فدوى موسى

الرياح العاتية

[JUSTIFY]
الرياح العاتية

استثنائية.. سلمية.. حرجة.. كلمات تجمل في بعض العبارات اللازمة.. إنها الرياح العاتية.. حملت الأجواء السياسية العامة في العالم تلك الشعارات المتباينة ما بين استثنائية ظروف كل دولة وسلمية الاحتجاجات، والحرج في دقة الأوضاع ويلف الثوب الغالب أن الرياح العاتية تهب ما بين الأحداث، فتحرك بعضها البعض بصورة متواترة، تجعل مفهوم التغيير هو المفهوم الحاضر، ففي الآونة الأخيرة تنبهت الشعوب الى أنها ما عادت مكبلة الأيدي، أو تلك التي لا تملك قرارها، وصار قلب الطاولة على وجه الحكام (المتسلطين) أمراً مطروقاً، والراجح أن صحوة كبرى تفجرت كنتائج للكبت، والإقصاء، والظروف الاقتصادية الضاغطة، التي حاصرتها حتى الخناق.. وصار في حكم اللازم أن يعد كل صاحب سلطة ملفاته لأجل المحاسبة والمساءلة، فقد امتلأت الصدور بكل ما هو مباعد ما بين الغفران والتسامح، وغيرها من احساسات الضيق في ذات الاتجاه، بدأ البعض في (تنظيف ملفاتهم) بطرق مختلقة عبر فض الاشتباك مع الأنظمة تلك، حتى وإن كانوا بها أساسيين ومؤثرين، بل وقادة، وهو ما يقول عليه البعض (الطفير من المركب).. فقد توصل هؤلاء الى أنهم يفضلون القفز من ظهر المركب، بعد أن قاربت على الرسو على شواطئ المساءلة والمحاسبة التاريخية. (يا لهؤلاء غريبي الأطوار)، ولكن الرياح العاتية لا تعرف الفوارق ما بين زمن (الطفير)، وزمان الرحلة النهرية الطويل الحافل.. ففي هذه الأيام مؤشرات لمثل هذه الرياح العاتية، فقد شرع البعض من هم في عداد (دفة المركب) في ممارسة هذه المخارجة التي لا تغيب على الفطنة، حيث تعد الرياح هذه المرة عاتية جداً، لأنها تصادفت قوتها من منابع ذاتها مع الرياح القادمة من خارج الحدود والأسوار.. الأمر الذي يدعو الى أن تعمل قرون الاستشعار بحساسية عالية، حتى ولو من باب المتابة والرجوع الى الفضائل درءاً لأبواب إتيان الكل في مكامن التلاشي والضياع، بذرائع الجزء، حيث لابد أن يعمل الجزء على فداء الكل، وأول ما يطلب في هذه الحالة التحلل من نوازع الذوات والعزة بالجبروت والأناة.. حيث لا قوة توازي قوة المقهورين، عندما يلتقي المقهور مع المقهور، فقد انكسرت شوكة الكثير من الرجال والنساء تحت سطوة الظروف جميعها بثوب الظروف الاقتصادية، هزت عروشاً لرجالات كانوا يوماً ملء الدنيا، وقفز البعض من الحثالات الى أعلى المراقي، وطالت رقاب، وتطاولت على عراقة لرقاب أخرى.. وبدت شواهق (ذات العماد) على أصالة دواوين صوالين كانت يوماً واجهة لاجتماع شتيت رجال، وحل كرب، وفك رقبة، وجبر خاطر، لم يعد الآن إلا محاولات لملمة الأطراف المبعثرة، بعد أن صارت كلها تحت نير الاقتطاع والنزع والانفلات، ولم تسلم الأوساط واللب من حالات التوتر التي جعلت الحالة العامة في دوامة الابتلاء والامتحان والاستهداف، بصورة تقلق المنام، وتزيد كوابيس الأحلام، والناظر بعين حانية لأوضاع الغالبية يجدهم سابحين في بحورالهم والشرود الذهني، فكل جمجمة من الجماجم المتجولة في المدينة والبادية تحمل ارتالاً من الأوجاع والألغاز التي تحتاج لفك الشفرات ومعرفة (الكود)، ما بين انهزام كل ما عرفوه في تداعي التربية والقيم من جانب، والواقع الذي يقدم نماذج لا تحترم أي أصول للتربية أو القيم، ولسان حالهم الاحساسات الملولوة الكثيرة الاضطراب، فمن لهؤلاء الحيارى.. أما آن للذين يقودون المركب أن يخرجوا من فقه (عزومة المراكبية) الى إيقافها على شاطئ آمن، وتناول ما جمعوه من صيد مع هؤلاء المنتظرين الشاردي الأذهان، الصابرين على البأساء، حيث طال انتظار الفرح ولو بسد رمق اللحظة والآن.

آخر الكلام: عندما تشتد الريح وتصبح عاتية- (كما أخبرنا الزمن)- يضع المضطر ابنه تحت قدميه ليفدي نفسه من الطوفان، فإن كانت هناك امكانية لتفادي كل الطوفان دون وضع الابن تحت الأقدام، فلماذا لا يتم اعتمادها طريقة للخروج الآمن، وعين التاريخ ترصد وتسجل..

[LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT] [/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]

تعليق واحد

  1. [SIZE=4][COLOR=#6700FF][B][SIZE=7]المقال عادي ولا توجد فيه أي إثارة.. هو عبارة عن تلميحات تخلو من الجرأة والحديث الواضح ونحن في زمن يحتاج للشفافية وعدم الخوف لأن الجلاد أصبح هو من يخاف ويرتعب حتى من ظله. [/SIZE][/B][/COLOR][/SIZE]