جامعة بحري.. من يأبه للفوضى الضاربة أطناب الجوار
لم تجد جامعة بحري بعد التفات الطلاب وتفضليهم الالتحاق بها أنسب من الاستفادة من إرث البنى التحتية لجامعات الجنوب بكوادرها ومؤسساتها ومعاملها وأراضيها؛ وفضلت إدارة الجامعة أن يكون مقر الجامعة الجديد هو مقر جامعة جوبا القديم بأم القرى جنوب (الكدرو) لبعده عن مراكز السكن، وهو مجمع كليات جامعة جوبا الذي تبرع به الشهيد اللواء الزبير محمد صالح قبل استشهاده في سنين الثورة الأولى.
أحدث وجود الجامعة حراكاً كبيراً، وتدافع الطلاب للالتحاق بها مفضلين إياها وكذا كان التدافع من قبل كادر الأطر التدريسية والموظفين الذين يفوق عددهم الـ 1400 كادر(حسب احصاء الجامعة)، كما اضطلعت كلية الإنتاج الحيواني بدورها في المسؤولية الاجتماعية وجر النفع لمنطقة شمال الخرطوم من خلال منتوج الكلية الخيري من الألبان واللحوم والدواجن وغيرها مما ساهم في خفض الأسعار في مناطق شمال الخرطوم، بجانب ما مثله الإنتاج من أمن غذائي بسعر زهيد لمنسوبي الجامعة.
الجامعة وجدت أن التوسع والإقبال المتزايد على الالتحاق بها من قبل الطلاب يقابله تحد جديد لاستحداث بعض المباني والمعامل والمزارع التي تستفيد منها كليات البيطرة والإنتاج الحيواني والزراعي كحقول ومعامل تجريبية مكملة للدراسة النظرية، فضلاً عن الزيادة الكبيرة في عدد المراكز والكليات بواقع 16 كلية و4 مراكز بحثية ومستشفيات تعليمية في أم درمان وبحري تربطها اتفاقيات تعاون لتدريب الطلاب مع وجود مستشفى بيطري تعليمي بالكدرو لطلاب علوم البيطرة والإنتاج الحيواني.
حكومة ولاية الخرطوم لم تعر الجامعة أي التفاتة ولم تحرك ساكناً تجاه محنها أي قطعة أرض أو مساحة صغيرة كانت أم كبيرة لحل مشكلة توسع الجامعة الوليدة التي تنطلق بسرعة الصاروخ رغم قصر عمرها. لم تقف الأمور والمشكلات عند حد عدم منح الجامعة أراضي من قبل الولاية وإنما أصبحت الجامعة أمام مهددات جديدة وتحديات جسام، خاصة بعد أن علمت متابعات (اليوم التالي) بوجود جماعات من السماسرة وباعة الأراضي والحيازات يتاجرون في الأراضي المجاورة للجامعة، والتي هي في حرمها، في وقت بح فيه صوت إدارة الجامعة بالتحذير من خطورة التعدي على جوار الجامعة وزحف السكن الذي يؤثر بالضرورة على مناخ التدريس، وهو السبب الرئيس الذي جعل حكومة السودان في العام 1991 تمنح معسكر الشهيد الزبير (المقر الحالي لجامعة بحري) لجامعة جوبا بسبب بعده عن سكنى المواطنين ومركز ازدحامهم.
وقد عملت جامعة بحري بعد أن فشلت في الظفر من حكومة ولاية الخرطوم بتخصيص أراض لإنشاء مزارع ومقر لكلياتها وإدارتها المتناثره في مناطق العاصمة المختلفة، عملت على شراء مساحات تفوق الـ70 فدانا لتكون بمثابة مزارع خاصة بالجامعة تستفيد منها كليات الإنتاج الزراعي والحيواني التي تعوزها مثل هذه المزارع في تطبيق الجوانب العملية في العملية التدريسية.
وكشفت معاملات تجارية اطلعت عليها (اليوم التالي) عن وجود حركة بيع نشطة وتغلغل سكني متسارع يحاصر جامعة بحري خاصة في مربع 119 بأم القرى جنوب، وهو ما اعتبرته إدارة الجامعة معوقا ومهددا كبيرا لرسالة الجامعة في المجتمع لقرب المربع والسكن الجديد من داخليات الجامعة التي تُشيد هذه الأيام وبالأخص مدينة حسن البراك المخصصة للطالبات مما يشكل وضعاً شاذاً وخطيراً في حالة تداخل السكن مع داخليات الطلاب وهو أمر يستدعي تدخل ولاية الخرطوم على وجه السرع لإيقاف الفوضى
حيدر عبد الحفيظ : صحيفة اليوم التالي
[/JUSTIFY]