رأي ومقالات

محمد المعتصم حاكم : البداية قطاع الشمال

[JUSTIFY]إذا أردنا نجاحاً وتوفيقاً للمفاوضات القادمة مع قطاع الشمال، فعلينا أن نهتدي بما ورد في خطاب السيد رئيس الجمهورية- بالسير قدماً نحو الوفاق الوطني كحتمية لا تقبل الانتكاسة أو التردد باعتبار أن وقف الحرب في جبال النوبة والنيل الأزرق يشكل أرضية صلبة وقوية في اتجاه الاستقرار ووحدة الصف الوطني، خاصة وأن مسألة الحروب الأهلية قد أصبحت الهم الشاغل والرئيسي والمعوق الأساسي أمام كل تطلعاتنا نحو بناء الدولة الحديثة، القائمة على المواطنة كموجه للتشريع والدستور والقانون في نظام حكم ديمقراطي تعددي، يلتزم تماماً بكل العهود والمواثيق الدولية التي صادق عليها السودان في عهود مضت، والمتعلقة باحترام حقوق الإنسان، والمعروف أن جلسات التفاوض السابقة مع قطاع الشمال الذي يقوده والي النيل الأزرق السابق(مالك عقار) كانت قد انفضت في تزامن مع الاعتداء على مدينة «أم روابة- وقرية أبو كرشولا» مما زاد من الاحتقان والتشدد في العودة مرة أخرى إلى طاولة المفاوضات إلى أن أعلنت الآلية الأفريقية التي يترأسها السيد(تامبو امبيكي) عن جولة جديدة في الأيام القليلة القادمة، وجدت الترحاب والقبول من طرفي النزاع الحكومة السودانية، وقطاع الشمال، وارتياحاً ودعماً من كافة القوى السياسية السودانية، باعتبار أن الفرصة مواتية لاختيار دعوة الرئيس للوفاق الوطني والتي شملت كل الحركات المسلحة، بجانب القوى السياسية، وبالتالي نتوقع نجاحاً في هذا اللقاء، ونستبشر خيرًا بأن تكون ضربة البداية الحقيقية للوفاق الوطني الذي أصبح هو الطريق الوحيد والمتاح لمعالجة كافة قضايانا العالقة، وهي أيضاً فرصة لحزب المؤتمر الوطني بأن يشرك ممثلين لكافة القوى السياسية الفاعلة في الوفد الرسمي للدولة السودانية، كخطوة إيجابية جديدة في أشراك الآخرين في معالجة أحد الهموم الوطنية الكبرى عن طريق ذلك الوفاق، الذي وجد قبولاً وتأييدًا من الجميع، فقد انتهى عهد أحادية الحوار في القضايا التي تتطلب جهدًا وطنياً خالصاً بمشاركة جماعية تفضي في نهاية المطاف إلى حل جذري لذلك الاحتراب، الذي أقعد البلاد كثيرًا فوجود الرأي الآخر المنسجم مع الثوابت الوطنية في وفد الحكومة سيجد القبول والاستحسان من قطاع الشمال، والمجتمع الدولي الداعم لإحلال السلام في جبال النوبة والنيل الأزرق.

صحيفة آخر لحظة
ت.إ[/JUSTIFY]