريات / فشخرات اعلامية نظام شوفونى وكده / ونظام امو في الواق واق تدق ليهو تلفون وهى قاعده بارااااها في الخلا .. يقوم يرد عليها لا والله ماقدرت ارد عليك مشيتت افتتحت لمواطنى شعف الجداد كم كبرى على كم سوق بالاضافة الى مييناء برى .. وهااااااااااااك اللحس ده