حكاية عزة
فكرت في العودة للريف ولكنها لا تملك ثمن التذاكر فاضطرت للبقاء في منزل قديم كخفيرة له حتى يقرر صاحبه بناءه، عملت كخادمة في البيوت لتوفر مايسدُّ رمقها حتى لا تحرم أبناءها من التعليم ولكن سيدات البيوت يفضلن العمالة الأجنبية كنوع من التفاخر الاجتماعي فأصبحت تكابد كثيرًا.. قصدت المطعم الكبير لتعمل في غسيل الأواني فحدجها صاحبه بنظرة جعلتها تهرب بعيدًا! وضعت كفاً حائرًا عندما سمعت صوتاً ينادي عليها.. التفتت نحو جارتها الأنيقة المشرقة فطأطأت رأسها وهي تقترب منها..أرادتها أن تساعدها في المطبخ.. لم تطلب منها عملاً مضنياً قطعت بعض الخضروات ومنحتها ربة الدار الكثير من الطعام وكيساً ضخماً من المواد التي تكفيها لأسبوع وهي تعرض عليها أن تساعدها من حين لآخر وتحصل على مثل هذا الكيس.. تاهت عزة مع التفاصيل، أرادت المرأة أن تساعدها لم تكن بحاجة لمساعدة أصلاً.. لطالما نظرت إليها وهي تظنها متأففة منها ولكنها اكتشفت أن الفراشات أيضاً تغشى الحديقة الخلفية القاحلة من حين لآخر!
الكاتبة : سارة شرف الدين