تحقيقات وتقارير

النيابة المعلوماتية : تحذيرات معلوماتية .. ونماذج لانتهاك الخصوصية

[JUSTIFY]لك عزيزي القارئ أن تتخيل أثناء تصفحك لموقع التواصل الاجتماعي أن تجد صورة لإحدى محارمك المقربات وهي في خدرها وقد انتاشتها الأعين والألسن وتبادلتها مجموعات الواتساب المختلفة.. ولك أختي الكريمة ان تجدي صورتك وصوتك وأنت داخل غرفتك الخاصة وقد انتشرت عبر فضاءات لا متناهية، نعم يمكن ذلك فمواقع التواصل الاجتماعي قربت المسافات وسهلت نشر الأفكار وآراء بحرية ولعبت دوراً مهماً في ترويج الأفكار المختلفة.

هذه الثورة قوبلت بقلق من مستخدمي هذه المواقع فالأمر لم يقف عن التسلية والمزاح بل تسلل الى الخصوصية الشخصية التي غالباً ما تنتهك من قبل أفراد أو مؤسسات تديرها شبكات منظمة، وتستغل البيانات الشخصية للمتعاملين مع هذه المواقع وتقوم ببيعها. كما أنها تقوم بتحليل البيانات الشخصية للمشتركين بها، وما يهم في الأمر الخطر الذي بات يهدد الشباب وكل الأسر في مجتمعنا السوداني.

ومن جانب آخر نجد انتشار الهواتف الذكية بين أيدي الشباب الأمر الذي مكنهم من استخدام المواقع الالكترونية وسرعة استخدام الانترنت بها ونراهم يقدمون على تصوير لقطات لأفراد العائلة دون الانتباه لمردودات الأفعال والعواقب التي يحتمل ان تقع، بينما نجد الفتيات يلتقطن صورا وهن في أوضاع مخلة ربما يكون الغرض الاحتفاظ بها لأنفسهن ولكن يغيب العقل في أن يجعل مجالا للتوقعات التي يمكن ان تحدث مثل ان يسقط الهاتف من حقيبتها او تتم سرقته في زحمة المواصلات او تنوي بيعه، كل تلك التوقعات تجعل من ضعاف النفوس يقومون بنشر تلك الصور الخاصة التي تستخدم لحالات الابتزاز وتشويه السمعة للفتيات. وفي هذه الفترة نجد أن الصور الفاضحة والفيديوهات المخلة بالآداب تتعلق معظمها بالشباب المنحرف منهم والمتشبه بالنساء، ولا نغيب النظر في سلوك تبادل الصور الفاضحة ولقطات الفيديو الخاصة حين تكون الفتاة في الغرفة مع زميلاتها وبكل ثقة وأمان لهن تتركهن يلتقطن لها الصور في أوضاع مختلفة بعدها تنتشر بأوسع السبل، في الوقت الذي تكون فيه تلك الفتاة لا تدرك ما يفعل بصورتها أو ربما يدخلون صورة وجهها في برنامج يجعلها أكثر فضيحة وتشويها للسمعة .. تابعونا مع هذا التقرير ثم أعيدوا قراءته لتنتبهوا وتأخذوا حذركم.
نماذج لانتهاك خصوصية تناولت وسائل الإعلام خلال الأيام السابقة قضية شباب مارسوا الرذيلة مع فتاة أجنبية وقام أحدهم بتصوير الجريمة بغرض الاحتفاظ بها ولكن خلافاً نشب بينهم فاتخذها وسيلة لابتزاز اصدقائه ونشرها عبر الواتساب وشهر بهم بطريقة مقززة ومخلة بالأداب والقيم، وكان ذاك دليلا لوقوعهم في قبضة العدالة والقانون والمحاسبة، بالاضافة الى الصور التي انتشرت لشاب وهو يرتدي ملابس نسائية ويمارس عادات النساء السودانيات المتعارف عليها التي أوضح خلال التحري معه أنه أصيب «بالزار» وهو سبب فعلته القبيحة، وهنا نجد ان أقرب شخص له هو الذي قام بتصويره لكن انتهاك الخصوصية هي التي دعت الظروف لنشر تلك الفضائح التي تترتب عليها آثار سلبية وطابع غير مرضي للسودان وشعبه، كما حذرت جهات مختصة من التعامل بالصور وغيرها في العلاقات الاجتماعية في الفترة الأولى تنشأ علاقات وربما تمتد الى الخطوبة والى الزواج أو حتى الصداقة العميقة ولكن الخطورة تكون في العلاقات الفاشلة أو العابرة فترة المراهقة فتكون خصوصية الفتاة من صور متاحة للشخص الذي بدأت معه العلاقة فتصبح عرضة للإبتزاز أو التشهير اذا فشلت العلاقة أو بدأت علاقة مع غيره.
تحذيرات معلوماتية يجب علينا أن نبتعد عن اللقطات التي تكون في أوضاع خاصة وتجنب ترك الأجهزة الالكترونية في متناول يد الآخرين حتى لا ندع له فرصة التدخل في المواقع الخاصة. وحذرت نيابة المعلوماتية خلال ورشة ضمت عددا من خبراء الحاسوب والمعلومات الالكترونية وقدموا خلالها ورقة تضمنت الكثير من المحاذير لانتهاك الخصوصية التي تمثلت في ضرورة عدم استقبال ملفات «صور ــ صوت- فيديو- وغيره» أثناء الدردشة «مسنجر» من أشخاص غير موثوق فيهم. وعدم فتح البريد الإلكتروني وحساب الفيسبوك في جهاز حاسوب غير الخاص بك «بسهولة تامة يمكن الحصول على المعلومات حتى إذا سجلت خروج» بالإضافة إلى عدم ترك جهاز الحاسوب بالمكتب أو في أي مكان آخر في وضع التشغيل والإنصراف منه دون تأمين، ومتابعة ومراقبة الأطفال أثناء وجودهم على شبكة الإنترنت، وكل الحذر من بيع الجوال الذي يعتبر من أخطر الأمور التي تجعل فتياتنا عرضة لمخاطر التشهير والابتزاز فحتى إذا تم مسح كل المحتويات داخل الجوال «صور خاصة- فيديو- صوت» فبإمكان الشخص استرجاع الصور وبقية الملفات ببرامج ما يجعل الفتيات عرضة لانتهاك الخصوصية وأكثر عرضة للإبتزاز وقالوا إن «جوالات الفتيات الأكثر رغبة في السوق»، وأشار الخبراء أنه عند صيانة أجهزة الحاسوب والجوالات تجعل الخصوصية متاحة لأصحاب النفوس الضعيفة وخصوصاً أنهم من أهل الدراية بالتكنولوجيا ما يجعلهم قادرين على الاستحواذ على حساب الفيسبوك والإيميل وكل شيء.

معلومة علاجية: أكد مختصو ومهندسو الأجهزة الالكترونية أن هناك حلاً جذريا لإزالة البيانات والصور الخاصة من الجوال في حالة أن يريد شخص بيعه وذلك بأن يقوم بأخذ (60) لقطة فوتوغرافية للحائط موضحين أن الذاكرة الخفية لها المقدرة على استرجاع (50) معلومة من الجهاز بعد القيام بعملية الفورمات.

صحيفة الإنتباهة
نجلاء عباس
ع.ش[/JUSTIFY]