زعماء الإدارة الأهلية بدارفور يتحدثون عن ملتقى أم جرس
قال آدم محمد الملك يعقوب ملك قريضة بجنوب دارفور لـ «الإنتباهة»: مشاركتي فى ملتقى ام جرس تأتي من أنني زعيم ادارة اهلية بمنطقة قريضة التى شهدت كثيراً من الاحداث فى الفترة الاخيرة، وهى تمثل ملتقى طرق ما بين برام وتلس، وبها تباين كبير بين سكانها، وعاشت المنطقة ظروفاً مأساوية كثيرة جراء التمرد والقتال حتى احرقت قريضة، لكن الآن الاوضاع ربما عادت الى طبيعتها نوعاً ما، لكن ما اود اقوله أن هناك غياباً تاماً للاجهزة الرسمية والامنية بالمنطقة ساعد على انتشار الانفلات الامنى، لذلك عندما دُعينا الى حضور متلقى ام جرس وهى فرصة طيبة، استجبنا مباشرة من اجل احلال السلام فى دارفور عامة قريضة على وجه الخصوص من اجل توحيد الرؤى ومعالجة ما يدور فى دارفور، سواء كان من جانب الحركات ام من جانب التفلت الامنى. وبالفعل حدث تداول ثر ونقاش مستفيض بكل شفافية للمنطقة بصورة عامة، وفى تقديرى الملتقى كان جيداً وانصهرت القبائل فى بوتقة واحدة، وكانت ملحمة طيبة جداً طرحت المشكلات بوضوح بالاخذ والعطاء، وتباينت الرؤى ومن ثم اتجهنا نحو لم شمل الكلمة بفضل الله وبجهود الاخوة فى دولة تشاد، وقيادات ابناء دارفور بالحكومة اسهموا فى انجاح هذا الملتقى، وكان من المتوقع اطالة امده نسبة لصعوبة المهمة وتعقيدها، لكن مشيئة الله كانت اقوى، واستطاع الملتقى احراز نسبة نجاح عالية دون الحاجة إلى وسطاء آخرين، وفى فترة زمنية وجيزة وصلنا إلى اتفاق واتى بمخرجات طيبة جداً، لكن تكمن المسألة الآن فى كيفية التنفيذ اذا ما وضع لها آليات واضحة وفاعلة دون مضايقات، ووجود معينات للتنفيذ هو الحل الحاسم من خلال رؤيتى لحل قضية دارفور، لكن يبقى السؤال فى كيفية انزال المخرجات الى ارض الواقع، وهذا يتوقف على جدية الحكومة فقط، وبالتالى غياب المتمردين لم يشكل هاجساًَ او اثراً فى مداولات ام جرس نسبة لتباين القبائل التى شاركت فى الملتقى، وكيف يكونون على قلب رجل واحد من اجل القضية، وهذا الاهم وهى اللبنة الاولى، ومن ثم تتم اضافة المتمردين اذا رأوا توحيد اهل دارفور، وحتماً فى نهاية المطاف لا بد لهم من الأنصياع ومواصلة الركب الى وطاولة التفاوض لدفع عجلة السلام سواء كان بالحوار من اصحاب المصلحة ام بغيره، ومن اجل نبذ الاحتراب والقتال خلال المرحلة القادمة، اما عن المحور المطروح فقد التقينا موسى هلال وكان اللقاء على عجل نسبة لضيق الوقت، ولم نستطع أن نتباحث حول بعض القضايا التى تهم دارفور، وتشريفه للملتقى واحدة من الخطوات الإيجابية، اضافة الى لقائه برئيس الجمهورية وتوضيح وجهة نظره حول خلافه مع الوالى كبر، كما نوجه شكرنا إلى الرئيس التشادى ادريس دبي وله القدح المعلى فى لملمة اشلاء السودان ودارفور. وختاماً خرجنا من الملتقى الذى استطاع توحيد رؤى اصحاب المصلحة والوجعة، اضافة الى لم شمل جميع القطاعات الموجودة فى دارفور من ادارة اهلية ولاجئين ونازحين وحكومة، وكان ملتقى جامعاً لكل ألوان الطيف الدارفورى، ولم يبق سواء التنفيذ كما ذكرت آنفاً.
دمار الحرب
وجه الناظر محمد يعقوب عبد الرحيم عبد الرحمن ناظر عموم قبيلة الترجم شكره الى صحيفة «الإنتباهة» وقال: شاركتنا فى ملتقى أم جرس الذى اقيم بصدد مشكلة دارفور التى استعصى حلها وارّقت مضجع السودان أجمع، وهناك اوار الحرب الذى قضى على «الاخضر واليابس» فى دارفور، حيث اشار الناظر يعقوب إلى الدور الفعال الذى لعبته دولة تشاد ورعاية ادريس دبي لرأب الصدع الداخلى فى دارفور، اضافة الى نظيره الرئيس البشير الذى استجاب وقبل وايضا بارك مبادرة ام جرس الثانية التي اجمع فيها جميع اهل دافور على أن ما يدور الآن من احتراب آن الآوان ان ينتهى لأنه لا يصب فى مصلحة اهل دارفور ولا السودان، وأضاف قائلاً: ناقشنا بحرية تامة دون اية توجيهات، والنقاش كان موضوعياً في حول كل المهددات الامنية فى دارفور، اما عن التوصيات التى خرج بها الملتقى فتتمثل فى الآتى اولاً: لا حرب فى دارفور بعد اليوم، ثانيا مناشدة الحركات الانضمام إلى ركب السلام رغبة في اجماع اهل دارفور، مبيناً ان ام جرس ليست ملتقى تفاوضياً، وبالتالى كان الغرض منها اجماع اهل دارفور ومناشدة الحركات الانضمام لذلك، وغيابهم لم يؤثر باى شكل من الاشكال، اما اذا لم يستجيبوا للدعوة هذا شئ آخر، وايضا هناك توصية اخيرة وهى مناشدة الحكومة والقوات المسلحة على اجماع اهل دارفور نبذ الحرب والقتال، اضافة الى توصية اخيرة للادارات الاهلية وقيامهم بمهام حفظ الامن ولملمة مشكلات دارفور للخروج من الحروبات القبلية، ونحمد الله أن كل الادارات الاهلية توافقت على ان لا حرب بعد اليوم. وفى اعتقادى الملتقى حظي بنجاح منقطع النظير، اما الآن فإن الكرة فى ملعبين الاول هو استجابة الحركات لهذا النداء، اما الملعب الثانى فهو أن الدولة يحتم عليها واجبها ايجاد آلية مناسبة لتنفيذ مقرارات ام جرس بالحرف الواحد. وأكد الناظر يعقوب ان مناشدة المتمردين والاتصال بهم لا تقع فى دائرة اختصاصات الادارة الاهلية، لكن منذ اليوم سنوجه نحن في الادارة اهلية الدعوة للمتمردين وارسال الوفود لاقناعهم عبر اللقاءات، وهؤلاء المتمردون ليسوا بعدين ويوجد اغلبهم فى المنطقة معنا، منوها بأن المتلقى الاول كان خاصاً بأبناء الزغاوة نسبة لأن هذا التمرد معظمه من قبيلة الزغاوة، اما البقية نجدهم انجروا فقط نحو المسألة، واجماع الزغاوة فى حد ذاته يمثل حلاً بنسبة 50% من الازمة، اما قبيلة الفور فلهم الثقل الاكبر فى دارفور اضافة الى مكانتهم التاريخية فى المنطقة، لكن بعضهم انجروا وراء عبد الواحد فى التمرد مما ادخلهم فى متاهات كبيرة، واصبح هو الآمر والناهى حتى على النازحين فى المعسكرات، فالملتقى ناقش توفر المناخ المناسب للنازحين حتى يتمكنوا من العودة الى مناطقهم مجدداً، لأن هناك من بينهم له اجندات سياسية لا تخدم قضية دارفور، ولو أفرغت الدولة كل خزينتها لا تستطيع اعمار ما دمرته الحرب فى دارفور منذ اندلاعها، وما حدث فى دافور قدر نسأل الله يلطف بأهلها منه.
التحاق موسى هلال بام جرس إضافة حقيقية للسلام
قال السلطان عبد الرحمن ادم ابو سلطان عموم قبيلة الداجو بجنوب دارفور محلية بليل لـ «الانتباهة»: نحن كادارة اهلية من واجبنا تمليك الحقائق للرأى العام مجردة من كل شيء وحقيقة ملتقى ام جرس افرز نجاحاً وحراكاً فى قضية دارفور واستطاع هذا الملتقى جمع كل اهل دارفور وتنادوا للسلام الذى نراه قريباً فقط اذا صدقت النوايا، ونحن فى الادارة الاهلية نرى اذا صدقت ايضا الدولة ونفذت ما عليها حتما سيأتي السلام فى دارفور وأضاف السلطان عبد الرحمن قائلاً: نثق جداً فى مخرجات الملتقى الذى اوصى فى المقام الاول بالنازحين فى المعسكرات حيث نجد جميع المعسكرات «كلمة، دريج وعطاش» جميعهم يقعون فى دائرة سيطرة الداجو بجنوب دارفور، ومن هذا المنبر اناشد الدولة حسم التمرد من خلال البدء الفورى في تطبيق ما خرجت به كل الملتقيات السابقة وتنفيذه يتم عبر القواعد والمرور على كل الولايات لتنوير المواطنين بضرورة احلال الامن والاستقرار فى دارفور، وهذا من صميم عمل الادارة الاهلية ونشر السلام، ونقول للمتمردين أرضاً سلاح ولا للبندقية بعد اليوم، واخيراً فى تقديرى التحاق موسى هلال بالمتلقى وركب السلام يعد اضافة حقيقية وانجازاً لسلام دارفور.
دارفور من اغنى اقاليم السودان
أكد الناظر احمد السمانى البشر ناظر عموم قبيلة الفلاتة بجنوب دارفور لـ «الإنتباهة» قائلاً: حتما هذا الملتقى سيسهم إسهاماً كبيراً فى حل قضية دارفور ويدعم حالة التعايش السلمى بين القبائل، لأن قضية دارفور شكلت تحدياً كبيراً للسودان وللقارة الإفريقية وللمجتمع الدولى، الأمر الذى دعا كل أهل دارفور إلى أن يتنادوا إلى دعوة الرئيس التشادى إدريس دبي لبلورة الرؤى والأفكار للخروج برؤية شاملة لحل مشكلة دارفور، حيث اطلقت مبادرات ملحة من كل القوى السياسية واهل دارفور من قبل، وقال الناظر احمد ان فكرة الملتقى نفسه تشير إلى ان هنالك اتجاهاًَ صحيحاً يؤكد صدق النية فى حل ازمة دارفور ومصلحة السودان، واتمنى ان نوفق فى ما نسعى له وازالة الحسد من قلوبنا من اجل بناء هذا السودان ونبذ المصالح الشخصية، وقال الناظر البشر: لماذا السودان فقير ودارفور تتمتع باغنى الموارد الطبيعية سواء أكان فى الارض ام فى باطنها، واصفا اقليم دارفور بالغني فى كل الموارد، لكن بعد الاستقلال للاسف لم نجتهد او نسعى إلى استخراج تلك الموارد وتوظيفها للمصلحة العامة، مبيناً ان هذا الملتقى استطاع ان يحقق ما لم يحققه اى منبر آخر، وقال: اسأل الله ان نوفق على تنفيذه كما ينبغى من اجل دارفور والاستقرار والامن.
ام جرس جمع اهل دارفور على كلمة سواء
الجار بشارة الجار ممثل ناظر عموم قبيلة التعايشة قال في حديثه لـ «الإنتباهة»: جئت ممثلا لناظر التعايشة الذى غاب عن هذا الملتقى الجامع الذى جمع اهل دارفور على كلمة سواء، وغياب الناظر نسبة لتحضيره مؤتمراً تفاوضياً بين التعايشة والسلامات فى نيالا، اما من ناحية الملتقى فقد كانت فرصة وسانحة طيبة وموفقة لأهل دارفور خاصة للاعيان والركائز من الادارة الاهلية واجتماعهم بمكان واحد من اجل تباحث الآراء بينهم فى ظل توفر المناخ الطيب والمناسب من قبل اهلنا فى ام جرس، وقد تناولنا بوضوح واسهاب كل ما يصب فى مصلحة اهلنا فى دارفور واملنا عليه، وقمنا بتسليم المخرجات والمسودة لفخامة الرئيس البشير، وهى الآن بطرفه. وأشار الجار الى اهم نقطة تم تناولها هى القبائل الحدودية المتداخلة من اقصى الشمال الى الغرب، لذلك لا بد من الجوار الآمن من اجل التعايش السلمى لكل القبائل الحدودية فى المنطقة.السلطة القضائية فيها وممثل الدولة ايضاً، وبهذا المفهوم قامت الادارة الاهلية فى دارفور التى تتمتع وتحظى باحترام الجميع بهذا الدور، ولعبت الادارة دوراً فعالاً سيما فى قضية وازمة دارفور التى احتلت المنابر الدولية والاقليمية والمحلية، واقيم أخيراً ملتقى أم جرس بدولة تشاد بمبادرة من الرئيس التشادى ادريس دبي حول السلام والأمن ودعم التعايش السلمي في دارفور بين القبائل، واستعدادهم للمساهمة في إيقاف الدمار والاقتتال بالمنطقة. والادارة الاهلية فى دارفور كانت صاحبة الفضل الاكبر في إنجاح هذا الملتقى.
صحيفة الإنتباهة