المراهقون .. البحث عن حياة بديلة مُلهكة ومُميتة
مسؤولية الأسرة تقول هبه أحمد (موظفة): إن مرحلة المراهقة من المراحل المهمة التي يجب فيها الاهتمام بمن يمرون بها، خصوصاً من قبل آبائهم إذ ينبغي عليهم مراقبة كافة تصرفاتهم والتعامل معها بسعة صدر وحكمة كبيرة، وتضيف: إن هذه المرحلة يحتاج فيها المراهق إلى ثقة كبيرة بالنفس، حتى يستطيع أن يبوح بما يشعر به ولا يكتمه في نفسه فيسبب له لاجقاً أذى كبير، فعن طريق الحوار يتم البوح عما يجيش في نفوس المراهقين وهذا بحسب علماء النفس – يقلل من حجم المشاكل التي يمرون بها ويمكننهم في المقابل من التعامل معها بسرعة قبل وصولها إلى مراحل صعبة، على حد تعبيرها، واستطردت هبة قائلة: أهيب على بعض الآباء اهتمامهم بالعمل فقط دون أبنائهم، حتى أن بعضهم لا يرى أبناءه زمناً طويلاً، ولا يعرف إذا ما كان الابن يأتي إلى البيت في وقت متأخر أم لا؟
من جهته، حمّل الأستاذ محمد عبدالله المشاكل الأسرة نصيب الأسد من المشاكل التي يواجهها المراهق، واقترح أن تعكف الأسر على مراقبة سلوك أبنائها ومعرفة أصدقائهم، وأين يذهبون برفقتهم، وملاحظة التغيرات السلوكية التي تطرأ والعمل على إيجاد حلول عاجلة لها قبل أن تتفاقم وتتعقد، وأشار إلى أن الغياب المتكرر للأبوين عن البيت يعتبر كارثة تربوية كبرى يجب تدراكها سريعاً وإلا وقع الفأس على الرأس.
وفي السياق، اعتبر طارق عبد الرحمن (موظف) إن المجتمع خارج الأسرة هو الذي يمثل خطراً داعهماً على المراهقين، فهذا المجمتع الخارجي ينوء بسلوكيات سالبة، وحينما يخرج المراهق إليه وهو لا يعرف كيفية التعامل معه يصطدم به مباشرة وقد يؤدي ذلك إلى انحراف أخلاقي، لذلك يجب تنشئتهم الأطفال أولاً تنشئة دينية وتربوية حتى يستطيعون التعامل مع هذا المجتمع.
منشطات جنسية وموانع حمل
من زاوية أخرى، لا بد من الإشارة أن التقنيات الحديثة خاصة وسائل الاتصالات السريعة والمتطورة والرخيصة غلى جانب دروها الإيجابي الذي لا يستطيع أحداً نكرانه، قد لعبت أيضاً أدواراً سالبة بين المراهقين، ولأن هذه الوسائل مثل غيرها من الوسائل الأخرى لها أضرار كما لها منافع، فإن على المجتمع (أسرة، مدرسة، وسائل إعلام) العمل على تبصير الأطفال والمراهقين بكل دوؤب بمضار تلك الوسائل.
وفي ذلك تقول نازك محمد (صيدلانية): هذه الوسائل علاوة على سهولة الحصول عليها وسهولة استخدامها، فإن المراهقين الذين يحصلون عليها لا يخضعون للرقابة ما ينجم نتائج سيئة للغاية، فغالبية المراهقين معرضون للاطلاع عبر هذه الأجهزة إلى مقاطع إباحية ما يسهم في تحريك الغريزة الجنسية لديهم خاصة في ظل الفراغ العريض الذي يعيشونه، وكشفت عن أنه يومياً يأتي إليها في الصيدلية بعض المراهقين من الجنسين طالبين حبوب منشطة جنسياً وموانع للحمل، بالإضافة إلى أدوية التي يستخدمونها في تخدير أجسادهم، وأضافت: يطلبونها دون أي خجل أو حياء، والأغرب من ذلك أنهم لا يتوانون في طلب استشارة مني في أشياء بهذه الخصوصية، لذلك يجب على الأسر مراقبة أبنائها خاصة المراهقين.
تحليل نفسي
إلى ذلك، وصفت الاختصاصية النفسية لمياء فضل، مرحلة المراهقة بأنها من المراحل الأكثر تعقيداً التي يمر به الإنسان طوال حياته. وأضافت: لكن من الممكن تخطيها والعبور منها دون أي مشاكل بقليل من التخطيط والتعامل بذكاء معها من قبل التربويين في الأسر والمدارس، لكن هذا لا ينفي تواصل لمياء قائلة: إن آخرين لا يستطيعون تجنب سلبيات المراهقة، وعزت ذلك لعدة أسباب منها طبيعة البيئة المحيطة بالمراهق، وغياب الأبوين المستمر، وانعدام الحوار بين أفراد الأسرة، وترك المراهق نهباً لتربية الشارع والسماح له باستخدام الوسائط الحديثة دونما رقابة. ومضت لمياء قائلة: في السابق كانت هذه المرحله تمر على المراهق والأسرة بسهولة، لأن الأسر في تلك الحقب كانت تتمتع بقدر من الحكمة والصبر والوعي الفطري، ولكن هذه الجيل اختلف كثيراً، جيل يرغب في تعلم كل شيء بسرعة، حتي ولو كان هذا الشيء ذلك لا يتناسب مع سنه، ولذلك تكون النتائج دوماً وخيمة، وأشارت لمياء إلى أن سوء الأوضاع الاقتصادية جعلت الآباء منشغلين في الحصول على وضع معيشي إنساني، وقد يكون معظمهم خارج البلاد ما يُساعد الأبناء على الانحراف، فتفشت ظواهر لم تكن موجودة مثل الزاج العرفي أو تعاطي المخدرات .
صحيفة اليوم التالي
فتون صديق
ع.ش