سياسية

الثورية فى موقف لا يُحسد عليه أحد !

[JUSTIFY]لو أننا وجدنا العذر لما يسمى بالجبهة الثورية كونها لم تكن مطلقاً تضع فى حساباتها -إن كانت لها حسابات- إن صراعاً جنوبياً جنوبياً ربما ينشب فى أي لحظة فى ظل وجودها كضيفة فى دولة الجنوب، ومن ثم كان بوسعها أن تتدبر أمرها مسبقاً وتجد لها ملاذاً آمناً، بعيداً عن تقاذفات الدماء والأشلاء؛ أو لأننا وجدنا لها العذر فى ضحالة تقديراتها وركونها الساذج للمأوى الذي أوت إليه وهي تعتقد أن ذلكم الوضع أبد الدهر. فإن من المستحيل بالطبع إيجاد عذر لها فى تدبير أمرها بعد أن اندلع الصراع بكل هذه العنفوان ودون أن يدري احد الى ماذا وعلى ماذا سينتهي.

مأزق الثورية الحالي أكبر من أن تخرج منه سالمة معافاة وذلك وفقاً للمؤشرات التالية: أولاً، نظراً لعدم وضعها فى الاعتبار احتمال نشوب صراع كهذا، فقد فوجئت به ومن ثم تعذر عليها الوقوف على الحياد، وفى الوقت نفسه تعذر عليها الوقوف الى جانب طرف. فالكفة الراجحة بالنسبة لها رغم قربها من موقد الاشتعال غير واضحة، وربما تخطئ فى التقدير فتميل الى طرف ثم تفاجأ بأنها مالت الى الطرف الخطأ!

ثانياً، نظراً لاعتمادها الكامل على جوبا -دعماً ومأوىً- وبدرجة ما على كمبالا فإن الدعم والمأوى فى خضم الصراع الدائر أصبح (ترفاً) بالنسبة لجوبا وكمبالا معاً، وهذه هي النقطة الحرجة للثورية بحيث يمكن أن تنتاشها رماح ورصاصات الجيش السوداني بسهولة لتكتب نهاية مأساوية لها.

وإن كانت من دروس سياسية هنا فهي أن إسناد الظهر الى حائط الجيران والاتكاء عليه باعتباره الملاذ الآمن الأوحد إن هي إلا مغامرة، وعلى المغامر أن يتحمل كل تبعاتها المريرة دون أن يجد من يوجه إليه اللوم سوى نفسه!

ثالثاً، وحتى على فرض انجلاء غبار الصراع ورسوه على جوديّ السلام فإن مرحلة المحاسبة والمراجعة وغربلة الأحداث ستكون صادمة ومكلفة بالنسبة للثورية، إذ أنها على أدنى تقدير ستكون خارج حسابات الطرفين لأن كلا الطرفين بفعل امتحان الدم والنار سوف يدركون أهمية السلام والاستقرار. ففضلاً عن إدراكهم ضرورة إبقاء الحائط المشترك مع الجيران آمناً وهادئاً ومستقراً.

رابعاً، أيضاً حتى على فرض حصولها على إيواء -من جديد- فإن قدرتها على شنّ هجمات كما كان يحدث فى السابق انقضت بفعل تراجع المعنويات بصورة عامة، وهذا ما يضطرها لقبول تسوية سياسية هي الأخرى لن تتجاوز حصادها الهشيم بحكم أن منبر أديس أبابا مخصص فقط لمفاوضات مع قطاع الشمال بينما لا يزال منبر الدوحة مخصصاً لحركات دارفور، وبذلك تضطر الثورية لتقسيم نفسها بين المنبرين وهي مكرهة!

وهكذا فإن الحركات المتمردة التى لا تستوعب طبيعة الأوضاع السياسية ولا تقرأ مآلات الأمور ولا تحسن التوقعات وتظن أنها -بمقدراتها المتوفرة- قادرة على تغير سلطة حاكمة فقط بهجمات مسلحة والفرار الى الدولة المجاور هي حركات مكتوب عليها الفناء، تماماً كما سوف يحدث للثورية فى القريب العاجل.

سودان سفاري
ع.ش[/JUSTIFY]

‫3 تعليقات

  1. هي حركات مكتوب عليها الفناء، تماماً كما سوف يحدث للثورية فى القريب العاجل.آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمممممممممممممممييييييييييييييييييييييييييييييييييين إنشاء الله . ربنا يكويهابنار جهنم زي ما كوت أهلنا في غرب السودان.

  2. بعد سقوط القدافى

    قوات خليل جاءت وعبرت السودان بالطول من ليبيا الى دولى الجنوب

    لم يتعرض لها شخص او يلقها بحجر .