محمد عبد الماجد

العشاء الساعة تمانية


العشاء الساعة تمانية

هذا كل الذي فعلته سفارتنا في اديس ابابا
الجمهور الاثيوبي استقبلنا باغاني »الحرب« وودعنا باغاني »السلام«
لماذا خسرنا في اديس؟.
هذا هو السؤال الذي يوجه ليك اينما ذهبت …في كل الطرق ..يتعارضك
السؤال ..مثل (دومة ود حامد) للطيب صالح.
سؤال يكاد ان يلبس (عمة وجلابية) ..ويحوم في الطرقات ويفلققك …(لماذا
خسرنا في اديس؟).
سؤال (يفلق)..زي الشافع البتشبك ليه في (لعبة) غالية اخر الشهر..قدر ما
(يدوردوه) منها ما يدودر.
في المناسبات …الافراح …والاحزان يوجه لك سؤالا واحدا …(لماذا
خسرنا في اديس؟).
كادوا ان يطبعوا السؤال على جوازات سفرنا.
عندما تصلك مكالمة غريبة …قد يكون صاحبها ضارب غلط ..(النمرة
غلط)..ما مهم .. في كل الاتصالات الهاتفية ..السؤال من نفس العمل
…(لماذا خسرنا في اديس؟).
هناك اتفاق شامل على هذا السؤال ..فهو يدخل في باب (المتفق عليه).
وطفلة دون الرابعة …تتعلم ابجديات الكلام ..يا دوب تجمع حروف الالفة
وتلقط قدرتها الباقية في (ماما …ماما) تقع وتقوم متل (كماسرة اللواري)
في الدقداق…تقول بعد اجتهاد ..(لماذا خسرنا في اديس؟).
تقولها بصورة (طفولية)..فيها كل البراءة والعفة والتلقائية.
احد الاحباش كأنه يمشي في شوارع الخرطوم …قال لي في اديس ابابا وهو
متعجبا باللغة (الامهرية) كلاما لم افهمه ..سألت عن ذلك من كان يرافقني
..فترجم تساؤل الحبشي على هذا النحو : (لماذا خسرتم في اديس ابابا؟).
يا ريتنا ما سألت من الترجمة.
يا ريت لو سكت ساي.
انا كان مالي ومال كدا ..(في داعي للشوبير) دا.
السؤال واحد ..اينما ذهبت ..والاجوبة تختلف ..باختلاف سائلها..ولكنها
في النهاية تنتهى عند معنى واحد وهو (الاستهتار)..وعدم تقدير المسؤولية
والاحساس بنهائيات الامم الافريقية في جنوب افريقيا.
نلعب باحساس اننا نلعب في (دورة فقيد).
فقيدنا الاتحاد العام لكرة القدم.
يا حليل كمال شداد في مثل هذه المباراة كان يمنح اللاعبين الهيبة
والثقة والقدرة والاندفاع الهجومي الضغاط ..مع التغطية الخلفية الجيدة.
شداد كان بدافع وبهاجم من مكتبه المتواضع في شارع البلدية.
النتيجة التى خرجنا بها في ام درمان امام المنتخب الاثيوبي في مباراة
الذهاب ..تعطي عنوانا واضحا لاستهتارنا وعدم احترامنا للمنتخب المنافس.
لا شيء غير (الاستهتار) يمكن ان نرد به على كل الاسئلة الموحدة والتى
تسأل عن خسارتنا في اديس ابابا.
كان يمكن ان تنتهي المباراة في ام درمان بثلاثية نظيفة للسودان ..لكنها
انتهت بنتيجة غريبة ..لا معنى لها ولا تفسير غير (الاستهتار).
(5-3) ..نتيجة تعني عندي شيء واحد….تعنى فقط (الاستهتار).
5-3 ..نتيجة (استهتار).
لو فحصت الملاريا ..وطلعت عندك ..ما بتطلع على هذا النحو (5-3).
لو وقعت من الطابق السابع ..ورفعوك بعد 14 يوما …ما بتجي كدا ..(5-3).
5-3 دي زي الشهر الببدأ (جمعة).
5-3 زي النزول الما تام …(طوالي ترفع ورقك).
ولمن ترفع ورقك ..بفوتوك جرة…والمرة التانية ..ما بخلوك تنزل
..(انتوا القوانين دي عندكم في الكوتشية وإلا ناس اللجنة الشعبية ديل
غيروها).
ديل بغيّروا (الدم) في العروق.
غايتو نحن عندنا (قوانين في الكوتشينة) تقول واضعها كمال شداد.
اقل حاجة يكتبوا ليك (تلاتة).
5-3 دي ..زي تقاطع شارع بشير النفيدي (الستين سابقا) مع شارع
(القصر)..ما في أي علاقة بتلمهم.
ست ودع ما بتجيبهم سوا.
شوارع الخرطوم دي ..اي شارع غيّروا اسمو.. أي شارع بكتبوا ليك جنبو (… سابقا).
5 3 دي ..زي حكاية الزول الضربو (لوري) شالوا وجري على الحوادث
..قالوا ليه الضربك منو؟.
قال ليهم عثمان ود الشردو …(غايتو الزول وقت يكون ما بريد ليه زول
بركبو ليك في أي ازمة).
5-3 دي تقطع (الفشفاش)..اقول ليكم شنو بس؟…اتلب ليكم من (السطور) دي.
ادخل ليكم في صندوق …واشيل (الصرفة) الاخيرة.
5-3 …وجاءت عليها 0-2 ..خلتنا نشرب ما نروي.
زي عملية (ضبط الرسائل).
كل مرة تجيك رسالة ..تقول ليك اعمل (الخطوة) دي.
لمن تكره الرسائل ..وتندم على اليوم الخلاك تطلب الخدمة دي.
5-3 …نرجع بعد الفاصل.
….تن ..ترن …كرو لو.
دا (امهري) محسن.
كان يمكن ان نخسر في ام درمان 0 1 ..وكان ذلك افضل لنا من هذه
النتيجة التى تثبت (الاستهتار) في اقوى معانيه.
لم يلعب المنتخب مباراة اعدادية واحدة بعد هذه النتيجة المخيفة التى
خرجنا بها في ام درمان ..ولم يجد اتحادنا العام من الوقت يوم او بعض يوم
لبرمجة مباراة ودية تسعف السودان في مباراة الاياب وتقدمه في صورة ابهى.
عسكر المنتخب الوطني في كينيا ولعب امام احد انديتها الصغيرة ليؤكد ذلك
(استهتارنا) ، وعدم تقديرنا للمنتخب الاثيوبي.
خسرنا في كينيا خسارة كبيرة امام احد الاندية الكينية ..فإضاعت خسارتنا
تلك.. هيبة المنتخب وتلاشت قوته ..وهو يلعب امام (نادي) في مباراة قالوا
عنها انها (تقسيمة).
من هذه (التقسيمة) ورثنا هذه الصورة (البالية) التى ظهر بها المنتخب في
اديس ابابا.
اذن كانت كل عناصر النصر غائبة عن المنتخب في مباراة الاياب ..بل كانت
غائبة في (ام درمان) وذهبنا نبحث عنها في (اديس ابابا)..وصاحب الرائحة
بفتش (خشم البقرة).
اخطر من ذلك ان المنتخب الوطني تمرن تمرينا وحيدا في اديس ابابا ..وكان
ذلك التمرين في توقيت غير توقيت المباراة لأن استاد اديس كان مشغول في
ذلك التوقيت بمباراة اثيوبيا وتونس تحت سن 17 سنة.
الاتحاد العام يتحمل المسؤولية الاكبر …فقدنا فرصة المنافسة على
الوصول الي نهائيات كأس العالم بعد شكوى زامبيا …وها نحن نفقد فرصة
التأهل الي نهائيات الامم الافريقية بالخسارة في اديس ابابا 0-2.
والخسارة 0-2 من اثيوبيا ..متل الخسارة الادارية من زامبيا.
الاتنين السبب فيهم الاتحاد العام لكرة القدم السوداني.
نعم اذا خسّرنا الاتحاد العام فرصة التأهل الي نهائيات كأس العالم فان
الاتحاد العام قد افقدنا فرصة الوصول الي نهائيات كأس الامم الافريقية
باخطاء فنية … تمثلت في ان الاتحاد لم يجهز اعدادا فنيا وبدينا جيدا
للمنتخب.
بل ان الاتحاد العام لكرة القدم السوداني قدم للمنتخب الاثيوبي الدافع
والقوة للتأهل على حساب المنتخب السوداني وهو يعامل المنتخب الاثيوبي
بتلك المعاملة السيئة التى حدثونا بها في اديس ابابا عندما كان المنتخب
الاثيوبي حاضرا لمباراة الذهاب في ام درمان.
المنتخب الاثيوبي نزل في فندق (التاكا) ثم تم تحويلهم الي فندق اخر
بعربة نقل ..تعطلت في الطريق ..وتم افراد البعثة الاثيوبية المشوار
(كداري).
دا كلام يا جماعة.
لقد عامل الاتحاد السوداني لكرة القدم بعثة المنتخب الاثيوبي معاملة
غير كريمة انعكست بشكل كبير على المنتخب السوداني في اثيوبيا بعد ان دخلت
(الرهبة والخوف) في افراد المنتخب السوداني وانعكست على الاداء والشعور
…رغم المعاملة الكريمة والطيبة من قبل الاخوة الاثيوبيين والجمهور
الاثيوبي الذي شجع منتبخه بشكل لا نشاهده إلا في الملاعب الاوربية واكرم
البعثة السودانية اكراما كبيرا وعاملهم معاملة جيدة.
لكن الاتحاد العام لكرة القدم السوداني تسبب بمعاملته تلك في ترهيب
وتخويف الجالية السودانية في اديس ابابا ..اذ تابع المباراة من داخل
الاستاد من السودانيين مجموعة بسيطة منهم لا يتجاوز عددهم الـ (25) فردا
..وكان ذلك العزوف بسبب تخوف البعض من ان يرد الاثيوبيون بنفس التعامل
الذي وجدوه في الخرطوم.
لكن الاثيوبيين كانوا اكرم من ذلك ..احتفلوا بتأهلهم وفرحوا حتى الصباح
دون الاساءة لسوداني واحد او التعرض له بفعل او لفظ.
استقبلونا قبل المباراة باغاني الحرب …ثم ودعونا باغاني السلام بعد
انتهاء المباراة.
اتحاد كرة القدم السوداني هو المسؤول الاول عن هذه الخسارة ( اكررها
الف مرة ) ..اولا من ناحية عدم تجهيزه الجيد للمنتخب ..وثانيا في فى
تحريض المنتخب الاثيوبي على الفوز على المنتخب السوداني وذلك بمنحه
للدفاع والاستفزاز الذي انعكس على اداء المنتخب الاثيوبي الذي دخل للملعب
..فقط من اجل الانتصار والتأهل الي نهائيات الامم الافريقية في جنوب
افريقيا بعد انقطاع لسنوات طويلة.
اما الجهاز الفني للمنتخب بقيادة محمد عبدالله مازدا ..ورغم اخطاء
التشكيلة إلا اننا لا نستطيع ان نلومه..فقد اجتهد افراد الجهاز الفني
كثيرا من اجل التأهل …ولكنهم صدموا بخصم عنيد حفزه الاتحاد السوداني
لكرة القدم ليظهر في الملعب بكل هذه الدوافع.
البعض عاب على محمد عبدالله مازدا هذه التشكيلة التى بدأ بها المباراة
..واشاركه لعمر بخيت وعلاءالدين يوسف البعيدين عن اللعب ..وابعاده لخليفة
وسعيد السعودي.
ونحن نرد على هذا النقد …ونقول ان محمد عبدالله مازدا كان في مباراة
المنتخب يحتاج فعلا لعناصر الخبرة وكان وجود عمر بخيت وعلاءالدين يوسف
مهم للغاية..وربما لو اشرك مازدا هيثم مصطفى او فيصل العجب منذ بداية
المباراة كان يمكن ان يدعم مازدا حظوظه اكثر.
استاد اديس كان يغلّي مثل المرجل ..والاجواء المحيطة داخل الملعب
وخارجه تحتاج الي عناصر خبرة ..حتى وان كانت تلك العناصر لم تكن في
جاهزيتها الكاملة.
كنا نحتاج للانتصار والتقدم في الشوط الاول …لأن هذا الشوط هو الفرصة
الوحيدة لنا في (التسجيل) ..في الشوط الثاني عامل الارض والاوكسجين سوف
يكون خصما على منتخبنا.
التسجيل في الشوط الثاني في اديس ..امر في غاية الصعوبة.
كذلك فان مساعدات الحكام للمنتخب صاحب الارض وتحاملهم على المنتخب
الضيف دائما يأتي في الشوط الثاني.
عادة التحكيم الافريقي في (الشوط الاول) يكون جيدا ..ثم ينقلب في الشوط
الثاني حتى يحقق للمنتخب او الفريق المضيف النتيجة التى يريدها.
الجهاز الفني لم يحسب ذلك ..واكتفى بتكتيكات الشوط الاول.
نحن كنا نحتاج الي ان ننتصر في الشوط الاول ..لذا كان على مازدا ان
يدفع بكل اوراقه الهجومية في الشوط الاول ..وكان افضل لنا ان يبدأ مازدا
بعنكبة ومهند الطاهر وهيثم مصطفى من ثم كان يمكن ان يجري مازدا تغيراته
الدفاعية التى تحافظ له على تقدمه لكن مازدا فعل العكس.
ولم يتحرك المدير الفني للمنتخب إلا بعد ان سجل المنتخب الاثيوبي.
محمد عبدالله مازدا دخل الشوط الاول من اجل المحافظة على تقدمه الذي
كان في مباراة الذهاب.
وجاء للشوط الثاني وارد المحافظة على نتيجة الشوط الاول ..لذا ارهق
المنتخب وظهر الاعياء على لاعبي المنتخب ..لأن اللعب من اجل (المحافظة)
يرهق.
لو لعبنا من اجل هدف واحد ..من اجل ان نسجل هدفا في الشوط الاول ..لكان
لنا ما نريد ..ولكنا الان ضمن المنتخبات المتأهلة للنهائيات الامم
الافريقية في اديس ابابا.
شيء اخر ..افقدنا السيطرة على الشوط الثاني ..وفشلنا بسببه من تحقيق
(هدف) وحيد يضمن لنا التأهل رغم من ان المنتخب الاثيوبي كان يلعب في اخر
(13) دقيقة بحارس مرمي (بديل) من لاعبي المنتخب الاثيوبي وهو ليس حارسا
بعد ان استنفد المنتخب الاثيوبي استبدالاته فلعب بعشرة لاعبين في الجزء
الاخير من المباراة.
هذا الجزء الاخير من المباراة فقدنا فيه السطيرة تماما على المباراة
لأن المنتخب الاثيوبي رغم لعبه بعشرة لاعبين كان يدعّم خطوطه بحكم
المباراة السنغالي الذي غطي على غياب الحارس الاثيوبي.
وكفى ان نقول ان الكرة كانت في ذلك الوقت عندما تخرج خارج الملعب يدفع
مساندي المنتخب الاثيوبي بخمسة كور في آنا واحدا.
ويحتاج اخراج الكور الي (45) ثانية ..ومتى ما توقفت المباراة ..كان ذلك
السنياريو ..حتى اننا من شدة توقف المباراة كنا ننسى المباراة
..ومناسبتها والاحساس بها.
هذه التكتيك وذلك التحامل الواضح من حكم المباراة ..اخرجنا من جو
المباراة ولم نسدد (كورة) على مرمي الفريق الاثيوبي إلا بعد ان صفّر
الحكم في وقت غريب والكورة في طريقها للشباك الاثيوبية على انتهاء
المباراة.
وفي الوقت الذي كان يحتفل فيه لاعبي الفريق الاثيوبي بانتهاء المباراة
والتأهل كان لاعبي المنتخب الاثيوبي والجمهور السوداني القليل الذي تابع
المباراة يحتفل بصافرة الحكم على انها صفارة للهدف السوداني الذي سجله
مساوي.
قد يكون الذين شاهدوا المباراة من خلال قناة الشروق التى اجتهدت كثيرا
في وصول الصورة للمشاهدين ..قد يكونوا لم يشعروا باستحاق المنتخب
الاثيوبي للانتصار والتأهل.
ربما يكونوا شاهدوا المنتخب السوداني وهو في حالة يرثى عليه.
لكن اذا شاهد السودانيين الجمهور الاثيوبي كيف تزاحم على الاستاد
..وساند فريقه 90 دقيقة او 100 دقيقة دون توقف ..لعرف لماذا انتصر
المنتخب الاثيوبي.
لقد فاز المنتخب الاثيوبي على المنتخب السوداني لأن الجمهور الاثيوبي
قدم درس في الوطنية والمساندة والتشجيع.
انتصروا لانهم كانوا الاحق بالانتصار ..رغم تحامل الحكم السنغالي على
المنتخب السوداني.
نحن كنا على مقربة من خط الملعب ..لكن لم نكن نسمع صافرة الحكم ..لأن
صوت الجمهور يخفى أي صوت.
لو اردت ان تتحدث مع الزول الجنبك إلا تتكلم معاه بالاىشارة او عبر رسائل (sms).
افتكر اننا نحتاج نحن ان نتعلم من هذا الجمهور.
منتخبنا الوطني ..ضائع في آسنة (هلال مريخ)..منتخب بدون اعلام ..وبدون
جمهور ..ونريده منه بعد ذلك ان ينتصر.
منتخبنا للاسف الشديد لا يجد حتى الرعاية من الدولة …بل منتخب لا
يدعمه اتحاده المشغول بارضاء الهلال والمريخ…(لعبة القط والفأر).
نحتاج الي اسس جديدة نؤسس فيها منتخب وطني مشرف.
كل السودانيين الذين شاهدوا الجمهور الاثيوبي وهو يشجع ويساند في
منتخبه شعروا بالحياء.
جمهور من الساعة تمانية صباحا واقف في الصف.
نحن عندما دخلنا الي الاستاد كان (الصف) ممتد حد البصر حيث مشينا مشوار
يقرب من العشرة دقائق بالعربة والصفوف امامنا.
حسبنا في البدء ..ان الناس البرة لم تدخل الي الاستاد بعد …وعندما
دخلنا للملعب ..وجدنا (اديس ابابا) كلها جوة الاستاد.
طيب البرة ديل منو؟.
قالوا لينا ديل الحبش.
ما فهمنا أي حاجة.
الاروع من هذا…انهم جميعا كانوا يرددون اغنيات واناشيد
واحدة..ويقومون بحركات تلهب الحماس والغيرة في النفس.
الشيء الملفت الاخر ..ان كل من في الاستاد …ولاد وبنات …كلهم كانوا
يرتدون الزي الرسمي للمنتخب.
ما في زول ما لابس فانلة المنتخب الاثيوبي.
هذا الاحساس بالوطن ..وذلك الانتماء …نحن نفقده في السودان.
لذا من (العبط) ان نطالب بالانتصار والتأهل في ظل هذه الظروف ..التى
يخرج فيها المنتخب (يتيما).
ومن العبط ان نحمّل الجهاز الفني للمنتخب بقيادة محمد عبدالله مازدا
النتيجة ..الذي نشهد له باجتهاده ومثابرته.
المشكلة ما في (التشكيلة).
المشكلة في (التربية)..وفي نشأة المنتخب السوداني وفي الاحساس به.
المشكلة في ان مباريات المنتخب نقعد ليها في البيت ..ونكتب عنه في
استحياء ..ثم نطالب من برج عاجي بالانتصار والتأهل.
منتهى الانانية …ماذا فعلنا للمنتخب ..حتى نطالبه بالانتصار والتأهل.
ماذا فعلنا له للننتقد جهازه الفني ولاعبيه على هذا النحو.
كلنا بنضع ايدنا في موية باردة …وعاوزين نمشي (جنوب افريقيا).
ونطلع فاصل ونرجع نواصل ونتحدث عن سفارة السودان في اديس ابابا.
سفارة السودان في اثيوبيا.
هذه السفارة …كانت سببا مباشرا في ان يخسر منتخبنا الوطني ..وينقطع
حلم وصوله للنهائيات.
سفاراتنا الخارجية ..دائما ما تأتي خصما علينا ..والاصل في السفارات التواصل.
والتواصل لا يكون عبر (السياسة) …وانما يكون عبر الفنون والرياضة.
لكن للاسف الشديد سفاراتنا في الخارج ظلت تتعامل مع المنتخبات والاندية
السودانية باستعلاء ..وترفع.
سفارتنا في اثيوبيا (رافعة القزاز).
على ايه ما عارف؟.
في شنو ما تسألوني؟.
كان يمكن ان تدعم سفارتنا في اديس ابابا المنتخب بصورة اكبر …وترتب
للجالية السودانية في اديس لمساندة المنتخب بصورة افضل.
دعوني احكي ليك بعض الذي وجدنه من سفارتنا في اديس ابابا ..ولا اعرف
كيف اقول (سفارتنا) بعد هذا التجاهل الذي وجدته البعثة من السفارة في
اثيوبيا.
بدلا من (سفارتنا)…وجب علينا ان نقول (صفارتنا) على الاقل في هذا
الجانب الذي سوف ارويه لكم.
الترتيب والتنسيق بين السفارة والبعثة كان متروك لعبداللطيف عبدالنصيح
او عبدالنصيح عبداللطيف …السكرتير الثالث في السفارة…او الرابع
..شكلو كدا العاشر ..(الله اعلم).
عبداللطيف عبدالنصيح او العكس..كان طوال تواجد البعثة في اثيوبيا
(مشغولا) بمكالمات على جواله.
يمشي بين الناس ذهابا وايابا ..وهو واضعا تلفونه على اذنيه …دون ان
يكون في الواقع هناك أي اثر لمكالماته تلك.
لكنه في النهاية كان يبدو مشغولا بالتلفون.
وهذا يعني ان الرجل مشغول بتلفونه ..اكثر من انشغاله بالبعثة المكلف
بمتابعة خطواتها.
عفوا الرجل مشغول بالكرفتة اكتر ..هذا ما اكتشفناه اخيرا.
الشيء الوحيد الذي فعله عبداللطيف عبدالنصيح او العكس هو ظهوره في
(كادر) الصورة التلفزيونية عند استقبال المنتخب السوداني في اديس ابابا
وهو يدفع (حقيبة) احد اللاعبين.
هذا كل ما فعله…ظهر في الصورة ثم اختفى.
السفارة السودانية في اديس ابابا قدمت للوفد الاعلامي دعوة للغداء في
النادي السوداني في اديس ابابا.
وكان يفترض ان يتحرك الاعلاميين من النادي السوداني مع الجالية
السودانية لمشاهدة المباراة من داخل الاستاد.
ذهب الوفد الاعلامي الي النادي السوداني في اديس ووجدوا ان النادي في
هذا اليوم مشغولا بمناسبة زواج.
وان الدعوة التى وجهت لهم للغداء كانت في اطار تلبية دعوة هذا العريس.
طبعا ما بنعرف العريس ..وما معزومين كمان.
كل الصحفيين اوقفوا تنفيذ الدعوة وبقوا مع (الجماهير) في انتظار العربة
التى سوف تنقلهم الي الاستاد.
في تلك الاثناء حدثت الكثير من الاشكاليات والمشاكل في السفارة
..خلافات وصراعات وعنتريات.
وفد قناة الشروق كان يفترض تواجده داخل الاستاد قبل بداية المباراة بوقت كافي.
لكن سفارتنا حتى الوفد التلفزيوني والاذاعي ما اشتغلت بيه …وخلت أي
زول يشق طريقو بي نفسو.
عبداللطيف عبدالنصيح او العكس …خاطب الوفد الاعلامي والجالية
السودانية التى لا يتجاوز عددها (10) اشخاصا ..وقال بعد ان تدبر (جيبه)
يعني شنو يا جماعة ما تصرفوا اعملوا (شيلن) وجمعوا 60 بر ممكن تجيبوا
ليكم عربية توديكم الاستاد.
الموضوع بسيط.
معلم والله.
هل المشكلة في 60 بر ؟..وإلا في التنسيق والترتيب من اجل اظهار شكل
السودان بشكل مشرف.
من ثم فان الوفد الاعلامي والجالية السودانية (10 اشخاص فقط) كانت
محتاجة الي حماية امنية في ظل التهدادات التى ظلت تنقلها لنا (السفارة)
نفسها.
سفارة السودان في اديس ابابا كانت تذيع وتخبر عن تهديدات وتبلغ عن
مخاوفيها حتى ادت الي عزوف السودانيون من الدخول للمباراة.
وبدلا من ان تعمل السفارة لاستنفار الجماهير وتوفير زي موحد لهم يماثل
المظهر الاثيوبي …عملّوا من اجل تنفير الجماهير.
أي واحد في السفارة يلاقيك ..يقول ليك قالوا احتمال تحصل مشاكل.
ناس السفارة بقولوا كدا يا جماعة (قالوا) …الناس التانية تقول شنو؟.
كل الذي قدمته السفارة للوفد الاعلامي هو انهم قطعوا لكل صحفى تذكرة بـ
(50) بر …تعادل 16 جنيه سوداني من اجل الدخول للمباراة ومشاهدتها من
المدرجات.
في ظل هذه الاجواء المتوترة ..ولاستاد الذي كان (نفس) ما فيه ..سفارتنا
تقدم حوالي (12) اعلامي ليدخلوا مع الجماهير في مدرج عادي ..يحاصره
الاحباش من كل الجوانب.
صدقوا ان سفارتنا حتى وفد قناة الشروق بقيادة هشام عزالدين ارادت له ان
يدخل في ذلك المدرج بالكاميرا والاجهزة التى تصل قيمتها لاكثر من مائة
مليون جنيه.
وصدق ان وفد الشروق في هذه الاجواء كان يحمل في جيبه اكثر من 15 الف
دولار هى بقية استحقاق الشركة الناقلة للمباراة.
مع ذلك ..فان سفارتنا في اديس ابابا ..تركت وفد قناة الشروق مع بقية
الصحفيين يشق طريقه مع الجماهير الاثيوبية.
ولكم ان تعلموا ان الصفوف كانت تمتد مسافة كيلو متر من مداخل الاستاد.
بعد كل هذا ..فان اعضاء السفارة السودانية في اديس ابابا ..تركوا الوفد
الاعلامي محاصرا امام البوابة الرئيسية للمقصورة بعد انتهاء المباراة
..وذهبوا الي بيتوهم لمتابعة اصداء المباراة.
تركوني مع الاحباش ..يرطن بعضنا بالامهري ..وبعضنا باللغة الانجليزية
من اجل فك هذا الاختناق.
وعبداللطيف عبدالنصيح ..كأنو ما بعرفنا ..او بعرف زول فينا ..كأننا
اتينا الي اديس ابابا مع المنتخب الهندي.
في ظل هذا الحصار ..كان كل 5 دقائق يأتي لنا فرد من اعضاء السفارة
السودانية في اديس.
ذلك العضو كان بقول لي واحد في (الزنقة) دي ..(اسمع الليلة العشاء
الساعة تمانية في بيت السفير).
والاحباش يحصاروننا ..(هم لم يتعرضوا لنا) ولكن هناك احتكاكات حدثت
..وكان يمكن ان يفقد بعضنا لو انتصر المنتخب السوداني.
وواحد من السفارة ينزل من عربية سوداء مظللة ..لابس بدلة وكرفتة ..يقول
ليك : (العشاء الساعة تمانية في بيت السفير).
يا سعادتو الموضوع دا ما محتاج عربية سوداء…ولا عاوز ليه عربية مظللة.
الموضوع دا والله ما عاوز ليه بدلة ..ولا كرفتة.
أي زول ممكن يقوم بالدور دا.
وتاني واحد يجيك بالنبأ العظيم من السفارة ..(العشاء الساعة تمانية في
بيت السفير).
الغريبة ان سفير السودان في اديس ابابا هو الرياضي المطبوع ورئيس نادي
الهلال السابق الفريق عبدالرحمن سرالختم..لكن مع ذلك فان سفارة السفير لم
تقدم شئيا للمنتخب.
كل الذي فعلوه للمنتخب ..(الساعة تمانية العشاء في بيت السفير).
نتاج ذلك قاطعت البعثة الاعلامية عشاء السفير ..ولولا خشية السلطة
والمحاسبة لقاطعة بعثة الفريق القومي السوداني العشاء.
يا سيادة السفير ..الموضوع ما عشاء.
الموضوع اكبر من كدا.
من ثم ..خشينا ان نذهب ونجد الدعوة …مناسبة زواج تانية ..مثلما حدث
لنا في دعوة الغداء.
لكن في ظل هذه العتمة ..هناك رجل يجب ان يشكر في السفارة السودانية في
اديس ابابا.
ذلك الرجل هو مستشار السفارة عبدالسميع …الذي كان يتحرك تحركا شخصيا
منه ..ويجتهد في صمت من اجل القيام بكل اعباء السفارة.
تنازل عبدالسميع من عربته لوفد الشروق ..وتخلى عن تذكرته الشخصية للاخ
الاستاذ حسن محجوب ليدخل في المقصورة الرئيسية.
اما السفارة الشعبية الاخرى التى تمثل السودان في اثيوبيا خير تمثيل
يمثلها فعلا وقولا الاخ عمر مختار التوم ..ذلك الشخص بكل تقاليدنا السمحة
والجميلة يتحرك في اديس …يقضي يومه كله من والي (المطار).
يودع سوداني ويستقبل سوداني.
يخدم كل الناس في سعادة ومتعة ..كأنه شيخ قرية في شمال السودان وهو في
اديس ابابا.
كأنه قاعد في بيته في السودان بنفس الكرام والشهامة.
يحضر السودان عنده بسماحته وطيبته.
عمر مختار التوم هو سفارة السودان الحقيقية في اديس ابابا.
سفارة بدون عربية مظللة سوداء.
سفارة بدون بدلة وكرفتة …وتلفون مشغول طول اليوم.
وبدون حتى ان يظهر في (كادر) الصورة.
ملحوظة : سيادة السفير ..راجع (خدمات) سفارتك.
هوامش
اديس ابابا طلعت كلها الشارع..واحتفلوا حتى الصباح بتأهل منتخبهم
لنهائيات الامم الافريقية.
وفى السودان عاميلن جوطة في ملعب الحصاحيصا.
يا محمد سيد احمد ..انفعالاتك دي …اولى بها المنتخب.
استاد الحصاحيصا ..ما محتاج للجوطة دي كلها.
الناس في شنو ..وانت في شنو؟.
خسرتوا فرصة التأهل الي كأس العالم ..وخسرتوا فرصتكم في التأهل الي
كأس الامم الافريقية.
وقاعدين تتحدثوا عن استاد الحصاحيصا.
غايتو لو دي كورتكم …ليكم حق تتموها كلام وجدل ومشاكل.
مباراة اليوم بين الهلال وهلال كادوقلي ..ما ساهلة على الهلال.
يا غارزيتو ..اوعك من التعادل.
لينا 3 مباريات بنتعادل.
الله يستر.
فريق النسور ..يمكن عديل ينتصر على المريخ.
السنة الماضية انتصر الاهلي الخرطوم على المريخ.
والسنة دي ان شاءالله النسور ينتصر.
رجعنا تاني للحتة القديمة دي.
المعز محجوب اجهش بالبكاء بعد خروج المنتخب وكان في حالة نفسية سيئة
..رغم تألقه الكبير في المباراة.
خليفة ..كان يمكن ان يتألق في المباراة.
طبعا خليفة ..ما في (اوكسجين) فارق معاه.
مباراة السبت كيف؟.
نجم الدين عبدالله ..تاني عرفها.
ومصعب عمر ارتاح في دمو دا.
سادومبا الايامات دي سمو فائر.
عاجل : باسكال قالوا شال دفتر العيادة.

وإن طال السفر – صحيفة قوون