منوعات

نصف مليون يورو كللت المسعى.. حكاية معبد يهودي في النرويج تحول إلى مسجد

[JUSTIFY]في الوقت الذي كثرت فيه صيحات تحذر من انتشار الإسلام في الغرب، وزيادة أعداد المسلمين المهاجرين، وانتشار الإسلام بصورة واضحة، تعد ظاهرة شراء “الكنائس” وإعادة ترميمها وقلبها إلى مساجد، ظاهر تتطلب الدراسة والوقوف عندها كثيراً، فكثير من الكنائس في أوروبا هجرها رواداها وأتباعها إما بالانتقال إلى ديانة أخرى أو بالهجر – فتقرر الدولة بيعها لمن يشتريها والاستفادة من ثمنها-، أو بإغلاقها إلى حين إشعار آخر.

الحادثة التي نحن بصددها هي الأولى من نوعها في النرويج في صورة تعبر عن قبول الآخر، وتحسب انتصاراً للإسلام والمسلمين، في دولة تحترم التعددية الدينية، وتقبل التنوع الديني والإثني والعرقي؛ حيث أقدمت الرابطة الإسلامية بالنرويج على شراء كنيسة يهودية في مدينة “شين” 132 كيلومتر جنوب العاصمة أوسلو، بملغ “3800.000” كرونة نرويجية وهو ما يعادل “500.000 “يورو. بالرجوع إلى عملية المبايعة التي تمت في العام 2012م، وكان طرفا البيع والشراء فيها مالكو الكنيسة من اليهود، والرابطة الإسلامية بالنرويج، والأخيرة تعتبر هي المنظومة الإسلامية التي تعترف بها الدولة، وتتولى شؤون المسلمين وأنشطتهم داخل وخارج النرويج، تشير متابعتنا أن الرابطة الإسلامية تولت شراء الكنيسة بمساعدة بعض رجال البر والإحسان والخيرين في الشرق الأوسط.

مبايعة في مركز المدينة:

حسناً، ظاهرة بيع الكنائس في أوروبا ليست جديدة، ففي ألمانيا وفرنسا وغيرها من الدول الأوروبية الكبرى تكرر مشهد بيع الكنائس المسيحية. لكن الغريب في الأمر أن الكنيسة النرويجية لم تكن كنيسة مسيحية، بل هي دير يهودي، حيث قرر اليهود بيعه نسبة لضآلة مرتاديه وتناقص عدد التابعين، وهنا تكمن عظمة الدين الإسلامي وحصافة المسلمين، فوافق المسلمون على شراء المعبد وتحويله إلى مسجد، تمت المبايعة بين الطرفين بمباركة من حكومة مقاطعة التلمارك، كما تجدر الإشارة إلى أن عدد المسلمين في مدينة “شين” حوالي 1.600 مسلم. الجدير بالذكر أن تاريخ إنشاء وتشييد مبنى الكنيسة يعود للعام 1930م في مساحة لا تزيد عن 650 متراً فهي تقع بين شارعين “ناصية” بالقرب من مركز مدينة “شين”.

المبنى المشار إليه ظل شامخاً كما هو منذ العام 1930م إلى أن فتح الله به على المسلمين. بالرغم من برودة النرويج والثلوج التي تتراكم لأكثر من أربعة أشهر تملأ الطرقات والشوارع، والرطوبة المرتفعة، والأمطار الغزيرة التي تهطل لفترة طويلة في فصل الخريف، لكن المبنى صمم بطريقة تلائم مناخ النرويج، بالإضافة إلى أن الحواجز الأرضية تمنع تسرب الرطوبة إلى داخل المبنى، وقد تآكلت أسلاك كهرباء المبنى بمرور الزمن.

* صيانة وإعادة ترميم:

فترة عملية الصيانة استغرقت زيادة عن سنة، فريق الصيانة من المسلمين المتطوعين الذين يعملون في وقت فراغهم بعد عملهم الرسمي. تم إعاده ترميم المبنى وصيانته من الداخل، بالإضافة إلى تغيير نظام توصيل الكهرباء بالكامل واستبداله بنظام آخر أكثر تطوراً.

الشكل الخارجي للمبنى:

تم استبدال لافتة الكنيسة السابقة بلافتة أخرى جديدة مكتوب عليها “مسجد شين”، كما تم التعديل في الداخل والخارج بما يناسب شكل المسجد، بالإضافة إلى التعديل في مكان رمز النجمة اليهودية والاستعاضة عنها بشكل دائري وكتابة اسم الجلالة فيه “الله”. وفي الداخل تم ترميم الشكل وتجهيزه “بالنجف” التركي، وفرش بالسجاد الفاخر، وتركيب مكبرات الصوت الداخلية، وتقسيمه إلى طابقين الأول للرجال والطابق الثاني للنساء، بالإضافة للطابق الأرضي والذي يمكن الاستفادة منه في مدرسة قرآنية أو صالة اجتماعات.

* الإسلام في النرويج:

لم يكن هناك زمن محدد لدخول الإسلام في النرويج، بيد أن أول مسجد أنشئ في العام 1974م. في العاصمة النرويجية “أوسلو” بالجهد الذاتي للمسلمين وبمساعدة بعض الخيرين من رجال البر والإحسان في الدول العربية.

يعتبر الدين الإسلامي في المرتبة الثانية بالنرويج حسب تصنيف الدولة، ويزيد عدد المسلمين عن “200” ألف مسلم تقريباً. يرجع الفضل بعد الله تعالى إلى أوائل المهاجرين في ستينيات القرن الماضي. وتجب الإشارة إلى أن أعداد المسلمين في تزايد مستمر حسب الهجرات الأخيرة. توسعت المساجد في العاصمة والبلديات الأخرى.

لحظات الافتتاح:

في نهاية الأسبوع السابق احتفلت الرابطة الإسلامية بالنرويج بإعادة افتتاح المسجد بمقاطعة تلمارك مدينة “شين”، وحضر الافتتاح السيد رئيس الرابطة الإسلامية بالنرويج، والرابطة الإسلامية لفرعية مقاطعة “التلمارك” وممثلوا حكومة بلدية “شين” بكافة أحزابها، بالإضافة إلى بعض العلماء المسلمين الزائرين. وتحدث رئيس الرابطة الإسلامية في النرويج عن أهمية الحدث للإسلام والمسلمين في بلد يحترم القيم ويقيم العدل، أوضح أن الخطوة تعد نصراً وفتحاً جديداً للإسلام، وأن بجانب المسجد يمكن استخدام “خلوة” لتحفيظ القرآن، كما يمكن استخدامها في أنشطة المرأة المسلمة، وتحدث كل من ممثل البلدية، وممثل الشرطة بمقاطعة “التلمارك” وعمدة مدينة “شين” مؤكدين احترمهم للمسلمين وكل الديانات والمعتقدات، مضيفين إن النرويج دولة تحترم كل الديانات وتحترم التنوع، كما أكدوا أن المسجد يعد ملكاً حراً للمسلمين يقيمون فيه أنشطتهم الدينية ويحيون فيه لياليهم الإسلامية. الخطوة حظيت بالترحيب المتوقع من جانب السكان، ومن جانب حكومة مقاطعة “التلمارك” وبلدية “شين” فحضرت كل أحزاب الحكومة لمباركة الخطوة وشاركت في إلقاء كلمتها بالترحيب والمباركة لحظة افتتاح المسجد.

نعم، الحدث أقرب إلى الخيال لكنه واقع، وقد تكررت ظاهرة شراء الكنائس وترميمها وقلبها إلى مساجد في أكثر من دولة، فالإسلام عابر للحدود والقارات والأعراق والأجناس والأديان، ففي كل دول أوروبا بدأ الإسلام في الانتشار، فالمنارات والمراكز الإسلامية والجاليات والمساجد، التي لم تقتصر على العواصم الغربية بل تجاوزتها إلى كافة المدن الأوروبية الكبرى وغيرها في ازدياد. وفي قلب أوروبا بدأت أعداد المساجد تنافس أعداد الكنائس، وأصبح الكثيرون يرغبون في دخول الإسلام من كبار المشاهير والعلماء، وأعدادهم في ازدياد يوماً بعد يوم بصورة لافتة للنظر. يبقى الأمل في أن يعم الإسلام والسلام كل العالم.

صحيفة اليوم التالي[/JUSTIFY]

‫2 تعليقات

  1. الله اكبر الله اكبر الاسلام سينتشر الله اكبر الحمدالله علي نعمة الاسلام

  2. انها بشارات النصر والفتوجات الاسلامية . اللهم اجعلهم واموالهم غنيمة للمسليمن .
    ياريت نسمع اخبارى من النوع دا ، عشان الواحد فينا يشعر بفتوحات الاسلام ونشر الدعوة فى جميع ارجاء الكون .
    اتمنى من جميع المسلمين التعلق على الموضوع حتى نشعر بالاطمئنان على الدين . خاصة ان الدين الحقيقي لاقتل فيه ولا قتال . الاسلام دين السلام والامان ..
    لكم الشكر ناس النرويج ..
    مبرووووك لكم مسجد اليهود ومزيداً من المساجد .
    انشاء المره الجاية تشتروا البرلمان زاتو يارب ..