مقالات متنوعة

(معاينـــــــة) المعاينـــــــــــة..!

(معاينـــــــة) المعاينـــــــــــة..!
معاينة أولى:
والافلام المصرية في فترات متقاربة تقدم مشاهد من (معاينات) يجريها بعض المدراء للموظفـــات الجدد، داخل إطار عام للبحــــث عن الافضل، ومشهد لمدير يطلب من إحدى المتقدمــــات للوظيفة أن تجلـــب له (ديسكاً) من أعلى دولاب وضعـــه أمامه على بعــــد مناسب يتيح له (مُعاينة) اشياء لا دخل لها بالمعاينــــة الاساسية،

وتلك (النظرة) تحتمل التكرار إذا لم يوفق (س…يادة المدير) في تحري الرؤية، وفي بعض الاحيان تجده يكرر طلبه لتلك الموظفة أن تجلب له كوب ماء من الثلاجة، وهذا بالطبع ليجري معايناته (العجيبة) تلك من زاوية أخرى تجعله يكون انساناً صادقاً وشفافاً مع نفسه وضميره و….اشياء اخرى نحجم عن ذكرها لأغراض النشر.
معاينة ثانية:
جلس أمام تلك اللجنة ويداه ترتجفان بشدة، بينما عيناه معلقتان بأعضاء اللجنة التى كانت تتكون من ستيني حرص على (صبغ) شعره قبيل مغادرته المنـــــزل، وعلى سبعينية (متصابية) لم تفلح كل (كريمات الدنيا والعالمين) في إزالة خطوط الزمن من على ملامحها، وساهمت في أن تجعل وجهها اشبه بخريطة العالــــم، دقائق مرت حتى قامت تلك (المتصابية) بتوجيه سؤال مباشر إليه قائلة: (لو لقيت ليك مليون دولار واقعة في الشارع…حتعمل شنو..؟)…رد عليها الشاب بسرعــة: (حا افتش صاحبها طبعاً ولو مالقيتو حأسلمها للشرطة)، هنا ضربت (المتصابيــــة) سطح المكتب بقبضتـــها بغضب وصاحت في وجهه: (برة…اطلع برة…انت ما نافع)…خرج الشاب وهو مذهول، لكن قبل أن يغادر لم ينس أن يلقي نظرة اخيرة على تلك اللافتة التى وضعتها الشركة أمام مدخلها والتي خطت عليها عبارة: (شركة الاخلاق والامانة والنزاهة والشرف)..!!!
معاينة أخيرة:
كانت والدته تصر عليه بشدة أن يتزوج (حليمة) ابنة خالتها بـ(اللفة)، وبالرغم من انه لم يشاهد (حليمة) على الاطلاق إلا انه وافق على ذلك بسبب حبه الشديد لوالدته، لكنه اشترط عليها شرطاً اساسياً وهو أن يقوم بإخضاعها لـ(معاينة) وذلك من خلال زيارته لهم، ومشاهدتها (لايف)، وبالفعل، ارتدى افخم ما لديه من ملابس وسكب على جسده قارورة كاملـــة من ذلك العطر، قبل أن يتوجه لمنزل الفتاة ويجلس داخـــــل الصالون في انتظار قدومها، وما هي الا دقائق حتى أطلت عليه (حليمة)، وما إن رآها حتى هتف بصوت عال: (بسم الله الرحمن الرحيم)، وعلى ما يبدو أنها كانت (معاينة) لا تحتاج لـ(واسطة) لدخولها، فبعض الوظائف تكون (منحوسة) ولا يحظى بها إلا (المضطرون)….وما أكثرهم.
شربكة أخيرة:
أجمل تلك المعاينات التي تدخل اليها وأنت على علم مسبق أن وظائفها (محجوزة)..!

الكاتب : احمد دندش