د. حسن التجاني : في الطرق الصوفية الصالح والطالح !!
٭ الشيخ الترابي أكثر الناس تقديراً لهذه الطرق خاصة أن أسرته كانت مشبعة بالسلوك الصوفي، وهذا الذي ذكره الدكتور الترابي حين ولجت قدماه بهو البرلمان… وقد داعبهم أرجو ألا تكونوا «مُعدَّلين» بثوب الصوفية، وقد عرف الدكتور حسن بالذكاء العميق المُركَّز، ومازال بحمد الله وفضله يمتلك عقلية تعطي «في الخير إذا أراد».
٭ الشعب السوداني في كثيره ميال لهذه الطرق الصوفية ويقدرها أشدما تقدير.. ويحترمها… ولها من السلوكيات الانضباطية بين عضويتها تلك التي تشابه ضوابط العسكر.. والملاحظ أن لها رتباً عسكرية تمنح لمن ينتسب إليها… وهذا سر الاحترام والتسامح بين عضوية هذه الطرق.
٭ هناك شخصيات كبيرة من ضمن حيران هذه الطرق، يتلقون يا سبحان الله التعليمات من شيوخهم «زي الترتيب» حتى مسألة تقبيل الأيادي يؤدونها… لكن أراها دائماً نوعاً من أنواع احترام الكبير ونوعاً من المحبة.. وأرجو ألا تخرج عن هذا الفهم الذي عندي.
٭ جزء من ليل أول أمس في مدينة أم درمان بأمبدة قضيته في رحاب الأستاذ المهندس محمد الأشرف تاج حمد رئيس دائرة الأوسط بالمؤتمر الوطني الأمانة الاتحادية والأستاذ المهندس حسين عويس أو كما يحلو للآخرين مناداته برمضان عويس أمين الحركة الإسلامية لقطاع الخرطوم.. قضينا ثلاثتنا مع شيوخ الصوفية الشيخ الطاهر أبو حديد نائب شيخ الطريقة القادرية العركية «الصائم ديمة».. والشيخ الطاهر هذا رجل يدخل الفرحة في النفس ويبعث بدرجات من الاطمئنان والثقة والمحبة في كل من يجاوره… ولا تفارقه الابتسامة لحظة… رحبوا بنا في دار الشيخين مبارك محمد عبد الله البرناوي والسلطان عبد العظيم محمد عبد الله البرناوي.
٭ تلعب الطريقة القادرية العركية بجهود الأخوين مبارك وعبد العظيم أدواراً عظيمة ومقدرة في كل المناسبات في رمضان ومناسبة المولد النبوي الشريف، وهذا الذي احتفلوا به أمس في ذات المناسبة، ولها دور في توحيد الجهود بين السودانيين وتقريب وجهات نظرهم السياسية والاجتماعية.. وخير دليل على ذلك دورهم في أن يقبل الشيخ د. حسن الترابي دعوتهم في الحضور للبرلمان… بل يمكن أن يمتد جهدهم هذا لحل كثير من المشكلات في دارفور وكردفان والنيل الأزرق وغيرها من المناطق التي فيها بعض المشكلات والصراعات… وأعتقد كما أفاد الأخوان الشيخ مجدي الأحمدي والشيخ إسحاق حمد النيل أنهم سينظمان الكثير من الزيارات إلى تلك الولايات لجعل الجنيه الذي يذهب لشراء طلقة يُفتك بها صدر أخ وحبيب، أن تذهب لبناء «سبورة» فصل دراسي أو شراء صباع «تباشيرة» ليتعلم بها أبناؤنا الطلاب.
٭ ذكرتني ليلة الأمس بتلك الليالي التي زرنا فيها خلاوي ود العجوز في رحاب سعادة الفريق أول عبد المنعم سيد سليمان مدير عام الشرطة الأسبق وسعادة الفريق الدكتور جلال تاور كافي أبو رأس والفريق علي عبد الله والكتيابي والعميد «م» بشير علي الذي أعد لهذه الزيارة العلمية مع ضباط أكاديمية الشرطة العليا، وحينها قلت إنها دولة قائمة بذاتها… إنها دائرة جغرافية مضمونة الفوز لمن ترضى عنه.. وقلت إن الصوفية لها من المقدرة ما تغير به كل الشيء… بعضويتها الشبابية وغيرها ذات العقيدة المتجذرة بالذي يتوسط الحلبة ويحرك الجميع بعصاه.
٭ هذه الطرق الصوفية هي بمثابة المنظمات الطوعية بل أفضل.. على الأقل يحفظ فيها الطلاب القرآن الكريم ويتم على يدها الاعتناق للإسلام لغير المسلمين، وأنها بريئة من تهم الأجندة الخفية المُسمة والمُضرِّة.
٭ يجب أن تحرك الدولة آلية الطرق الصوفية للوصول للغايات.. فالشعب السوداني في غالبيته مشبع بها.
٭ الطرق الصوفية لا تتخير الناس بل تجمعهم بصالحهم وطالحهم.. وفي بالها الإصلاح للطالح والاستفادة من الصالح… «مدد».
«إن قدّر لنا نعود».
صحيفة الإنتباهة
[/JUSTIFY]