إنهيار أسعار البصل لـ(30) جنيهاً للجوال في ولاية نهر النيل
وقال رئيس اتحاد مزارعي ولاية نهر النيل “الرشيد فضل السيد الحسن” إن المزارعين في الزيداب، العالياب، الفاضلاب، كبوشية، السيال وقندتو ومشروع الأمن الغذائي بالدامر في هذا الموسم مهددون بالإعسار وسيكون مصيرهم إلى السجن نسبة لانخفاض أسعار البصل بين (25) إلى (30) جنيهاً، في مقابل أن زراعة الجوال تكلف (130) جنيهاً أي بخسارة (100) جنية عن كل جوال.
وأبلغ “الرشيد” (المجهر) أمس (الاثنين) أن هذه الخسارة أدت إلى ترك المزارعين للمحصول دون حصاده وتركه لـ(البهائم).
وأشار إلى أن المساحة التي زرعت بالمشروع تبلغ أكثر من (1000) فدان في مشروع الزيداب فقط بتمويل من البنك الزراعي وتمويل ذاتي. وانتقد “الرشيد” عدم اهتمام المسؤولين في الدولة بتسويق المحاصيل الشتوية التي حققت إنتاجاً باهراً وكانت تسوق بدولة الجنوب لكن إغلاق الحدود أدى إلى تكدسها.
وقال: (الدولة اهتمت بكهربة المشاريع الزراعية وتوفير الري الجيد لكن نحن هزمنا من ناحية التوسيق ونطالب بفتح الصادر بأسرع ما يكون لإنقاذ منتج البصل خاصة في ظل عدم وجود تخزين وتصنيع). وتوقع دخول عدد كبير من مزارعي نهر النيل السجون.
ونبه إلى أن بعض المنتجات لم يجدوا لها تسويقاً وانخفضت أسعارها حيث انخفض سعر جوال الكسبرة من (700) جنيه إلى (250) جنيهاً والبطاطس امتلأت بها الثلاجات، أما الطماطم فلجأ المزارعون إلى طريقة بدائية بتجفيفها وتساءل (كيف يكون عندنا منتج الطماطم متوفر ونستورد معجون الصلصة من تركيا واليونان).
صحيفة المجهر السياسي
سيف جامع
يبدو أن ثقافة (العرض والطلب) بعيدة عن عقول السودانيين الذين آلوا على أنسهم أن تكون بضائعهم مرتفعة الثمن بدون أي مبرر ومن ثم يضعون أسباب وارتفاع وغلاء الأسعار لأسباب واهية فتارة يقولون أن الدولار مرتفع وتارة يقولون أن تكاليف الزراعة باهظة وتارة يضعون اللوم على الجبايات والضرائب الباهظة وتارة الى ارتفاع أسعار الجازولين وتارة الى ارتفاع أسعار النقل . (وهذا هو البصل يؤكد أن لا أسباب مما ذكر في ارتفاع الأسعار) !!
ولكنهم بالمقابل إذا أنخفض سعر سلعة ما – تقوم الدنيا ولا تقعد وأن المزراع سيدخل السجن وأن تكاليف البيع أرخص من تكاليف الصرف على المنتج وهكذا دواليك ندور في دوامة لا ندري متى تنتهي (اللهم الطف بنا ) .
شخصي الضعيف مقيم في السعودية منذ أكثر من ثلاثين عاماً وعندما حضرت إليها قبل ثلاثين عاماً وجدت سعر البطاطس بثلاثة ريالات سعودية وكنت كلما حضرت إلى السودان أجد أن سعر البطاطس يتغير يوماً عن يوم كذلك اللحوم كذلك المواد الأخرى وجدتها تتغير يومياً من سعر إلى سعر أعلى بسبب وبدون سبب ولكن الحصيلة هي جشع القابضين على الأمر . لدرجة أن سعر كيلو الضاني السواكني السوداني في السعودية أرخص من السودان كذلك سعر سكر كنانة!!
نعود الى قصة سعر البطاطس فبعد قضاء اجازتي بالسودان أعود مرة أخرى الى السعودية فأجد سعر البطاطس كما هو (ثلاثة ريال فقط) !! كنت اراقب واتابع هذا الأمر بتعجب شديد !!
في السنوات الأخيرة أي هذه السنين انخفض سعر البطاطس الى ريالين فقط حتى وصل هذه الأيام (سعر الكيلو منه بواحد ريال ونصف وفي بعض المحلات بواحد ريال فقط) لم نسمع أن أحد المزارعين قال أنه تضرر من إنخفاض سعره – بل وجدنا تجاوياً ومنافسة نظيفة بين المنتجين والمشترين والبائعين . (الآن سينبري لي بعض الجهلاء ليقولوا لي أن البطاطس مدعوم من الحكومة – وأنا أقول أن البطاطس ليس مدعوما ولا يحزنون – ولكن كثافة الانتاج والوفرة والجودة النوعية فرضت هذه المنافسة وجعلت منه بضاعة رخيصة ومتداولة وعن تراضي كل الأطراف ومكسب قليل دائم بالحلال أطيب من ربح كثير بالحرام .
تم اختياري للبطاطس كعينة فقط لأنها غذاء رئيسي يومي يدخل في كل البيوت ومتداول في كل المطاعم والكافيتيريات والوجبات السريعة وغير السريعة على مدار اربعة وعشرين ساعة ومع ذلك لم يرتفع سعره والحمد لله النفوس متطايبةوالربح منه يصل المليارات .
سؤال : هل علينا في السودان أن نسلم جدلاً ونستسلم ونرفع الراية بأن الأسعار لا بد أن ترتفع ؟؟
وهل علينا أن نضع في حساباتنا أن لا تنخفض الأسعار مهما كانت الأسباب ؟؟
المشكلة أن القائمين على الأمر هم الذين يقومون بترويج الدعايات المضادة لما يضرهم ولا ينفعهم ثم يريدون منا أن نقف معهم فيما يضرنا .
ثم لماذا لم يحتج العمال والقائمين على الذهب عندما انخفض سعره ؟؟
يا جماعة ربح قليل بالحلال مستمر مبروك أكثر فائدة من ربح كثير بالحرام .
هذا الأمر ينطبق على الوزراء في كل وزارة والولاة في كل ولاية – فهم يغالون في تجهيز الميزانيات واصطياد أكبر قدر ممكن من المال السايب لصالحهم دون وجه حق وطبعاً يأخذون ما يأخذون بالموالاة والمجاملات والمحسوبية على حساب هذا المواطن المسكين (لكن يوم القيامة قريب ) !!