منوعات

أصحاب مرض التوحد يتميزون بذكاء حاد وينقصهم التواصل

[JUSTIFY]يسخر البعض “مزاحنا” عندما يتحدث عن مخترع أو عالم يتهمه “بالجنون” لعظمة ما قدم من نظريات يخدم بها البشرية جمعاء، أو يقال عن بعض “العباقرة غير طبيعيين” كثيرا ما يتداول الناس هذه العبارات، وقد يستغرب البعض الأخر إذا تأكدت له هذه المعلومة، عندما يعرفون أن أهم الفلاسفة والكتاب والمؤلفين الموسيقيين مثل بتهوفن وإسحاق نيوتن واينشتاين يعانون من” اضطرابات التوحد” والمفارقة هنا أنهم ليسوا بمجانين.

أحمد زيادة طفل لم يتجاوز السادسة من عمره على قدر من الوسامة والجاذبية، يهتم بتفاصيل الأمور، ولديه قدره عالية على التركيز في الأشياء التي تستهويه وتجذبه، بالمقارنة بأبناء جيله، ليس هذا فقط ما يميزه، بل أن عينه كاميرا ترصد وتفصل المشهد وهذا يبدو واضحا عندما أكتشف أن أحمد موهوب بالتصوير الفوتوغرافي، في المقابل يعاني أحمد من” اضطرابات التوحد”.

ولتعرف أكثر عن طبيعة هذه الإضرابات والظروف التي يعيشها أحمد يتحدث والده محمد زيادة مسترجعا تفاصيل دقيقة يقول:”عندما بلغ أحمد العامين ولم يطرأ أي تطوير على كلامه أو حركاته، اعتقدت أن مشكلته التأخير في الكلام، وكلما كان يمر الوقت يدب القلق في قلبي، حينها قررت أن أجري لابني عدة فحوصات على الأذنين والأحبال الصوتية وأخير وصلت لتخطيط دماغي كامل، ولم يظهر في التحاليل أي عارض مرضي يمنعه من الكلام”.

طبيعة أحمد يعيش بعالم خاص، وغير قادر على بناء العلاقات الاجتماعية إلا من اعتداد على رؤيتهم يوميا، يميل للخوف، غالبا كان يتابع قنوات الأطفال لساعات طويلة دون ملل ودون تفاعل، يتابع ويراقب دون تفريغ، حينها بدأ يستوعب والد أحمد ووالدته أن هناك مشكله تفوق تأخير الكلام، هذا ما أكد عليه والد.

ويواصل زيادة:” عشت مرحلة من التخبط باحثا عن طبيعة مرض ابني، ومن كثير تنقلي من طبيب لآخر اكتشفت أن أحمد يعاني من “اضطرابات التوحد” حينها قررت أن أتقبل المشكلة وأتعايش معها، وبحثت عن مركز رعاية مختص بأطفال التوحيد بعيدا عن الربحية والاستغلالية، حتى اهتديت إلى “الجمعية الفلسطينية لعلاج التوحد والتأهيل”

وهنا بدأ أحمد الجديد الذكي المتطور بفضل جلسات التأهيل التي كان يخضع لها داخل الجمعية، أذكر أن مديرة الجمعية دعتني يوما لمعرض خاص بأطفال التوحد فكانت المفاجئة، وجدت مجموعه من الصور الفوتوغرافية ذات الطابع الجمالي وضمن هذه الصور وجدت صوره لابني أحمد وهو يمسك بكاميرا أثناء التقاطه بعض الصور، حينها انتابني فخر وسعادة كنت افتقدتهما منذ زمن بسبب مشكلة ابني، في يومها لم أنسي ردود أفعال الحضور وانبهارهم بإنجازات الأطفال وخاصة صور أحمد.

أيقن زيادة أن ابنه يعيش مرحلة انتقالية في حياته وأن حالة لم تزيده إلا تميزا وإبداعا وتمني أن يصل ابنه للعالمية من خلال صوره الفوتوغرافية، وحتى يتحقق هذا الحلم، تمني من المجتمع أن يتفهم ظروف مرضى التوحد وأنهم ليسو متخلفين عقليا طالما هناك اهتمام ورعاية وتأهيل.

وفي ختام حواره يقول زيادة:” أرجو من وزارة التربية والتعليم أن تدرج ضمن خططها أطفال التوحد بخلق منهاج خاص يتناسب مع ميولهم ورغباتهم، خاصة و أن أحمد يجيد فك كود الهواتف الذكية والحواسيب الشخصية لمجرد أن يري الكود يكتب من بعيد ولو لمرة واحده، أطفال التوحد طاقات مكنونة بحاجه لمن يطورها ويهتم بها.

يطلق على أطفال التوحد أنهم خيالين أو متجمدين المشاعر والأحاسيس هكذا بدأت نور جحا واحد من الأخصائيات اللواتي يأهلن أحمد تقول:” أذكر أول لقاء مع أحمد لنا كان مشتت وكثير الحركة، لا يتحدث أبدا، لا يعرف اسمه، ويفتقر لأي معلومة مألوفة يكتسبها الطفل في سن ثلاث سنوات من مجتمعه أو محيط أسرته ولكن؛ اليوم اختلف الحال أصبح يعتمد على نفسه في سد احتياجاته والتعرف على أعضاء جسمه والألوان والأرقام”.

تواصل جحا:” أطفال التوحد بشكل عام هم مزاجيين وعصبين ولكل طفل منهم سماته الشخصية المختلفة عن الأخر فكنت أبحث مع أحمد لعامل تحفيزي ليتجاوب معي خلال جلسة التأهل التي لا يتجاوز وقتها الثلاثين دقيقة، فوجدت من خلال تعاملي معه أن عينه دائما على الهواتف الذكية ” الجوالات ” يرغب بمسكها، فجربت يوما أن أعطيه جوالي، فوجئت بأنه يبحث على رمز الكاميرا وبدأ بالتقاط الصور الجمالية، كأنه مدرب استغليت هذا الجانب وبدأنا على تطويره، وجعلناه كجانب تحفيزي له ليقوم بالثبات والجلوس أثناء جلسة التأهيل على أمل أن يخرج ليلتقط بعض الصور، خاصة أن التصوير لديه ليس مجرد كاميرا فهو يمثل له كل شيء “.

لا شك أن احمد طفل مبدع وذكي، وأنا أقوم بتقويم سلوكه وتأهيله اجتماعيا وعملي مع باقي الأخصائيات تكاملي.

أما غادة محمد المدير التنفيذي “للجمعية الفلسطينية لعلاج التوحد والتأهيل” تقول:” لدينا 45 طفل توحد يخضعون لخمس جلسات تأهيلية علاج وظيفي ، تأهيل مجتمعي ، علاج نطق ، تأهيل نفسي، وأخصائي تكنولوجي، هذه الجلسات مكثفة تعود لطبيعة طفل التوحد الذي يفتقر للتواصل السمعي والبصري بالإضافية للسلوكيات النمطية كالالتفاف حول نفسه والعنف، العزلة التامة عن المجتمع الخارجي، وبعضهم لديهم القدرة على الإبداع”.

واصلت:” يفترض أن يكتشف التوحد خلال الثلاث سنوات الأولي من عمر الطفل، و هو ليس مرض ولكن؛ يندرج تحت ذوي الاحتياجات الخاصة، وعلاجهم تأهيلي، وقليلا منهم يتعالجون بالعقاقير وصنفت منظمة الحصة العالمية “اضطرابات التوحد” بأنهم يعانون من خلل في خلايا الدماغ”.

تابعت محمد:” علاج حالات التوحد في البلاد المتقدمة تحتاج مبالغ باهظة من المال لذلك أطالب رجال الأعمال والحكومات والمؤسسات الدولية وزاره الصحة التربية والتعليم وكالة الغوث الالتفاف لأطفال التوحد، وضرورة تثقيف المجتمع لتقبل أطفال التوحد ودمجهم خاصة أنهم قادرين على إعالة أنفسهم وعائلاتهم إذا تم تأهيلهم بشكل جيدا، ويجب إن يعترف بوجود ” اضطرابات التوحد”.

سجلت محمد مجموعه من الأمنيات:” أن يكون لدينا في غزة أطباء أكفاء قادرين على تشخيص “التوحد” ويكون عملهم تكاملي مع مراكز التأهيل، خاصة أنه لا يوجد أدوية مخصصه لمرض التوحد، فجميع العقاقير التي يأخذونها بعض مرضي مع الوقت لن يستجيب لها الطفل ناهيك عن إتلاف خلايا الدماغ” .

أصدرت وزارة الصحة في غزة إحصائية عام2012 تقول أن 61 حاله مادون 18 عام يعانون من “اضطرابات التوحد” والسؤال الذي يطرح نفسه ما هي الركيزة الأساسية التي استندت عليها وزاره الصحة في إخراج هذه الإحصائية إذا كان عدد أطفال التوحد ما دون 18 سنة “الجمعية الفلسطينية لعلاج التوحد والتأهيل” هم 45 طفل، ناهيك عن باقي المراكز التأهيلية أو الأطفال الذين يعانون من “اضطرابات التوحد” وغير منتسبين لأي مركز أو جهة صحية!؟

9998434975 3910085168 3910085169 3910085170 3910085172 3910085173 3910085175 3910085176 3910085177 3910085179

دنيا الوطن
م.ت[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. الحم[SIZE=6]د لله
    اسال الله ان يشفى مرضانا و مرضى المسلمين
    وان يعين اولياء مرضى التوحد
    و هذا امتحان من الله
    و هؤلاء الاطفال هم نعمة من نعم الله و هم بركة
    و ان شاء الله هم سبب فى دخول الولديهم الجنة باذن الله
    و هم مفاتيح الارزاق
    و هم خير و بركة على و الوالديهم.
    [/SIZE]