تحقيقات وتقارير

شورى الوطني الطارئة .. حديث «للناس كل الناس»


[JUSTIFY]الخبر الذي انفردت به «آخر لحظة» عشية خطاب الرئيس البشير الشهير وفيه كشف أمين الإعلام بالمؤتمر الوطني الوزير ياسر يوسف للصحيفة عن عقد اجتماع طاريء لمجلس الشورى القومي للحزب قريباً، وقد تم بالأمس الذي شهد ولأول مرة حضور النائب الأول بكري حسن صالح مناقشة لائحة المراقبة والمحاسبة وتناول إصلاح الدولة والحزب وإعادة بناء وهيكلة الحزب، لكن الأهم هو استعراض الحزب للموقف من الانتخابات.. كانت الجلسة التي بدأت هادئة مليئة بالتفاصيل من خلال الأوراق التي تمت مناقشتها بواسطة العضوية «فقط» وشهدت حضوراً كبيراً لعضوية مجلس الشورى من كافة ولايات السودان.

«آخر لحظة» لأهمية الجلسة تلقي الضوء على بعض ما رصدته ودار خلف الكاميرات التي نقلت الصورة حية ومباشرة.
الرئيس.. خطاب «للناس كل الناس»
وضع الرئيس عمر البشير في خطابه النقاط فوق الحروف.. وسرد كلاماً مبسطاً «للناس كل الناس».. لحظة وصوله ألهب حماس الحاضرين بداية من رئيس مجلس الشورى «صاحب الصوت الخافض» أبو علي مجذوب الذي هلل وكبر بصوت عالٍ وردد المجتمعون من خلفه.. وقد كان الرئيس حاضر البديهة مرتباً كعادته وارتجل خطاباً عفوياً استوعبه الجميع دعا من خلاله لحوار مفتوح مع القوى السياسية وجمع كل الشعب السوداني إلى كلمة سواء.. وشرح البشير كثيراً من التفاصيل المهمة.

طه ونافع.. أكثر من رسالة

على غير المعتاد حضر القياديان البارزان علي عثمان محمد طه ونافع علي نافع متأخران بعض الشيء عن جلسة الشورى أمس – نافع ثم بعد مدة علي – وكأنما اتفقا على الخطوة التي بدت غريبة إلى حد ما لكن الرسالة المهمة التي قد يكون عمدا إيصالها أنهما باتا مثل أي علي ونافع في المؤتمر الوطني حتى أنهما دخلا من البوابة الغربية لقاعدة الشهيد الزبير وذلك ما يحدث لأول مرة في تاريخهما السياسي.. لكن الأمر اللافت والذي يستحق التوقف هو ما جرى منهما حيث أصر شيخ علي أن يجلس في أقرب مقعد صادفه في نهاية القاعة ورفض محاولات أحد شباب المراسم الذي استسمحه أن يتقدم.. بينما موقف نافع كان هو الأكثر إدهاشاً وغرابة حيث غادر المؤتمر نهائياً عقب خطاب الرئيس وقد تبعته حتى شارع القيادة العامة حيث امتطى سيارته وذهب في حال سبيله في وقت دخلت فيه شورى حزبه في جلسات نقاش وتداول كان في السابق يقف على رأسها.
التغيير.. ولاة «مرافيت»

واحدة من نقاشات الشورى كانت حول هيكلة الحزب والتغيير وهي المسألة التي قطع الوطني شوطاً بعيداً فيها.. بل جاء في تقرير أمانة الاتصال التنظيمي الذي نوقش أمس: «أن ما حدث من تغيير بالجهاز التنفيذي يعد خطوة جريئة في إنفاذ السياسات والموجهات التي قطعتها قيادة الحزب وأوفت بها وأن ما تم أخيراً بتأخير بعض قيادات الصف الأول وتقديم آخرين قد أرسل رسالة قوية تفصح عن قوة الإرادة السياسية وقدرة الحزب على اتخاذ القرارات الجريئة وجاهزيته في تقديم البدائل».. ومن قبيل المصادفة أن ثلاثة ولاة سابقين جلسوا بجوار بعض وهم صلاح علي آدم «كسلا»، اللواء عبد الله صافي النور «شمال دارفور» والشريف بدر الذي كان والياً في «الجزيرة ثم القضارف» وانضم إليهم والي رابع سابق وهو عبد الحميد كاشا وقد داعبه صافي النور بالقول: «أي مرفوت بي جاي».. ورغم مغادرتهم لمناصبهم إلا أنهم لا يزالون يحملون الهم العام.
شباب الوطني.. ممتاز وحيوية

مع موجة التغييرات التي طالت مؤسسات الوطني تم تكليف حامد ممتاز بأمانة الشباب وهو من الكوادر المرموقة في قطاعي الطلاب والشباب وقد شرع فور تسلمه مهامه للتواصل مع الإعلام وقبله شباب الأحزاب، ولعل مرد ذلك أن حامد كان أميناً سياسياً بأمانة الشباب نفسها.. تواصل ممتاز مع الإعلام كان بائناً الأسبوع الماضي من خلال تنظيم أركان حربه للقاء جمعه بكل قادة الإعلام الذين استحسنوا الخطوة.. دلائل سير حامد في الطريق الصحيح اختياره لدكتور وليد سيد نائباً له والذي يظهر معه في الصورة بجانب الأمين السياسي لشباب الحزب ياسر الصادق.. حيث سيدير وليد ملفي المبادرات وتفعيل العمل الخارجي سيما وأنه كان مديراً لمكتب الوطني بالقاهرة.

البرلمان.. تحدي كشف المحجوب

جلسة الشورى الطارئة كانت عينها على الانتخابات والطريق المؤدي لها بكل تأكيد هو إعمال مبدأ الشفافية وكشف المستور وبالقطع يعول الوطني في ذلك على البرلمان باعتباره الجهاز الرقابي الأول.. وكان صائباً تسمية البرلماني والمعتمد السابق الهادي محمد علي رئيساً للجنة العمل والحسبة والمظالم التي كان عليها رئيس البرلمان الفاتح عز الدين.. الهادي «هاديء» الطبع يعمل في صمت وحتى الآن لم يظهر للإعلام وقد رصدته آخر لحظة وهو يقول للوزير بمجلس الوزراء جمال محمود: «في مواضيع كثيرة عاوزة نقاش».. خاصة وأن جمال في موقع ضبط ورقابة الجهاز التنفيذي.. باختصار لسان الحال يقول «هلا هلا علي الجد».

غياب وحضور
كان لافتاً غياب بعض أعضاء الشورى المعروفين أبرزهم الوزير السابق د. عبد الحليم المتعافي والذي يوجد خارج الولاية منذ أيام، وحاج ماجد سوار بينما كانت الجلسة سانحة لظهور الوزير السابق كمال عبد اللطيف الذي احتفى به كثيرون أصروا على القيام لمصافحته.
نسوة الحزب

حجزت القيادات النسوية بالوطني مقاعدهن مبكراً وانتظمن في الجانب الشمالي للقاعة ومنهن المعتمد بحكومة الخرطوم آمنة مختار والقيادية مها عبد العال ونائبة أمين أمانة العمل الطوعي والمنظمات مها الشيخ.. بينما لوحظ غياب د. رجاء حسن خليفة في مهمة خارج البلاد.

صحيفة آخر لحظة
أسامة عبد الماجد
ت.إ[/JUSTIFY]