تحقيقات وتقارير

سلفاكير يهاجم الأمم المتحدة.. ودلاميني زوما تلتقي المعتقلين في جوبا

[JUSTIFY]أجرت رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي نكوسازانا دلاميني زوما، مباحثات مع رئيس حكومة جوب السودان سلفاكير ميارديت والمُعتقلين في جوبا. وأكدت زوما على ضرورة تشكيل لجنة تحقيق في الانتهاكات التي وقعت والاتفاق على وقف العدائيات. وأكدت زوما وفقاً لبيان صحفي صادر من الاتحاد الأفريقي الحاجة الملحة للتوقيع الفوري وغير المشروط على اتفاق لوقف الأعمال العدائية (لإنهاء عمليات القتل التي لا معنى لها ووضع حد للمأساة الإنسانية). وشدَّدت على أن أهداف لجنة التحقيق ستكون لمعالجة محنة ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان ومساعدة حكومة وشعب جنوب السودان في تحديد العوامل اللازمة لتقوية مؤسسات الدولة، بجانب توفير فرص المصالحة وتضميد الجراح. وقال البيان: “إنه على الرغم من أن كلا الطرفين قدماً تفسيرات مختلفة على الأسباب الجذرية للأزمة الراهنة، لكنهما اتفقا على أن القضية الأساسية هي مشكلة سياسية داخل الحزب الحاكم، وهو ما يتطلب الحل السياسي بدلاً من الحل العسكري”.
من جانبهم، أكد المعتقلون، وفقاً للبيان، موقفهم بأن الإفراج عنهم لا ينبغي أن يستخدم شرطاً مسبقاً لإبرام اتفاق وقف العدائيات، وأضاف: “لا يوجد شرط يمكن أن يبرر أخلاقياً استمرار القتل الذي لا معنى له”.
استعادة ملكال
أعلن الجيش الشعبي بدولة جنوب السودان، استعادة السيطرة على ملكال، بينما أعلن الرئيس الجنوبي سلفاكير ميارديت استعداده للعفو عن مشار حال سلم نفسه وإطلاق المعتقلين بعد محاكمتهم. واتهم الأمم المتحدة بمعاملة مشار كأنه قائد حكومة. وقال سلفاكير إن الأمم المتحدة منعت وزير الإعلام بحكومة الجنوب مايكل مكوي، من دخول بعض المواقع في مدينة (بور) بعد استعادتها. وأعلن استعداده لإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين بعد محاكمتهم، مؤكداً أنه مستعد للعفو عن قائد التمرد رياك مشار في حال سلم نفسه.
وحاول جنود تابعون لجيش جنوب السودان يوم الأحد، اقتحام مخبأ محمي للمدنيين في قاعدة بعثة الأمم المتحدة في عاصمة ولاية جونقلي بور. وندَّد المتحدث الرسمي باسم المنظمة الدولية مارتين نيسركي، بتصرف الجنود (الأهوج).
قلق أممي
أفاد نيسركي في تصريح بأن “الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قلق بشكل خاص من أن الجنود الجنوبيين يهددون موظفي الأمم المتحدة، الذين منعوهم من ملاحقة المواطنين بمنشأة البعثة المحمية”. وقال الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي فليب أقوير، إن الجيش الشعبي أحكم سيطرته على عاصمة ولاية أعالي النيل مدينة ملكال، وقال إن القوات الحكومية تطارد المتمردين على بعد (60) كيلومتراً شمالي المدينة. وبثت (رويترز) صوراً من عاصمة ولاية جونقلي مدينة (بور) التي استعادها الجيش الشعبي يوم (السبت) بثت صوراً تظهر حجم الدمار وجثث القتلى المتناثرة في طرقاتها. وقال المتحدث باسم المتمردين في أديس أبابا، إن قواتهم انسحبت تكتيكياً من المدينة، بينما قال متحدث أوغندي إن قوات الدفاع الشعبي اليوغندي كانت وراء النجاح الذي تحقق في بور.
وكان سلفاكير قال في مؤتمر صحفي (الاثنين) إن جوبا مستعدة للعفو عن المعتقلين بعد التحقيق القانوني معهم، وأضاف أن: “المعتقلين ليسوا سجناء بل في ظروف مريحة”، وأشار سلفاكير إلى أن على نائبه السابق رياك مشار أن يفهم أن (الانقلاب ليس ممكناً وسيعزله دولياً) ودعاه وجماعته إلى وضع أسلحتهم والانضمام لجهود بناء الدولة. وقال رئيس جنوب السودان إنه يلتزم بالتحقيق في كافة الخروقات ومحاكمة المدنبين، ودعا لفتح حوار سياسي وطني، وأضاف: “نريد وقفا غير مشروط للأعمال القتالية فورا، وقد سمحنا لفريق مفاوضينا بأن يوقعوا اتفاق وقف إطلاق النار في محادثات أديس أبابا”.
وقال المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب أقوير إن: “ملكال باتت أخيرا بين أيدي القوات الحكومية”، مضيفاً أن المتمردين تم طردهم من المدينة وفروا إلى جهة غير معلومة. ويأتي إعلان الجيش استعادة السيطرة على مدينة ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل بعد يوم من بسط سيطرته على مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي. وقال جيش جنوب السودان في وقت سابق إنه بدأ (الأحد) هجوماً واسعاً لاستعادة السيطرة على المناطق الجنوبية من ملكال التي وقعت بيد المقاتلين الموالين لرياك مشار النائب السابق لرئيس جنوب السودان، والتي تعتبر من أكبر معاقل القوات الموالية لمشار منذ بدء النزاع.
ولا توجد تفاصيل دقيقة بشأن المناطق الواقعة تحت نفوذ كل طرف من الجانبين المتنازعين في هذه المدينة التي شهدت تقلب السيطرة عليها من فريق إلى آخر مرتين منذ بداية المعارك التي أدت إلى هروب آلاف السكان.
حالة طوارئ
في السياق طلب الرئيس سلفاكير من البرلمان الموافقة بشكل عاجل على إعلان حالة الطوارئ في ولاية أعالي النيل، وبحسب وثيقة نشرها برلمان جنوب السودان (الاثنين) فقد طلب سلفاكير قطع عطلة البرلمان وعقد جلسة طارئة لتمرير قرار إعلان حالة الطوارئ خلال (15) يوماً، كما يسعى سلفاكير لإعلان حالة الطوارئ في ولايتي جونقلي والوحدة.
في الأثناء أدانت منظمة الأمم المتحدة التهديدات المتزايدة التي يتعرض لها موظفوها العاملون في مجال الإغاثة في جنوب السودان، وكذلك اللاجئون المدنيون في المخيمات من قبل الأطراف المتصارعة. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسركي إن قوات حكومية حاولت الدخول بالقوة إلى مخيم للاجئين تابع للأمم المتحدة ويؤوي آلاف المدنيين في مدينة بور التي وقعت السبت بيد القوات الحكومية. وأضاف في بيان أن مسؤولين كبارا في الحكومة وفي قوات جنوب السودان هددوا طاقم الأمم المتحدة العامل في هذا المكان وحاولوا الدخول بالقوة إلى المخيم، مشيرا إلى أن الأمين العام للمنظمة أدان هذه التهديدات وطلب من جميع الأطراف احترام حصانة مخيمات اللاجئين التابعة للبعثة الأممية في جنوب السودان

بهرام عبد المنعم: صحيفة اليوم التالي [/JUSTIFY]