منوعات

الراعي السوداني الطيب يوسف: أنا زول عادي ومسكين فما تدّوني أكبر من حجمي

[JUSTIFY]بلغ صيته شأواً بعيداً، فصار معروفاً للناس، كل الناس.. على نحو مدبر ساقته الأقدار إلى ديار المملكة العربية السعودية قبل أشهر قليلة، ليحصد ثمار أمانته (كنوز محبة). إنّه الرجل الذي أبهر السعوديين وقدم صورة زاهية لوطنه بددت مداخن السياسة والحرائق. (الطيب يوسف)، أو الراعي السوداني كما اشتهر في الميديا، قصته أقرب للخيال؛ تتناقلها الأسافير بدهشة، رجل مسكين، لم يكن يملك حتى جهاز موبايل! شبّ عن الطوق نقياً كريماً في مضارب قبيلة الكواهلة بشرق سنار. اختبرته الأيادي الخفيّة، فتصرف بشكل تلقائي، دونما تصنّع. بعدها ذهب إلى أغنامه وبراءة الأطفال في عينيه، وهو يمنّي النفس أن ينستر مع كفيله ويحصل على راتبه الشهري، محض ريالات محدودة. ينام الراعي السوداني النبيل ويصحو فيكتشف أنّه يرقد على ثروة مهولة، تنزلت كما ليلة القدر.. في هذه الدردشة الخفيفة التقينا بـ(الرجل) (الطيب) و(الأمين) في مدينة (جدة) وتحدثنا معه عن تفاصيل الواقعة الكبيرة، كان يتحدث ببساطة ولا يخفي في أغوار نفسه حتّى المحبة للناس ولمن أعانوه، والشكر لله رب العالمين، من قبل ومن بعد.. طرحنا عليه الكثير من الأسئلة وأجاب بصراحة، من هو؟ وكيف جاء إلى المملكة؟ وبماذا كان يحلم؟ وماذا سيفعل بهذه الثروة؟ وكيف تسير الأمور الآن بعيداً عن الأضواء؟ إلى تفاصيل الونسة:

* خلّينا نتعرّف عليك عن قرب فقد دار حولك لغط كثير.. من أنت؟

– أنا الطيب يوسف الزين أحمد، مواطن سوداني عادي، من مواليد (إيد الوليد) شرق سنار.

* إنت كاهلي حسب ما علمت؟

– نعم أنا كاهلي أماً عن أب، وقد امتهنت الرعي منذ حضوري للمملكة العربية السعودية..

* هل تعلم أنك أصبحت نجماً مشهوراً؟

– أنا زول عاااادي ومسكين فما تدوني أكبر من حجمي..

* متى حضرت للمملكة؟

– قبل ستة أشهر من تصوير مقطع الفيديو..

* معقول ستة شهور مما جيت والأمور ظبطت؟

– (ضحك وأجاب).. لا أنا أصلاً جيت السعودية شهر (3) في العام (2011) ورجعت السودان عدّيت ستة شهور، وجيت راجع الآن لي أربعة شهور في السعودية..

* كيف وصلت للمملكة؟

– بعقد عمل أرسله لي شقيقي، وجيت على طول إلى ضواحي (أملج) التي جرت فيها الواقعة..

* كنت شغال براتب كم؟

– خليها مستورة..

* ربنا يبارك ويزيد ولكن للمعرفة والعبرة؟

– على قدر الحال.

* ما هى قصة الفيديو بالتفاصيل الكاملة؟

– بالتبادي أنا كنت فازع بالبهائم فوق الخلاء، كان الطقس حار وسمايم الصحراء تلفح، كنت موجود بالقرب من المزرعة التي أعمل فيها ولا أعود إلا عند المغرب، ومرّ بي شخصٌ وطلب مني شراء إحدى الأغنام ورفضت لأنها ملك لكفيلي وليست لي، المهم السعوديين الموجودين في السيارة أشروا لي جيتهم، قالوا لي دايرين لينا ذبيحة للبيع، قلت ليهم ما بقدر دي أمانة، أصروا، قلت ليهم ما عندي حق التصرف والبيع، حاولوا يغروني بالمال فرفضت خوفاً من غضب الله، ولأن البهائم الفي يدي أمانة، في النهاية دورا عربيتهم وانا رجعت للبهائم نسيت الموضوع..

* في كلام أن هذا المقطع مفبرك وغير حقيقي؟

– أبدا أبدا الكلام دا صحيح مائة في المائة وهذا ما دار من غير لولوة..

* لكن إنت شفتهم وهم بصوروا فيك؟

– والله العظيم أنا ما شفت حاجة ولا لاحظت أنهم بصوروني، وبعدما انتهت الحادثة رجعت مكان شغلي عادي..

* ما خطر ببالك أو حلمت بأن حياتك ممكن تتغير على هذا النحو؟

– كنت في كل الصلوات أسأل ربي أن يجنبني فتنة المال، وأن يرزقني بالحلال وكنت سعيد ومبسوط بوضعي السابق..

* ما هو الدعاء الذي كنت تدعوه في صلاتك بالتحديد؟

– كنت أدعو في سري دائما حتى لحظة قدوم الشخص الذي قام بتصويري “يا رب تغنيني بحلالك عن حرامك، وأديني المال الحلال، وأعطيني منه، يا رب جنبني الحرام”

* يعني كنت متفائل؟

– كنت متفائل جداً.

* والآن تغير كل شيء؟

– الحمد لله، وأنا ما بين مصدق ومكذب، دي نتيجة العمل الدغري..

* بصراحة كم بلغ حجم ثروتك؟

– (يصمت قليلاً ويجيب).. بالجد ما عارف.

* بالتقدير كده ما وصلت المليار؟

– بتكون وصلته، وفي ناس تبرعوا لي ورفضوا ذكر أسمائهم (كم فاعل خير كده)..

* طيب أين هى الأموال التي حصلت عليها؟

– طلبت من أحد أقربائي أن يفتح لي حسابا في أحد البنوك وقد انهالت علي الأموال من جهات مختلفة، حتى السودانيين كانوا بيكرموني بطريقتهم، أنا شاكر لي وقفتهم، ووقفة السفارة ومبسوط منهم..

* طيّب يا الطيب.. ما الذي حدث بعد أن تم تصوير الفيديو لك؟

– الأمر كان عادي ومرت خمسة أيام ونسيت الموضوع..

* ما شفت مقطع الفيديو بعد انتشاره؟

– لا أنا كنت مقطوع تماما من العالم وما عندي موبايل أصلا ولا في شبكة..

* ليه ما عندك موبايل؟

– أنا زول راعي ساي، الموبايل أسويبو شنو؟

* ثم ماذا؟

– بعد خمسة أيام على ما أذكر فُوجئت بسيارة وفيها أشخاص نزلوا منها ومعهم كاميرات للتصوير، شعرت بخوف وكنت أسأل نفسي: ما الذي فعلته؟، تقدّموا نحوي وأخبروني بما كان يجري في التلفزيون والصحافة والإنترنت عنّي وكيف انتشر مقطع الفيديو وأعجب الناس، والحقيقة أنا ما كنت عارف حاجة، وأخبروني كذلك عن الهدايا والمكافآت التي رصدت لي.

* هل صدقتهم، ألم تشعر بأنهم ربما يمزحون؟

– في الأول كنت خايف ناس التلفزيون السعودي يكونوا الكاميرا الخفية، لكن تاني لمن وروني مقطع الفيديو وردود الأفعال صدقت، المؤمن صديق..

* ما هي الجهة التي زارتك في الأول عندما انتشر الفيديو؟

– جوني ناس مجلة (تبوك) وقالوا لي مقطع الفيديو الإتصور ليك انتشر وفي جائزة ليك بعشرين ألف ريال مكافأة نظير أمانتك، ومن اليوم داك انهالت علي الزيارات، من جدة والرياض، واتصلوا بي ناس السفارة وكرموني والحكومة اتبرعت لي بمئتي ألف ريال..

* وبعدين؟

– قدمنا للرياض وقمنا بزيارة السفارة السودانية وكان في استقبالي السفير السوداني، وموظفو السفارة وعدد من أبناء بلدي من الجالية السودانية في السعودية، الذين أكرموني ورحبوا بي، وكرموني، وبعدها قمت بزيارة للشيخ إبراهيم الدويّش ومؤسسة الشيخ حمد الحصيني، وأتقدم لهما بالشكر.

* تقريبا دا نفس الشال الكنت لابسو؟

– بالحيل.. لكن الآن مغسل ومكوي..

* ما شفت الشخص الذي ظهر في قناة الشروق باعتباره أنت؟

– لا، وذلك الشخص لا أعرفه، فقط كلموني بيه وناس القناة اتصلوا بي واعتذروا فيما بعد..

* ما هي الكلمة التي تريد أن تقولها بهذا الخصوص؟

– ما قمت به هو طبعي الذي تربيت عليه، ولم أكن أرجو من ورائه مالاً ولا شهرة..

– * ماذا تريد أن تعمل بهذه الأموال؟

– حتى الآن لم أتخذ قرارا بما سيفعله بالأموال التي حصلت عليها، والبريدو ربنا كله ببقى، لكنني سوف دعم أعمال الخير.

* والمساكين؟

– لن أنسى المساكين، أنا واحد منهم.

* فيما تفكر الآن؟

– عايز بأي طريقة أتحل من موضوع الغربة دا، عايز أرجع بلدي وأحتفل مع أهلي بما نلته..

* وما الذي يمنعك؟

– ما بيدي، أنا طلبت إجازة من كفيلي سليمان الفايدي عشان أسافر السودان لكنه لم يبت في الأمر، ولا زلت أنتظر ذلك وربما ألتقي به اليوم أو الأيام القادمة لكنني ذهبت وبحثت عنه، وبحوزته الجواز والأوراق..

* هل ستعود لمزاولة مهنة الرعي؟

– وما الذي يمنع ذلك، فهي مهنة شريفة وقد عمل بها بعض الأنبياء، ولكن في النهاية البسويهو ربنا كله سمح، لكن مؤكد حأسعى الماشية في قريتي (إيد الوليد ) شرق سنار..

* ما الذي ستفعله بالأموال؟

– ما عندي مشروع في رأسي وما فكرت أعمل حاجة بالقروش والبريدو الله كله خير..

* لو طلب منك أن تشغل أي موقع في بلدك هل ستوافق؟

– كيف يعني؟

* لو عينوك مسؤولا بحق الأمانة؟

– طبعا طبعاً أنا جاهز..

* حتى ولو وزير مالية؟

– بس أنا أمي ما بعرف القراية ولا الكتابة، لكنني سوف أوافق على أي حاجة يريدها ربنا..

* كيف يتعامل معك الناس الآن في السعودية؟

– بحفاوة شديدة أصبحوا يعاملوني والسودانيين بتقدير كبير ويلتقطون معهم الصور في الطرقات كما أن أصحاب محلات البيع يرفضون أخذ أموال منهم مقابل الشراء كلما أدخل إلى البقالة لشراء احتياجات امتنعوا عن أخذ ثمنها، ويحلفوا ما يأخدوا مني ولا (هللة)..

* هل ثمة وصية؟

– أتمنى ناس السفارة يتدخلوا ويساعدوني في تسريع إجراءات الرجعة للبلد..

* يعني انت الآن عالق؟

– عالق كيف؟

* يعني عندك مشكلة مع الكفيل؟

– زي ما قلت ليك، ما بقدر أرجع السودان بدون موافقة الكفيل..

* بماذا توصي السودانيين الذين يعملون في الخارج؟

– أوصيهم دائما بالصدق والأمانة، وهم دائما بيشرفوا الزول، السودانيين في أي بلد سيرتهم سمحة وسمعتهم فوق..

صحيفة اليوم التالي[/JUSTIFY]

‫5 تعليقات

  1. شرفك الله الذي وهب امتنا شخصا منك يعيد ليها امجادها التائهة مع بياعين الدين و سافكي الدماء. فعلا انت شخص بسيط وتعرف ماتريد من هذه الدنيا
    الا وهو الغنى الحلال و اهو ربنا اداك ليهو …ان شاء الله ترجع السودان
    وتعمل الدايرو في فلوسك…خير مايستفاد منه دعاءك الجميل
    اللهم اغنني بحلالك عن حرامك..
    المهم انت ذكرتني قصة بحكوها الصوفية عن شخص صالح جدا مابعرف يصلي كويس ولكن بركاته سابقة الناس، المهم ناس جوا يعلموه الصلاة الصحيحة شافوا حاجاته عرفوا انه كل هذه الاشياء شكليات ليس الا فالصلاة الحقيقية في القلب والروح
    اللهم بارك لنا و بارك لاخينا الطيب في مارزقته وادم عليه نعمتي الصحة والمال الحلال

  2. [SIZE=4]ااااااااااي عليك الله قول ليهم ما يظعطونا بيك
    تاني حاجه الكفيل دا كان نطط ما حيفكك[/SIZE]

  3. نسأل الله للراعي الطيب التوفيق في حياته , وفي الواقع أن الأمية لم تحُل بينه وبين أن يكون إنساناً أميناً, وكان ينبغي أن تكون الأمانة أمراً طبيعياً لا تستدعي كل هذه الضجــة ولا تكون ( أقرب إلى الخيال )!! ولو كنت من قريته أو من أقربائه لنصحته فــوراً بأن يرفع أميته ويذهــب ليتعلم وينقطع لمدة عام في أقرب خــلوة ( مسيد ) ليفك القلم ويتعلم القراءة والكتابة, والقرآن ابتداءً, لا سيما أنه لايزال شاباً, وأنصحه أيضاً بأن يطلب ذلك في (مسيد ود الفــادني ) وهو بمنطقة الجزيرة وعلى بعد كيلومترات قليلة من الحصاحيصا ( جنوب الحصاحيصا وشمال مدني ) وهو من أميز الخــلاوي لكونه لا يوجــد به خزعبلات الخــلاوي الأخرى من مثل (النوبــات والمديح ,ومشائخ الطــرق الصوفية والليليات وتكليف الطالب بكتابة البخرات ..وإلخ ) والتي تدخل الطـالب في متاهات وتضيّع زمنه دون أن ينال مقصوده من تعلم القرآن , جزى الله القائمين على الخلاوي عــامة والقائمين على مسيد ود الفادني خاصــة خيراً فقد تخرج فيه المئات من الحفظة !! أرجو أن لا يعترض على قولي هذا أحد ويقول لي : لو كان متعلماً لما حصلت له هذه القصة وخليك من تعلم ومن فلهمــة ثم يحكي لي قصة رجل الأعمال الأمي الذي يكتب اسمه على الشيك بدون أن يضع نقطة على أحد الحروف المعجمة , وقد كتب شيكاً متبرعاً به لأحد الاتحادات الطلابية, فعمد أحد الطلاب المتبرع لهم إلى تنقيط الحرف ظناً منهم أن المتبرع قد نسي النقطــة فلما ذهبوا إلى البنك , رفض البنك قبول الشيك على أساس أن التوقيع مزوّر بوجود النقطــة , فرجع الطلاب إلى المتبرع ليصحح الأمر ولما وجد النقطــة , قال لهم لــو أني أعرف أكتب النقطــة لما صرت اليوم أحد رجـال الأعمال !! بقي أن نقول بأن صحفي (اليوم التالي) الذي أجرى المقابلــة يحتاج في كثير من أسئلته إلى الكياسة !! وإلا فلماذا يسأله عن الراتب الذي يتقاضاه؟؟ وعن (المشاريع ) التي سوف يقوم بها ؟ وعن كم بلغت ثــروته حتى الآن ؟؟ وعما إذا كانت قد وصلت (المليار !!) عن أي عملـة يســأله ؟ يفترض في الصحفي أن يعرف أن البنك المركزي السوداني قد أزال الثلاثة الأصفار من الجنيه السابق فلماذا يصر الناس والصحفيون خاصة على تسمية الأشياء بغير أسمائها ؟؟

  4. [B]
    ايش ده اليومين دول ازعجتونا بهذا الشخص

    ياعم روحو بلا هم معاكم .. انتو بتستهبلوا على مين يابجم

    ناااس ماتفهامش حاجة .. الامانة بس في السودان والله عشنا وشفنا

    والله لو جانا هذا الرجل في مصر بواب لانقبله هههههههههههه

    انتو ايه ماتختشوش ,, والله صحيح الاختشوا ماتوا[/B]