السودان ودولة جنوب السودان يحددان الأسبوع القادم لحسم قضايا البترول
وأبان رئيس الجمهورية المشير عمر البشير في تصريحات صحفية مشتركة قبيل مغادرة رئيس دولة جنوب السودان للخرطوم بأن المباحثات بين الجانبين قد تطرقت للعلاقات بين البلدين وسبل تطويرها وإنفاذ الاتفاقيات الموقعة بينهما، مشيراً إلى أنهما اتفقا مع بعضهما البعض لتحقيق السلام والأمن في جنوب السودان وفي السودان.
وأكد الرئيس البشير بأن الزيارة تأتي في إطار تبادل الزيارات والمشورة والاتصال بين القيادات بين البلدين من أجل الدفع بالعلاقات لمراحل أرحب، مشيراً إلى أن الزيارة حققت الغرض المرجو منها معبراً عن ثقته في دفعها للعلاقات للأمام.
من جانبه عبر رئيس دولة جنوب السودان عن تقديرهم في دولة جنوب السودان لكل المساعدات التي قدمها السودان حكومة وشعباً للجنوبيين منذ موسم الفيضانات وحتى استقبالهم الآن بعد اندلاع القتال في جنوب السودان.
وأبان سلفاكير أن الطرفين قد اتفقا خلال الزيارة على آليات لتفعيل كل الاتفاقيات المتفق عليها وإنفاذها في القريب العاجل.
هذا وقد شهدت زيارة سلفاكير التي استغرقت قرابة الأربع ساعات جلسة مغلقة بين الرئيس البشير والرئيس سلفاكير استغرقت قرابة الساعتين تلتها اجتماعات منفصلة بين نظراء البلدين في مجالات الدفاع والأمن والبترول ورجال الأعمال والتجارة والشئون المالية وممثلي الإدارة المؤقتة لمنطقة أبيي من جانب الطرفين.
في مؤتمر صحفي قصير لسفير السودان بجوبا د. مطرف صديق أكد الأخير أنه تم التأمين على ما تم الاتفاق عليه من قبل بإنشاء المؤسسات الإدارية للمنطقة مؤكداً في رده على سؤال آخر التزام السودان وفقاً لما جاء في آخر اجتماع لمجلس الأمن الدولي بخصوص المنطقة وذلك الداعي إلى سحب كل القوات النظامية خارج أبيي واعتبارها منطقة منزوعة السلاح.
ونفى د. مطرف وجود اتفاق بين السودان ودولة جنوب السودان على إنشاء قوات مشتركة بين البلدين قائلاً أن ظروف الجنوب الداخلية لاتسمح بذلك بيد أنه أخذ بإمكانية أن يكون ذلك تفكيراً يمكن أن يكون في المستقبل خاصة وللسودان تجربة في القوات المشتركة مع دول جوار مثل تشاد وأثيوبيا.
أيضاً نفى د. مطرف تقدم السودان بطلب للمشاركة في قوات الايقاد الأرضية المقترح إحلالها محل القوات اليوغندية الموجودة الآن على أراضي دولة جنوب السودان.
وتورد أخبار اليوم فيما يلي نص التصريحات المشتركة للرئيس البشير والرئيس سلفاكير بمطار الخرطوم عقب الزيارة والتي جاءت قصيرة حيث بدأها رئيس الجمهورية قائلاً
نرحب بكل الأخوة الإعلاميين نحن سعدنا اليوم بزيارة كريمة من الأخ سلفاكير ميارديت رئيس جمهورية دولة جنوب السودان ووفد رفيع مرافق لسيادته وجرت مباحثات ثنائية بين الطرفين تطرقنا فيها إلى العلاقات بين البلدين وتطويرها وتنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين البلدين وأيضاً تحدثنا عن الأوضاع الأمنية في البلدين، واتفقنا أيضاً أن نتعاون مع بعضنا البعض لتحقيق السلام والأمن في جنوب السودان وفي السودان.
مراحل أرحب:نحن نقول الزيارة تأتي في إطار تبادل الزيارات والمشورة والاتصال بين القيادات في البلدين لدفع العلاقات لمراحل أرحب وكلنا أمل إن شاء الله أن يتحقق السلام والأمن في البلدين وأن يتم تطبيع العلاقات وفتح الحدود لتبادل المنافع بين البلدين.
أدت أغراضها:
نحن نقول الزيارة أدت الغرض منها وإن شاء الله ستكون فيها دفعة قوية للعلاقات بين البلدين للأمام ومرحباً بك مرة أخرى أخ سلفا والفرصة لك لمخاطبة الإعلاميين
بالعربي بس:بدأ رئيس دولة جنوب السودان حديثه قائلاً كنت طبعاً دائر إتكلم بالانجليزي ولكن الأخ رئيس الجمهورية طلب مني أتكلم بالعربي ولكن أنا ما بعرف عربي وكدي نجرب.. أنا سعيد جداً أكون في الخرطوم اليوم وهذه زيارة متأخرة كان من المفترض أن تتم من بدري وهي تلبية للزيارات المتبادلة وكان المفروض (أجي) بعد ما ألأخ الرئيس البشير زار جوبا، المفروض كان أجي طوالي وراه لكن أنا ماجيت لأنكم تعرفون المشاكل الحاصلة في الجنوب والآن جئت هذا النهار
آليات تفعيل وتنفيذ عاجل:
الزيارة ناقشنا فيها أشياء كثيرة تبدأ بكل الاتفاقيات الموقعة بين الدولتين، ثم تطرقنا للمشاكل التي تهم الاقليم والدولتين، ومشاكل بتاعة المنطقة عامة، فنحن توصلنا إلى اتفاقيات في كل النقاط واتفقنا على آليات لتفعيل كل الاتفاقيات المتفق عليها وإن شاء الله سيتم تنفيذ هذه الاتفاقيات في القريب العاجل.
حا. نرجع تاني للخرطوم:
وأضاف سلفاكير قائلاً: نحن متوقعين نجي زائرين للخرطوم تاني ومش نجي في ساعتين ثلاث كدا ونجي ونأخذ أسبوع كامل في الخرطوم علشان نقابل ناس كثير حتى بعد داك الواحد يعود لجوبا.
شكراً لكم وما بننسي:
نحن ما عندنا أي كلام نقولوا غير ما نشكر رئيس جمهورية السودان وكل الحكومة والشعب السوداني على كل المساعدات التي قدموها لنا أيام الكوارث (بتاعنا) بداية من الفيضانات وإلى مشاكل الحرب في المنطقة ونزوح المواطنين في المنطقة ونحن مبسوطين بيكم كلكم لإستضافة المواطنين الذين وصلوا للسودان بعد أن مشوا للجنوب. هذه كلها حاجات ما بننساها ولازم نحن يومياً نشكر الحكومة والشعب في السودان وشكراً جزيلاً.
وبعد ذلك عقد د. مطرف صديق سفير السودان بجوبا مؤتمراً صحفياً كشف فيه ما دار في المباحثات مشيراً إلى لقاء ضم ممثلي الإدارة المؤقتة لأبيي من الطرفين.
كما أشار إلى عقد الطرفين إلى اجتماعات على المستوى الوزاري حيث اجتمع وزير الدفاع ومدير جهاز الأمن الداخلي بنظرائهم من دولة جنوب السودان واجتماع لوزراء المالية والتجارة ورجال الأعمال من الجنوب ومجموعة أبيي مشيراً إلى ان كل المجموعات اجتمعت على انفصال وتداولت بشكل مكثف في الشأن الثنائي.
تفاهمات كبيرة:وأشار السفير مطرف صديق إلى أن تفاهمات كبيرة قد حدثت كما تم التواعد على مواصلة العمل خلال أسبوع في مجالي البترول ومجال الأمن والدفاع وسيأتي وزير الدفاع ووفد مرافق مرة أخرى للسودان لإكمال مباحثات ما تم الاتفاق عليه في الزيارة السابقة لوزير الدفاع لأن الزيارة كانت قصيرة ولم يكن هناك وقت كافي لمعالجة كافة المشاكل، ونحن كان هناك اتفاق من حيث المبدأ لانفاذ كل ماتم الاتفاق عليهم من اتفاقيات التعاون المشترك بين السودان وجنوب السودان.
لا للتدويل:وكذلك تطرقت المباحثات للوضع في دولة جنوب السودان والتحديات الأمنية والدور الاقليمي المطلوب في إطار مبادرة الايقاد لإحلال السلام في جنوب السودان، والسودان كما تعلمون له دور محوري باعتبار أنه عضو مؤسس في الايقاد وأحد أطراف الوساطة الثلاثية يرأسه سيو مسفيني والدابي والجنرال سيمبويا فالسودان له دور وكذلك اطمأن على سير المفاوضات وضرورة أن تبلغ مبادرة الإيقاد نهايتها بإحلال السلام في جنوب السودان وأن يجنب جنوب السودان محاولات التدويل وخير للجنوب وخير للسودان أن يحدث استقرار وحل سلمي بدل أن يكون هنالك حل عسكري في جنوب السودان.
وأختتم د. مطرف قائلاً أن هذه تقريباً مجمل الموضوعات التي تم التطرق إليها وهناك قدر كبير من التفاهم وحاجة لمزيد من العمل في مجال دفع إنتاج البترول وإنفاذ المنطقة الحدودية المنزوعة السلاح والترتيبات الأمنية الأخرى متعلقة بالدعم والأيواء
انكفاء على الذات:
وتم فتح باب الاسئلة وقال د. مطرف في معرض رده على سؤال حول إن كان قد تم الاتفاق على مقترحات عملية فقال نعم هناك مقترحات عملية كما قلت هناك جزء منها تحت التنفيذ ولكن الوضع في جنوب السودان عطل التنفيذ باعتبار أن جنوب السودان أصابه شاغل بوضعه الداخلي وأنكفأ على ذاته في فترة من الفترات والآن يحاول أن يستجمع أطرافه وأن يعود دوره الأقليمي بالذات الاتفاقات الثنائية بين السودان وجنوب السودان وبينه وبين الدول الأخرى وهذه الزيارة للرئيس سلفاكير ليست الأولى وسبقتها زيارة إلى كينيا وغالباً ستتبعها زيارات لدول الأقليم الأخرى فالجنوب بدأ يجمع أطرافه وحتى لا ينشغل بنفسه بالكامل وينسى اتفاقيات مهمة مثل اتفاقيات التعاون مع السودان، ولكن الظروف الأمنية الداخلية لجنوب السودان حتمت عليه أن ينكفئ على ذاته ونحن لا نلوم حكومة الجنوب ولانتهمها بالتقصير ولكن الواقع العملي وبالذات المنطقة الحدودية بين السودان وجنوب السودان تعاني ما تعاني وما عادت الأمور طبيعية كما كان عليه الحال قبل يوم 15/ديسمبر.
عودة وزير دفاع الجنوب:
وقال د. مطرف في معرض رده على سؤال حول عودة وزير دفاع دولة جنوب السودان خلال الأسبوع القادم أنه سيعود لمتابعة ما أتفق عليه خلال زيارته الأخيرة قبل أسبوعين بتشكيل لجان تنفيذية لإنفاذ الاتفاقيات في المجال العسكري وتحديداً فيما يتعلق بالمنطقة الآمنة المنزوعة السلاح وتحديد الخط الصفري وتحديد المعايير المتفق عليها.
الوضع الانساني:
وأضاف صديق قوله كذلك في ما يتعلق بالوضع الإنساني هناك وضع وتطور سالب والآن عندنا أكثر من 32 ألف نازح من جنوب السودان أتوا إلى ولايتي النيل الأبيض وجنوب كردفان وسنار وهم يعانون من ظروف والسودان يحاول أن يخفف من حدة الأزمة في جنوب السودان وأن يستقبل مثل ما استقبلت دول جوار أخرى لاجئين وتنسق مع المنظمات الاقليمية والدولية لحسن استضافة هؤلاء والسودان قدم عرض بأن يعامل الجنوبيون معاملة السودانيين من فرص العمل والتنقل والسكن وغيره وفقاً للحدود المرنة واتفاقيات الحريات الاربع التي سبق الاتفاق حولها.
ونفى د. مطرف في رده على سؤال حول اتفاق قوات على الحدود المشتركة بين البلدين قائلاً ليس هناك اتفاق مثل ذلك الاتفاق ولم يتم بحثه في أية مرحلة من المراحل وأنه فقط هناك تركيز على المنطقة الحدودية الآمنة منزوعة السلاح وإعادة انتشار القوات خارج هذه المنطقة ونحن لم يحدث أن تم اتفاق في هذا وهذا حديث ورد فقط في الإعلام ولكن لم يرد في تداول الرؤساء المباشر ولافي لقاءات وزراء الدفاع، ولكن يمكن أن يحدث هذا تفكير في المستقبل باعتبار أنه حدث مع دول أخرى كنموذج مع تشاد وأثيوبيا وغيرها.
ولكن الآن الظرف داخل جنوب السودان لايتيح مثل هذه الأشياء.
ليس على إنفراد:
السودان عضو في مجموعة الايقاد ويعمل ضمن هذه المجموعة وليس له موقف منفرد وإنما يعمل ضمن منظومة الايقاد، وبالتأكيد هو من أكثر الدول التي تتأثر بما يدور في جنوب السودان وتتوقع أن يكون دورنا دور فاعل وموجب في إنهاء الصراع بأسرع ما يمكن بإنفاذ اتفاقية وقف العدائيات التي تم التوقيع عليها وطي صفحة الحرب والدخول في تفاوض جاد سياسي لمعالجة كل الأزمات سواءاً أكان على مستوى الأيقاد أو على المستوى الداخلي في جنوب السودان بالحوار الداخلي الجنوبي جنوبي ليشمل الجميع حتى يتجاوزوا هذه المرحلة.
ملف أبيي:
ورداً على سؤال حول ملف قضية أبيي والجديد فيه قال د. مطرف أنه ليس هناك جديد وفقط تم التأكيد على ماتم الاتفاق عليه سابقاً بإنشاء وتكوين المؤسسات الانتقالية توطئة للدخول في مرحلة الوضع النهائي للمنطقة.
البديل للقوات اليوغندية:
ونفى د. مطرف صديق أن يكون السودان قد طالب بالانضمام للقوات التابعة للأيقاد التي من المفترض أن تحل محل القوات اليوغندية مشيراً إلى ان عضوية السودان في آلية التفاوض وآلية المراقبة ولم يتقدم السودان بالمشاركة ضمن القوات الأرضية التي ستكون في جنوب السودان.
صحيفة أخبار اليوم
ت.إ[/JUSTIFY]