رأي ومقالات

خالد حسن كسلا : المقارنة فاسدة يا مؤمن الغالي

ومؤمن الغالي الكاتب الصحافي في «آخر لحظة».. يتمتع بالفعل بنسايم الحرية السياسية التي يستنشقها بقلمه الأنيق. الأستاذ مؤمن «يساري» أدمن الكتابة في الصحف اليومية من «الأيام» بعد المصالحة على ما أظن إلى «الحياة السياسية» إلى «آخر لحظة». لكن من من اليمينيين مسموح له بالكتابة في الصحف اليسارية؟!

هل بإمكاني أن أكتب في صحيفة «الميدان» وأعبر عن مواقف «الرجعية»؟!. لنبدأ من هذه النقطة، والأستاذ مؤمن يقول بأسلوبه الأدبي: «ومازلت أتجول حافي حالقاً آمناً مطمئناً في ردهات النادي الكاثوليكي فقط لأني في حراسة أحبابي الأخوان». ووضع «الاخوان» هكذا بين قوسين وكأنه يريد «جماعة الاخوان المسلمين».. سواء هنا أو خارج البلاد. فالماركة مسجلة حتى لو تغير الاسم فهي ماركة عالمية مسجلة. والنادي الكاثوليكي يقصد به دار المؤتمر الوطني. وهل يمكن يا «مؤمن» أن نقول «الجبهة المعادية للاستعمار» ونحن نقصد الحزب الشيوعي. لم تكن معادية للاستعمار تلك الجبهة، ولم يعد هذا نادياً كاثوليكياً، لا أدافع عن ولا أهاجم تلك. لكن دعونا ألا نسمي المدينة المنورة «يثرب». لكن «الغالي» يريد أن يهمز ويلمز. لكن المهم في الأمر هو أن الأستاذ مؤمن علّق على إجابات دكتور نافع على بعض الصحف. وكان السؤال: كيف تجرى الانتخابات والمؤتمر الوطني في الحكم؟! لم يقل نافع وأين تريدون أن يكون المؤتمر الوطني لتجرى الانتخابات بل قال: «منذ الاستقلال كانت الانتخابات تجرى وهناك حكومة قائمة». لكن طبعاً الصحيفة السائلة تقصد أن مجرد وجود المؤتمر الوطني في الحكم يعني انتفاء النزاهة في الانتخابات، لكن هل هناك قانون دولي أو إقليمي أو محلي يمنع أن يذهب المؤتمر الوطني من الحكم حتى تكون الانتخابات نزيهة؟! وأية حكومة يمكن في ظلها أن تكون نزاهة الانتخابات مضمونة؟!

إن ورطة الأحزاب الأخرى ليست في أن المؤتمر الوطني حاكم ومنافس في الانتخابات، وإنما في هزالة تنظيمها في الساحة وتراجع عضويتها. ففي يوم 6 أبريل كانت الأحزاب رغم محاصرة نشاطها تملك القواعد التي يمكن أن تضغط بالخروج إلى الشارع لتنفيذ العصيان المدني وليس الخروج لحرق الطلمبات والمركبات العامة والمحال التجارية. وإذا كانت القوى المعارضة الآن ترى أن بطش الحكومة لا يسمح بالتأثير على وجودها، فهذا يعني أن حكومة نميري ناعمة وكل ما قامت به في حدود حق الدفاع الشرعي إلى أن سقطت بنعومتها. وتكون بذلك القوى الحزبية حينذاك قد جنت على الشعب الذي استبدلت له «مايو» بـ «يونيو».

المؤتمر الوطني يمكن أن يكون في الحكم لكن لا يخوض الانتخابات. وهذا إذا حدث سيتهمه البعض بأنه زوّر الانتخابات للفائز سواء أكان حزب الأمة القومي أو الاتحادي الديمقراطي في صورته الموحدة طبعاً. لأن الختمية وحدهم لا يشكلون قاعدة عريضة يعتمد عليها في المنافسة الانتخابية مع قاعدة حزب الأمة.

مؤمن يقول متسائلاً بشكل غريب: «هل يمكن أن يفوز أي حزب أو أية أحزاب مؤتلفة ومجتمعة على الحزب الوطني في عهد مبارك حتى ولو أشرف على تلك الانتخابات مجلس الأمن بأعضائه الخمسة عشر؟ وهل يمكن لأي حزب وطيلة عهد صدام أن يفوز على حزب البعث العربي الاشتراكي، وهل يجرؤ أحد على أن يخوض أو حتى يفكر مجرد التفكير في منازلة اللجان الثورية في عهد المطمور القذافي؟!».. انتهى تساؤل مؤمن.

وأقول لك يا مؤمن يا صاحب الاسم الجميل «رضي الله عن أبيك» أقول لك وهل تسمِّي الانتخابات أيام مبارك انتخابات؟! «تكون غلطان لو سميتها».. وهل في عهد صدَّام كانت تجرى انتخابات تنافس البعث؟! قل لنا بالله!. وهل كانت في ليبيا دولة سوية أيام القذافي بجيش قومي دعك من نظام انتخابات؟!. هذه يا مؤمن مقارنة فاسدة. والآن أحسب كم مجموعة منشقة من المؤتمر الوطني «ديل لو كانوا في ليبيا القذافي أو في عراق صدام كان وروهم المكشن بلا بصل» المقارنة فاسدة رحمك الله. وأحمد الله «جات على كدا».

صحيفة الإنتباهة
ع.ش