افتيني يا مدير المعاشات
وأعجب منه أن تدري
قبل شهور اتصلت بي مشكورة موظفة من الصندوق القومي للمعاشات، وقالت متسائلة إنها قد بحثت عن ملف لي في المعاشات ولم تجده، فلم تجد تبريراً لذلك إلا عند «جهيزة» الذي هو أنا لأقطع «تخمين» كل خطيب. فقلت لها: نعم ليس لدي ملف عندكم لأنه ليس لدي معاش. ولا أظن أن الصندوق يحتوي على ملفات الذين ليست لديهم معاشات..
وتذكرت قصة الرجل الذي كان يحكي عن أوصاف الذئب الذي أكل يوسف.. وعندما تصدى له أحد السامعين بنقطة نظام موضحاً أن سيدنا يوسف عليه السلام لم يأكله ذئب.. أجاب الرجل إذاً فذلك وصف الذئب الذي لم يأكل يوسف. وبنفس الحيثيات فلو كان لي ملف عندهم سيكون حتماً هو ملف ود الريّح الذي ليس له معاش.
ومنذ عام 1983م التحقت بالعمل في كلية التربية بالطائف بالمملكة العربية السعودية. وفي عام 1988م أصبت بورم في الغدة النخامية وحولت للعلاج بمستشفي الهدا العسكري بمكرمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز طيب الله ثراه وغفر له وأنزله فسيح جناته. وفي عام 1989م عندما شعرت بأن العلاج سيستغرق زمناً طويلاً كتبت للسيد مدير جامعة الخرطوم آنذاك البروفيسور يوسف فضل حسن خطاباً وضحت فيه أمري، وأرفقت معه كل الأوراق ونتائج الفحص، راجياً أن تتم إحالتي إلى المعاش.. فجاءني الرد التالي:
النمرة ج .خ 16 ـ 1 ـ أ ـ 408 بتاريخ 10/12/1989
السيد د. محمد عبد الله الريَّح
كلية التربية ـ الأحياء
الطائف
المملكة العربية السعودية
تحية طيبة
بالإشارة لمكتوبكم بتاريخ 7/9 /1989 للسيد مدير الجامعة في شأن إحالتكم للمعاش نسبة للظروف التي شرحتها.
لقد تمت مراجعة مدة خدمتكم السابقة للتأكد من استيفائكم لشروط الإحالة على المعاش الاختياري، وأرجو أن أنقل لكريم علمكم الحقيقتين التاليتين:
1- إن تاريخ ميلادكم هو يناير 1943م، وبذلك تكون مستوفياً للإحالة بالعمر في 1993م.
2- وإن تاريخ بدء خدمتكم بالجامعة هو 3/5/1964م، وبذلك تكون مستوفياً للإحالة في 3/5/1989م، وبما أنكم منحتم إجازة بدون مرتب من 1/2/ 1988 وحتى 31/1989 فسوف تخصم تلك الفترة من من خدمتكم «أي أن خدمتكم حتى تاريخ انقضاء إعارتكم هي 23 سنة و8 أشهر».
وبناءً عليه يؤسفني أن أنقل لكم عدم موافقة السيد المدير بإجابة طلبكم، ويرجى عودتكم الفورية حتى لا ترغم الجامعة على تطبيق القانون عليكم.
وشكراً
بدر الدين الشيخ
سكرتير شؤون الأفراد
هذه هي الرسالة التي وصلتني، وعليها فقد حرمت من الإحالة للمعاش بالرغم من أني كنت أسدد جاري المعاش حتى للسنة التي ذكروا أنها قد منحت لي بدون مرتب. كما أنني قد عملت لعامين باحثاً أولاً بوزارة العلوم والتكنولوجيا.
وسؤال الفتوى التي أود أن تصلني على بريدي الإلكتروني من مكتب السيد المدير العام للصندوق القومي للمعاشات، هو ما الذي أستحقه في الفترة التي عملت بها بجامعة الخرطوم وكنت أسدد بها جاري المعاش لحين رد السيد سكرتير شؤون الأفراد؟ هل أستحق شلوتاً؟ بونية؟ ركلاً ؟ أم أكتفي بأنني الذئب الذي لم يأكل يوسف؟
وأشكر لموظفتكم الهميمة التي لم تجد لي ملفاً عندكم فتساءلت، علماً بأني ـ إن مد الله في العمر، فسأحتفل في السادس من يناير القادم 2013م بمرور ثلاثين عاماً على عيد ميلادي الأربعين. ولا أراكم الله سكرتيراً لشؤون الأفراد في معاش لديكم.
> آخر الكلام:
لم أطالب بإلغاء معاش الركشات.. بل كل ما طالبت به أن ترغموا سائقي الركشات على أن ينزعوا كل ما يركبونه على عوادم ركشاتهم ليحدث تلك الضجة والضوضاء التي تسبب التوتر للمواطنين. ولم أر في عيوب الناس عيباً كنقص القادرين على التمام.
الكاتب : محمد عبدالله الريح