منى سلمان
نساوين ذوات مواهي وقريشات
يا أولاد عيب عليكم .. خلوا امكم التنوم .. اليوم كلو شقيانة خلوها ترتاح حبّة !!
حنان (عبد العال) الدافق ومرعاته لراحة زوجته العزيزة كان فوق راي، وذلك حسب وجهة نظر بعض العوازل من المعارف، والحاسدات الراصدات من الصحبات، وذلك لظنهم بأنها كانت له مثل الدجاجة التي تبيض ذهبا .. في ما يشبه ليلة القدر اختارها احد بنوك الخليج دون بقية المتقدمين لتشغل وظيفة قيادية بعائد دولاري ضخم، فكان أن صحبت معها عيالها وزوجها (عبد العال) كـ مرافق، وهناك في بلد الغربة حصل على وظيفة جيدة ولكن بمرتب لا يساوي عشر ما تقبضه زوجته .. لذلك كان المتابعون للمشهد يعدّون حنان (عبد العال) ومحاشكته لزوجته نوع من الاستثمار الدولاري، فقد كانت تسلمه طائعة مرتبها شهريا فيقوم بالصرف منه على البيت، ثم ومن فايض الدخل تمكن من شراء قطعة ارض حدادي مدادي في احد احياء الخرطوم الراقية، سجلها باسمه واوكل احدى شركات التشيد ببنائها، بالاضافة للحافلة اربعة وعشرين راكب التي اشتراها لمصاريف اسرته .. وبعد دا كلو عاد ما يحاحي ليها الشفع ؟!!
حسنا، يمكننا تصنيف الراغبين في الزواج من المرأة ذات الماهية، دولارية كانت أو بالعملة المحلية:
فهناك من يرغب في الزواج من موظفة طمعاً في مالها أو راتبها دون مواربة أو مدسّة، ويعتبرها مصدر دخل ثابت يعينه على شقاء السعي لكسب الرزق، وهذا النوع يطلب من زوجته بـ (الواضح الما فاضح) المشاركة في الصرف ، وهناك من يطمع في ماهية الزوجة لتحقيق أحلامه الشخصية، كشراء سيارة أو قطعة ارض وتسجيلها باسمه دون خجلة بحجة انها أصلا ستكون من نصيب الابناء، أما الصنف الثالث ودا نوع نادر فيشجع زوجته على العمل لايمانه بضرورة مساهمتها في المجتمع لتحقيق ذاتها والإفادة من قدراتها في خدمة الآخرين ..
صرااااحة، هناك البعض ممن يعتقد بأن الحياة الزوجية شراكة بكل معنى الكلمة، وطالما البنت بتفكر في الزواج من عريس مرتاح ماديّاً، فمن حق الشاب أيضاً أن يفكر بعروس غنية وذات دخل مادي مرتفع، فهذا يعني أن حياته ستكون أكثر راحة واستقرار، ويدافع عن رأيه بأن الرسول- صلى الله عليه وسلم- ذكر بأن المرأة (تنكح لمالها)ً برغم تأكيده على ذات الدين، فلماذا تحرِّمن على الرجل ما تبحنه لأنفسكن ايتها النساوين ؟!!
حسنا مرة تانية، المسألة شائكة .. فهناك بعض الازواج على قناعة بأنه ما دامت الزوجة تقضي جزءاً من وقتها خارج المنزل للعمل، فـ بالضرورة يجب أن تساهم في نفقات البيت نظراً لتقصيرها في واجباتها الزوجية .. الزوجات العاملات ايضا يشعرن احيانا في ساعات اليأس، بالاستغفال والورطة نتيجة لـ (المقابضة والشوبار) الذي دفعهن للخروج للعمل، فـ (انشبحن) بين ساحتي قتال داخل وخارج البيت، لذلك يطالبن الأزواج بضرورة المساعدة في أعمال المنزل وتربية العيال، فنظراً لإسهامهن في الإنفاق على الأولاد والمنزل فيجب على الازواج التحزّم وكرب القرقاب للدخول معهن للمطبخ .. (مافيش حد أحسن من حد) !!
حقيقة، مع أن الإنفاق هو مسؤولية الزوج حسب رأي الدين الواضح، إلا ان الأمر قد اختلف في ظل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية القاسية، حيث أصبحت مسؤولية توفير اللقمة والهدمة التي تفي بالسترة، قضية معقدة لا تخضع للضوابط الشرعية و لا يمكن التعامل معها حسب اعراف المجتمع السوداني التقليدي القديم، ومع أن الاقتران بموظفة صار عامل إغراء لكثير من الشباب، إلا أن ماهية الزوجة قد تكون سببا للشقاء ومجلبة لرياح النكد الأسري، فهناك أمثلة كثيرة لمجاسفة الازواج لدخل الزوجة والاستحواذ على جهدها وعرقها، ومن المؤسف أن (بعض) الأزواج يستبيح دخل زوجته بغير حق، وقد يهددها بالطلاق إن لم تعطه له، أو يسلك في سبيل ذلك طريق الدهنسة والتملق والتمليس، كما قد يلجأ لحيلة الاستدانة منها مع تبييت النيّة على تحويل المبلغ لبند الديون الهالكة التي لا يرجي سدادها، وقد يخرج لها بفكرة ثعلبية عن مشروع وشراكة ثم (يحتل) بالقروش وو .. وتطول قائمة اساليب وفنون أكل مال الزوجة.
من جانب آخر، هناك من النساوين المدردحات من تعمل بسياسة قلع اليد، فترى أن راتبها ملكها (قروشي وأنا ستّها) تصرفه على احتياجاتها وما تشتهيه نفسها، وتعتقد جازمة بأنها غير مطالبة بالمساهمة في مصروف البيت، وترفض أن تصرف مرتبها على المنزل والأولاد بصورة تنسيها الاهتمام بشكلها وزينتها، ومن ثم تتحول إلى شبح زوجة مرهقة ومبشتنة الليل والنهار، في حين يخرج الزوج ليتمتع بوقته وربما يتزوج بأخرى تصرف على نفسها وتهتم بشكلها ومظهرها .. بالمناسبة يا حروّم .. في حاجة تانية مهمة وهي أن الزوجة وخاصة العاملة فقدت الكثير من أنوثتها بـ (اللهلهة)، فبالاضافة لتعب الوظيفة وشغل البيت، فهي التي تخرج لتبحث عن السباك لإصلاح الماسورة المحلوجة، وهي التي تريق ماء وجهها بـ (الجرورة) من الدكان، وهي التي تساسق لـ المدارس لمتابعة سير الأبناء الدراسي .. سبع صنايع والبخت ضايع !!
مخرج:
دوام الحال من المحال، فقد مرت السنوات وهبت معها رياح الضائقة المالية على شواطئ الخليج العربية، فكانت (سمية) من أول ضحايا معالجات الازمة .. وكان القرار بحمل مكافأة انهاء خدماتها وحزم امتعتهم العودة للسودان، خاصة بعد ان كبر العيال وتهيأوا لدخول الجامعات ..
لم تدري (سمية) السبب في تغير تعامل (عبد العال)، وارجعته في براءة لعودته مجهدا كل مساء من الشركة التي اقامها بحقوقها التي عادت بها، بينما قررت هي أن تبقى بالبيت لترتاح بعد سنوات التعب .. كل ما تعرفه أنه كلما عاد من العمل ووجدها مضجعة على سريرها قال لها في حنق:
متندلة من هسي مالك ؟ .. عاملة زي الجدادة تنومي من المغرب !!ا
منى سلمان
[email]munasalman2@yahoo.com[/email]