خالد حسن كسلا : تهديد «علي السيّد» وبختك يا المؤتمر الوطني
في الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، وهو أحد أجنحة الحزب الكبير الذي تفرّق أيدي سبأ بعد رحيل الزعيم المعلم الأزهري في هذا الحزب وصل الخلاف إلى مستوى إشهار السلاح، وكأنه حركة متمردة يتنازع بعض منسوبيها في مال أو قيادة. وقد قرأنا بالأمس ما حملته الأخبار أن أحد أفراد حرس الناطق باسم الحزب إبراهيم الميرغني قد أشهر مسدسه في وجه القيادي التاريخي بالحزب الدكتور علي أحمد السيد بسبب ماذا؟! بسبب غريب.. بسبب أن علي السيد أوضح لذاك القيادي أن دوره كناطق رسمي ينحصر في إدارة المؤتمر الصحفي، لكنه رفض رؤية علي السيد وأعلن عن إنه المتحدث الرئيس. طبعاً المعروف والتقليدي هو أن من يُعيّن ناطقاً باسم كيان يعكس ما أعلنه الكيان سواء في مؤتمر صحفي أو في اجتماع. ويبدو أن إبراهيم الميرغني يريد أن يجمع بين مهمتين، هي الخطاب التنظيمي والتحدُّث باسم الحزب. وإلى هنا لنحسبها خلافات تنظيمية عادية. يمكن أن تكون منطلقة من سوء فهم للأعراف التنظيمية أو لأغراض شخصية أو لحسابات قد لا يعلمها إلا المقربون من أروقة الكيان السياسي.
لكن تبقى قصة إشهار السلاح لمنع عضو تاريخي من الحديث في منبر إعلامي للحزب هذا هو الإشكال الكبير. إن الأحزاب التي تسمي «كبرى» مثل الاتحادي الديمقراطي الأصل وحزب الأمة القومي في كل مرحلة تثبت لجيل جديد إنها مجرد كيانات طائفية لاحظ لها في المستقبل السياسي البعيد للبلاد.
بينما يثبت حزب مثل المؤتمر الوطني يرأسه رئيس الجمهورية المعروف كيف كان وصوله للسلطة يثبت إنه كيان ديمقراطي وأكثر ديمقراطية من «الأحزاب الكبرى».. رغم إنه خرج من السلطة وليس العكس وليس السلطة خرجت منه. إن من اقترح على قادة الحركة الإسلامية تسمية المؤتمر الوطني هو الأستاذ عثمان خالد مضوي وحينها كان في لندن، وهذا يعني أن التسمية جاءت من الحركة الإسلامية وقادة حزب المؤتمر الوطني هم باستثناء رئيسه الرئيس البشير قادة الحركة الإسلامية، والحركة الإسلامية بحكم قواعدها المثقفة جداً تبقى منضبطة جداً في العمل التنظيمي.. وهذا لعدة أسباب أهمها الابتعاد عن «الطائفية» والقداسة لشخص أو أسرة بعينها، لذلك كان مصير الترابي عدم القدرة على الاستمرار في قيادة الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني.
الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل خرجت منه مجموعة زين العابدين الهندي بإشراقتها التي أصبحت الآن سيدة دولة «مؤنث رجل دولة» يشار إليها بالبنان. وخرجت منه مجموعة «الأنصار الآخرين» إذا جاز التعبير، وهم محبو الزعيم إسماعيل الأزهري ورفاقه الديمقراطيون ومنهم يحيى الفضلي صاحب شعار «لا قداسة في السياسة». وإذا كان من يؤمهم الصادق المهدي هم أنصار خط المهدية مع أن الصادق بعيد عنه كل البعد، فإن هؤلاء الذين تمردوا على القداسة المجافية للديمقراطية داخل حزب الحركة الوطنية الأولى هوم أنصار خط الأزهري الوطني والديمقراطي.. ونعم الخط.
لكن إذا تنبأنا بمستقبل قريب للاتحاديين مع قرب الانتخابات القادمة. هل ستكون حادثة تهديد علي السّيد نقطة بداية لشك كروت أجنحة الحزب بحيث ستتحد ود البنا مع بري أي جناح الأزهري مع جناح الهندي ليتجاوز جناح القداسة تطبيقاً لشعر يحيى الفضلي بعد ظهور المسدسات في خلافات حزب يحمل اسم «الديمقراطي»؟!.
صحيفة الإنتباهة
خالد حسن كسلا
ع.ش