بعيدًاعن كل شيء
وجع الحياة العامة يفرض صوته على الأسماع.. وهرج ومرج الاقتصاد السوداني يجعل المواطن البسيط مألوماً ومأزوماً في ذاته وصفاته.. والهم الغالب ان أصحاب الدخل المحدود يتململون والحكومة لا تفيدهم بما يريح قلقهم بل تلوح تلويحاً برفع يدها عن الدعم الذي لحد ما يكبح جماح الاقتصاد الفالت.. والمتوقع أن يزداد الأمر سوءًا وان يزداد المواطن إبتعادًا عن النظام القائم لأن الإتجاه الضاغط وصل(المم) والذي هو لقمة العيش الكريمة وحد حفظ الكرامة وإن كانت لفظة العيش أو الرغيف الحاف اصبحت من الهموم مقارنة بزمن العيش الفاخر وصفوف الطابونة فان الغلاء أعاد ذ ات الاحساسات السالبة بالظلم وان لم تكن هناك ندرة للسلع مقابل عدم القدرة على شرائها لكل ذلك بدات روح من الإنهزام ضد الواقع الاقتصادي والاجتماعي بالبلاد بالشيوع وسط العامة وصارالسؤال العام(هل تحس القيادة بما يعترض المجتمع؟ هل تضع في أولوياتها الحلول الإسعافية العاجلة والمستدامة لحفظ ماء وجوه المواطنين ضد أي واقع بائس أكثر مما هو عليه الآن وما زالت جدلية حسم رفع الأجور في حدودها الدنيا.. وحقيقة هي دنيا لأنها لا تتماشى مع الواقع الموجود في السوق وقانون العرض والطلب، بل حتى في أسعار السلع الأساسية، وما زال الكثيرون يراقبون جدال اتحاد العمال والمالية بشيء من الظن والاعتقاد وما سيتوصل اليه من نتائج وهذا العشم يصاحبه مواقف بدأت للعلن في شكل إضرابات !! وان لم تنفذ عن طريق النقابات القائمة الا انها مؤشراً على أن الإستعداد والقابلية لطرق الخيارات التي تؤمن أوضاعاً تحتمل الظروف ليست بالضرورة ان يتولاها «القائم مقام» القنوات الرسمية أو الشعبية المعروفة فالأصل ان الاستعداد أصبح موجودًا لدى المواطن الواقع تحت بند محدودي الدخل.. بالأمس القريب أعلن أكثر من ثلاثمائة صيدلي إضرابهم عن العمل احتجاجاً على أوضاعهم وحقوقهم المالية لمدة ثلاثة أيام مع إتجاه الدعوة بحل اتحادهم القائم بالأمور التعبيرية وقس على ذلك من دفاتر ووثائق تتأبطها ذراعات أخرى .. ولا تجد أمامهم إلا الأسلحة الإجتماعية في رأيي البسيط جدًا ان حالات العجز الحالي للسيطرة على تفلتات التضخم ووقوع العملة الوطنية في(دلجة الأجنبية) هذه الحالات سيقابلها الكثير من الضيق والحنق وربما أخلى الكثير وفاضهم من كل شيء وأصبح في مواجهة بأي طريقة لطوفان الاقتصاد الفالت، ويضع هؤلاء نظرية «الإبن تحت الرجلين» وفي مثل هذه الأجواء يجب ان يتحسس البعض قيمه وأخلاقه وجديته تجاه البلد والوطن والضمير فالعبثية وصلت حداً (ان يفقد الكثيرون إحترامهم عند القريب ( عليكم الله احترموا عقول الشعب السوداني الصابر.
آخر الكلام: –
زيدت الأجور أم لم تزد يتعرض الانسان السوداني لابتلاء حقيقي في معيشته وأخلاقه وليس ببعيد هذه الهجرات والمطالبة بجنسيات أخرى، أو ربما ظهور حالات غريبة كمثال أمر الشابة التي امتحنت في دينها..
[LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT] [/JUSTIFY]سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]
زمن عجيب وغريب لم يطلع بدره علينا من ثنيات الاقتصاد ولم يشف غليلنا من لقيمات يقمن صلبنا وتفرقت بنا الاتجاهات وفقدنا بوصلة اتجاهاتنا فلا الحكومة انجزت حلا لمشكلة عضال ولا الاحزاب شمرت عن سواعدها لبلوغ المآل دون اجتياز الخطوط الحمراء للوطن ، بينما وزير المالية يدق اسفين قراراته في رأس المواطن المغلوب على أمره بل احيانا ينقلب على وزيرة الشؤون الاجتماعية واخرى ينازل امين نقابة العمال وبين هذا وذاك تضيع اوراق تتبعثر والاقتصاد من غير زيادة للاجور يتدحرج الى أسفل وجنيهنا غاب عن الساحة في ظل هيمنة الدولار فاصبح ضرره على الكبار والصغار ، وبينماالحكومة مشغولة بحرب ضروس في جنوب كردفان والنيل الازرق وزيادة كمان دارفور التي ما اصلحتها اتفاقية الدوحة ولا حماس السيسي الذي اصبح يتوعد بفضها مما شجع الجماعات غير الموقعة لإشعال الحريق أملا في قرب نهاية اتفاقية الدوحة وتشييعها الى مثواها الاخير . وفي الجانب الآخر من الصورة معارضة همها الوحيد ذهاب الحكومة والجلوس في مقعدها وهم تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى فلا هذا راضيا بذاك ولا ذاك راضيا بهذا وتضيع الاقاويل منهم في فضاء لآخر له . يريدون الربيع العربي في السودان نكاية في الحكومة واسقطها همهم الوحيد . آخر الكلام توحدوا حكومة ومعارضة وخذوا بايدينا الى طريق توحيد الرؤى وحل المشاكل والشكرة لمن ما مهم ما دام البلد ينال منها خيرا والمواطن يأكل خبزه ويجد مواصلاته متيسرة وعلاجه وتعليم ابنائه ….