تحقيقات وتقارير

محمد محي الدين المهل : السودان مضي علي استقلاله 58 عاماً ومازال شعبه يعاني وينتظر حكماً عادلاً وراشداً

[JUSTIFY]هل أدرك أهل السودان حكومة ومعارضة سياسية ومنظمات مجتمع مدني وقبائل وعشائر ، والفعاليات والمكونات الاخري ، أن الوقت قد حان لإحداث تحولات جذرية في الواقع السياسي ، والتراضي علي مشروع وفاق وطني جامع يخرج البلاد من وضعها السياسي والاقتصادي الراهن، هل أدرك أهل السودان أن كنوز الأرض لو توفرت جميعها في هذا البلد لا فائدة منها طالما كانت هنالك حروب ومعارض تدور في مساحات من البلاد ، فالسلطة الحاكمة ستوجه كل الموارد للدفاع وأمن الوطن والبلاد،تسليحاً وحشداً للجيوش وإنفاقاً يتزايد كل يوم، وبالتالي لن تتحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمواطن السوداني ،وسيستمر التدني والتدهور والتدني في متطلبات الحياة من طعام وصحة وتعليم ، وتتسع نسبة الفقر في البلاد بالمزيد من المعاناة والغلاء ، بل انهيار القيم والموروثات التي عرف بها المجتمع السوداني ، والمواطن السوداني يترقب المبادرات، والإجراءات والمفاجآت سمها ما شئت والتي أعلن الرئيس البشير أنه سيطرحها علي الشعب السوداني باعتبارها السبيل والمخرج للبلاد من الأوضاع الراهنة .

الحكومة التي تتولي السلطة في البلاد الآن بمختلف مكوناتها ، والأحزاب المعارضة ، التي تولي بعضها الحكم في البلاد في لمراحل سابقة هل يدركون أن السودان مضي علي استقلاله 58 عاماً ومازال شعبه يعاني وينتظر حكماً عادلاً وارشداً يسخر الثروات الطبيعية والبشرية التي تزخر البلاد بها لمصلحة المواطن السوداني ، الذي طال انتظاره وهو يحلم بأن يأتي اليوم الذي تستقر فيه البلاد ويتمتع فيه أهله بحياة هادئة ومستقرة وتتوفر له متطلبات الحياة الكريمة من صحة وتعليم وغذاء وكساء ، وأن يحدث ارتفاع في مستوي معيشته وهو المواطن الصابر القنوع ، الذي تحمل شظف العيش وتاهت به السبل وترتب علي ذلك هجرة العلماء وأساتذة الجامعات والأطباء والمهندسون والعديد من الكفاءات وتفرقوا في العالم بحثاً عن الحياة الكريمة .

ونقول أن عملية الإصلاح في الدولة والتغيير الحقيقي تتطلب بروز وأفكار ورؤى وحوار متسع، إننا نطلب من رئيس الجمهورية عقب إطلاق مبادرته أن يدعو إلي مؤتمر يشارك فيه العلماء والخبراء خارج وداخل البلاد حيث يتواجد لدينا في دول المهجر كفاءات برزت في دول كبري في العالم وتبوأت المناصب والمراتب في تخصصات نادرة نحن في حاجات لها لبناء وطننا الذي سيعودون اليه حتما ً.

ونقول إن السودان يحتاج الي تغيير ينظر إلي مستقبل البلاد والذي لا يضعه الجيل الحالي سواء من هم في الحكومة أو المعارضة ، بل هم أصحاب المصلحة الحقيقة من الشباب ، الجيل الحالي والقادم ، الذي يتطلع أن يضع مستقبله بنفسه وهو يمتلئ بالأمل والرجاء لغد أفضل .

إن الواقع الراهن والمشهد الذي نعايشه صباح كل يوم في دول شقيقة من حولنا حدثت فيها عمليات تغيير أيا كان مضمونها وشكلها فإنها لم تؤد إلي الاستقرار والسلام والأمن ،بل معارك وقتلي وجرحي وضحايا من الأطفال والنساء والشيوخ والأمهات وهجرة قسريه مجهولة وتشرد في دول أسكنتهم الخيام في شتاء قارس ، نقول ذلك والجميع يعلم أن بالسودان حركات متمردة تحمل السلاح؛ هدفها المعلوم والذي تعلنه صراحة وهو إسقاط نظام الإنقاذ حسب رؤيتها.

وإذا حدث تحول وتغيير في هيكل الحكم في البلاد فان علي تلك الحركات ان تواكب المستجدات ، وان تستجيب لدواعي التغير فان حمل السلاح لن يؤدي مطلقاً الي تحقيق الأهداف، ويكفي ما نشاهده الآن في سوريا الشقيقة حيث مضت ثلاث سنوات والمعارك مازالت مستمرة بين القوي التي تريد إسقاط النظام وبين السلطة الحاكمة ، والشعب السوري يموت بالآلاف ويتشرد لاجئاً خارج وطنه .

إذن عل جميع أهل السودان نبز القبلية والجهوية والانخراط في في المساعي التي تدعو لوحدة الصف والوطني وبناء السودان من جديد وفق ما يرتضيه أهل السودان جميعاً ويتذكروا أن مسألة الحكم أمانة يسألكم منها المولي عز وجل منها والقائل في محكم تنزيله “إنا عرضنا الأمانة علي السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً ” صدق الله العظيم .

صحيفة الخرطوم
ع.ش[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. والله يالمهل كتبت كلاما جميلاً، وليتك اضفت له يا سيدى الرئيس ابعد وابعدنا من القيادات التاريخية ( الراغنة، ال المهدى، الترابى ،…… على سبيل المثال فهموا كثرُ) التى وجدناها جاثية على صدورنا وعلى رؤوس الاحزاب منذ ان فتحنا أعيننا فان كان عندهم ما يقدموه لهذا لما جاء عبود والنميرى والبشير لسدة الحكم