القمة العربية .. ملفات شائكة تنتظر الحسم
ورغم التحضيرات الجيدة من قبل دولة الكويت وتهيئة أجواء التقارب قبل بدء الفعاليات الرسمية للتجمع العربي يومي ((25-26)) من الشهر الجاري ألا أن هناك مخاوف من فشل القمة بحسب مراقبين ودبلوماسيين من تصاعد الأزمة الخليجية والسياسية التي ضربت البلدان العربية، فتأتي هذه القمة في خضم الخلاف بين مصر . الفريق السيسي وقطر بشأن جماعة الإخوان المسلمين، وأزمة سحب سفراء السعودية والإمارات والبحرين من الدوحة، والخلاف المتصاعد بين بغداد والرياض والدوحة على خلفية اتهام رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي السعودية وقطر بدعم الإرهاب في العراق، ومن المنتظر أن تشهد القمة مناقشة هذه التحديات العربية بالإضافة إلى ملف الإرهاب والقضية الفلسطينية، والأزمة السورية، وملف اللاجئين.
وبدوره أقر النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح بأن القمة العربية الخامسة والعشرين التي تستضيفها بلاده يومي 25و26 مارس الجاري تعقد في ظل ظروف بالغة الدقة وسط تحديات إقليمية ودولية معرباً عن أمله في إنجاح هذه القمة التي تعقد في الكويت للمرة الأولي.
وكان السودان تلقي دعوة رسمية من دولة الكويت لمشاركة الرئيس عمر البشير الذي تأكدت مشاركته في التجمع العربي.. وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية أبو بكر الصديق إن القمة تسعي إلى تعزيز العمل العربي المشترك.
وأشار إلى مشاركة السودان في الاجتماع التحضيري بالقاهرة في التاسع من مارس الماضي ورفضه القرارات الأحادية والعقوبات الأمريكية المفروضة علي السودان.
وقال الصديق لـ((الصيحة)) إن القمة تركز على دعم العمل المشترك خاصة إن المنطقة العربية تمر بظروف استثنائية بوجود أزمة في أكثر من بلد عربي، لافتاً إلى أن انعقاد القمة في دولة الكويت بالتحديد يرجح من نجاحها لمواقفها المتوازنة وحرصها على دعم القضايا العربية، ما يؤشر إلى نتائج إيجابية تمكن المنطقة من تجاوز أزماتها.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي في مؤتمر صحفي أثناء افتتاح المركز الإعلامي للقمة بالكويت إنهم يركزون على أهمية ترسيخ العمل العربي المشترك الذي يسعي أليه القادة العرب المشاركون في القمة التي تأتي تحت شعار “قمة التضامن من أجل المستقبل” معرباً عن أمله في أن تكون نتائجها مفيدة ومجسدة لتطلعات الدول العربية.
المحلل السياسي الدكتور حسن الساعوري يتوقع أدواراً منتظرة من السودان في القمة العربية باعتباره طرفاً محايداً لم يظهر انحيازاً لأي طرف في الأزمة الخليجية الأخيرة، وأشار حراكه الفعال في الفترة الماضية واهتمامه بالقضايا العربية المختلفة.
وقال الساعوري لـ((الصيحة)) إن السودان يواجه مشكلة واحدة فقط في القمة العربية وهي علاقاته مع إيران والتي تجد استهجاناً من بعض الدول الخليجية على رأسها المملكة السعودية ودولة الأمارات المتحدة، وأضاف أن السودان ينبغي أن يجلس إلى المملكة العربية السعودية قبيل انطلاقة الفعاليات الرسمية للقمة العربية وتقريب وجهات النظر بينه والمملكة وتأكيد أن علاقاته مع إيران لا تضر بمصالحها أو أي دولة أخرى ومن ثم محاولته لعب دور فاعل في القمة في احتواء الخلافات بين الدول العربية.
وأشار الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في افتتاح المركز الإعلامي للقمة بالكويت إلى أنه لا يوجد جديد حتى الآن بشأن انضمام دولة جنوب السودان للجامعة العربية من عدمه.
صحيفة الصيحة
محمد جادين
ع.ش