منوعات

لاجئو جنوب السودان.. أحلام الدولة الجديدة وعودة شبح الحرب

[JUSTIFY]في معسكري الكيلو (10) والعلقايا بولاية النيل الأبيض الحدودية مع دولة جنوب السودان، يفترش نحو ٨٧١٣ فردا و٦٣ أسرة الأرض، هم الضحايا الفارون من النزاع في الجنوب. يفتقدون إلى أبسط مقومات الحياتية، ويصرون بقوة على عدم العودة جنوباً، لكن بالمقابل فإن الحكومة السودانية تتباطأ في إدخالهم.

قبل عام من إعلان انفصال الجنوب في التاسع من يناير من العام 2011 كنت أجوب شوارع وطرقات مدينة جوبا، وصادفت أحد أصدقاء الدراسة، واسمه جون صمويل، جلسنا إلى عدد من الشباب الجنوبيين الذين عاشوا جزءا من حياتهم في الخرطوم، تناقشنا حول إمكانية فصل الجنوب، وكيف ينظرون إلى الوضع. من بعد ذلك، وأيهم يوافق على الانفصال ومن يعارضه؟ كانوا عشرة شباب، وكانت النتيجة أن (7) منهم وافقوا على الانفصال، وعززوا آراءهم بأنهم يتطلعون لبناء دولة حديثة، بجانب أنهم ينظرون إلى الانفصال كتجربة جديدة يمكنها أن تنجح في تأسيس الدولة الجديدة.

لم يمض سوى عامين من ذلك النقاش إلا وقد انهزمت أفكار أصدقائي الـ(7) من واقع المعسكرات في الولايات الحدودية مع دولة الجنوب. بالطبع، ربما ينظر لها البعض على أنها أزمات البدايات الصعبة. فلاجئو دولة جنوب السودان عادوا من الطريق نفسه الذي اتخذوه معبرا إلى دولتهم الوليدة، حيث كانوا يحلمون بالاستقرار في ديارهم، ولكن سرعان ما انفض سامرهم على وقع صراع سياسي مرير، دفع آلاف المواطنين للجوء إلى دولتهم الأم، السودان.

وكانت البداية بمجموعة من السكان اتخذوا من الحدود بين البلدين مسكنا رافضين الدخول إلى معسكرات الإيواء التي أنشأتها جمعية الهلال الأحمر السوداني، لتقدم خدماتها الإنسانية. وأشار تقرير صادر من جمعية الهلال الأحمر إلى أن “مركز اللاجئين الجنوبيين في الحدود صعب من مهمة تقديم الخدمات لهم”.

واستنفرت الجمعية عددا كبيرا من المتطوعين من جميع الولايات الحدودية، بالإضافة الي تحريك الفرق الفنية لخدمة اللاجئين ذوي الوضع الخاص، وهيأت بالتنسيق مع السلطات المحلية عبورهم الحدود عبر خمسة محاور آمنة تضمن دخولهم السلس إلى داخل الحدود السودانية. وشرعت في تقديم خدماتها بتوزيع المواد الغذائية بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي وبرامج التثقيف الصحي وتوفير المياه الصالحة للشرب، بعد معالجة مياه النهر.

ويشير التقرير إلى أنه تم إيواء (١٠٨٦) لاجئا بولاية جنوب كرفان في منطقتي قريض وجديد في محلية أبوجبيهة، بالإضافة إلى (915) شخصا تم إيواؤهم في ولاية غرب كردفان بمحلية المجلد.

وتوقع التقرير أن يصل عدد اللاجئين الفارين من دولة الجنوب إلى (50) ألفا خلال الفترة القادمة. وتقوم الجمعية عبر المتطوعين بحصر وتسجيل اللاجئين الوافدين يوميا، بجانب تسجيل الأطفال غير المصطحبين لعائلاتهم، ثم توزيع مواد إيواء لهم بالتعاون مع مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، حيث تم توفير مواد إيواء لألف أسره، بالإضافة إلى إرسال الشاحنات والسيارات للمساعدة في نقل اللاجئين من الحدود إلى داخل الأراضي السودانية.

خضر مسعود: صحيفة اليوم التالي [/JUSTIFY]