هويدا حمزة : تفاصيل حوار عاصف
ما يحيرني لماذا أثارت أسئلتي انفعال الأمين العام لحزب الأمة؟ هل يعني ذلك أنها مست وتراً حساساً لا يريد لأحد أن يعزف عليه؟ طبعاً ناس الأمن بعرفو أي حاجة؟ إذا لم يكن الأمر كذلك لماذا لم ينف أي اتهام مهما كان مستفزاً ببرود؟ أذكر أنني قلت للفنان المسرحي علي مهدي أثناء تحقيق عن الفساد أجريته في بدايات الإنتباهة قلت له: «قالو إنت بنيت عمارة من قروش «SOS» فقهقه عالياً وقال لي: صدقيني أنا بحب الأسئلة الزي دي لأنها بتخليني أرد على الكلام البقولو الناس تحت تحت» ورد على الاتهام وأنا نقلت إجاباته بكل أمانة.
لم أكن أريد أن اضطر لكتابة هذا الحديث ولا المقدمة التي كتبتها لحواري معه احتراماً لمكانة الرجل وتاريخه السياسي، ولكن مثلما استفزته أسئلتي استفزتني اتهاماته ومن ثم وجدت المثل الدارج «البلمس دمورك ألمس حريرو» يتراءى أمام عيني وعموماً الضيف العصبي مفضل لدى الصحفي لأنه سيخرج بحوار قوي غير تقليدي بعكس الضيف الذي يستدعى لديه حالة التثاؤب.
عن نفسي متعودة على الشجار والطرد من المكاتب بسبب تركيبتي المصادمة التي غرستها فيّ نشأتي في قسم التحقيقات التي تستدعي ألا يهتم الصحفي بردة فعل من يستطلعه مهما كانت، وقد طردني من قبل مدير جامعة النيلين آنذاك بروفيسير عوض حاج علي من مكتبه عندما ذهبت إليه لأنقل له اتهامات طلاب المعارضة بعد فوز الإسلاميين بانتخابات الاتحاد، وقد جزموا أن الإدارة ساندتهم لأنهم جزء منها، وقد فرحت بتلك الطردة وأبرزتها كمانشيت بعد أن قلت له: (شكرًا طردتك أحسن من تصريحك، يعني كنت حا تقول لي شنو)؟.
أيضاً ذهبت لإحدى الكليات قبل عدة سنوات لتكملة تحقيق بدأته مع الطلاب وعندما سألت عن المدير أفادوني بأنه غير موجود فدخلت لمكتب أظنه مدير شؤون الطلاب فسألني عن مصدري وعندما رفضت قال لي: (أسة بكسر ليك مسجلك ده)! فما كان مني إلا أن وضعته أمامه وقلت له: (هاك.. كان راجل كسرو) وبالطبع لم يفعل، ولكن احتد النقاش بيننا حتى وصلت أصواتنا لمكتب المدير الذي أرسل رسولاً يطلب مني مقابلته في مكتبه! لا حظوا أنهم أنكروا وجوده عندما جئته بالحسنى! حاجة غريبة.
مع كامل احترامنا وتقديرنا لحزب الأمة وزعيمه الإمام الصادق المهدي .
صحيفة الإنتباهة
ع.ش