رأي ومقالات

علي نايل : مستشفى ابراهيم سعيد بالجزيرة اسلانج يستغيث بوالي الـخرطوم ووزير الصحة

[JUSTIFY]بداية لا ننسى بأن الفضل لأهل الفضل.. ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله.. فقد كان للمرحوم ابراهيم سعيد السيد الفضل الأول في بناء أول مستشفى بالجزيرة اسلانج في قلب الريف الشمالي لمحلية كرري، وقد كانت البداية (مركز صحي) ومن ثم تم تطويره الى مستشفى تم افتتاحه عام 1987م- وقد استفاد منه أهل ريفي شمال أم درمان من وادي سيدنا وحتى حدود ولاية الخرطوم، ولا ننسى اهتمام وزارة الصحة وقيامها بتجديد وتحديث المباني والتي قام بافتتاحها السيد الوالي د. عبد الرحمن الخضر ووزير الصحة مامون حميدة، وذلك قبل عام ونصف تقريباً وفي ذلك اليوم المشهود- وقد كانت هناك وعود بعدة أشياء أثلجت صدور المواطنين لأنهم موعودون بمؤسسة علاجية متكاملة سوف تريحهم من معاناة البحث عن العلاج عبر السفر الى داخل العاصمة، خاصة وأن سياسة وزارة الصحة الجديدة في عهد وزيرها دكتور مامون حميدة تعمل جادة في نقل العلاج الى أطراف العاصمة والجزيرة اسلانج تعتبر من الأطراف المأهولة وحولها ثقل سكاني يستحق الاهتمام ويستحق أن تنقل له الخدمات الصحية كاملة غير منقوصة..

ولكن نقول بكل أسف فإن مستشفى ابراهيم سعيد بالجزيرة اسلانج وبدلاً من تحقيق الحلم وأن تتحسن خدماته، فقد تدهور الحال فيه بدرجة كبيرة وأصبح المواطن لا يجد فيه أقل متطلبات العلاج، لأن هناك نقصاً كبيراً في الأطباء والكوادر المساعدة من سسترات وتقنيي معامل إلا القلة، والتي لا تكفي الحضور اليومي للعيادة، رغم أن أغلبية هؤلاء من أبناء المنطقة وقد كان هناك وعد باكتمال اجراءات تعيينهم وفق الشروط المطلوبة، ولكن لم يتم ذلك بحجة أن التعيين تم بواسطة الحكومة الاتحادية، وقد كان القرار الواضح من السيد الوالي في تلك الزيارة بأن يتم استثناء المناطق الطرفية ويتم تعيينهم دون إخضاعهم لتلك الشروط..

ومن مشاكل هذا المستشفى هناك معدات معامل حديثة لم يتم تركيبها منذ فترة طويلة نسبة لعدم اكتمال المباني من الناحية الفنية، والمشكلة المهمة الأخرى بأن الدعم الذي يقدم لهذا المستشفى ضعيف جداً وينتهي في اليوم السابع من الشهر، وبهذا يكون باقي الشهر لا وجود لأدوية الطوارئ وهذا يسبب الكثير من المشاكل والحرج لقلة الموجودين من أطباء وممرضين من ذوي المرضى- وهناك من يقول لهم وقاعدين بدون علاج بتعملوا شنو؟ ومشكلة هذا المستشفى تسيب من جانب المدير الطبي والأمين العام، وبدلاً من متابعة العمل بالمستشفى يكونا معظم أيام الأسبوع بالوزارة بحثاً عن الاستحقاقات لعدم وجود مكتب مالي- حسابات- لأن الوزارة قد فشلت في توفير محاسب لإدارة الحسابات بالمستشفى، ومن الضروري أن يسكن المدير الطبي والأمين العام بالقرب من المستشفى حتى يؤديا واجبهما على أكمل وجه. ومن المشاكل عدم وجود مكتب للحسابات، تأخير استحقاقات الاختصاصي المتعاون مع المستشفى والذي يجري أكثر من عشر عمليات في كل أسبوع، ويورد عائد هذه العمليات للوزارة بأكمله دون أن يأخذ استحقاقه منه ولفترات طويلة، وأننا من هذا المنبر نناشد السيد والي الخرطوم والذي تحدث في افتتاح هذا المستشفى قبل عام ونصف، وبشرنا بالكثير بأن يعمل على دعم السيد وزير الصحة لإكمال كل النواقص التي أقعدت هذا المستشفى، وخاصة في أمر زيادة الدعم الذي يقدم له، وخاصة في توفير أدوية الطوارئ وضرورة تكملة مباني المعمل حتى يستوعب المعامل الحديثة، وضرورة اكتمال اجراءات تعيين كوادر المعمل، وهم يعملون الآن متطوعين كما نأمل تكملة النقص في الوظائف من أبناء المنطقة وبها العديد من الكفاءات، والمطلب المهم نرجو تسهيل أمر قبول الطلب الذي تقدمت به منظمة التضامن والتي تكفلت بإنشاء مركز للكلى بالمستشفى باسم الشهيد العقيد هاشم، وهذا المركز ستكون له أهميته لكل منطقة الريف الشمالي لأم درمان، الأمر الذي يستحق الإشارة له أن هذا المستشفى كان له مجلس برئاسة المرحوم كمال محمود محمد الأمين، والذي بذل جهداً مقدراً يستحق الإشادة ويحسب له في ميزان حسناته، وله الرحمة والمغفرة وبعد انتقاله الى الرفيق الأعلى تم اختيار مجلس جديد برئاسة اللواء م. محمد أحمد شنيبو، وهو ومن معه يتابعون هذ المستشفى خلال الخمسة أشهر الماضية في جهد واهتمام، ولكن اخفاقات الجهات صاحبة القرار بوزارة الصحة لم توفقهم في إصلاح الحال، ونحن نعلم بأنهم قد ذهبوا الى كل الجهات بداية بالإدارة العامة للطب العلاجي وإدارة المستشفيات، ولكن بدون جدوى حتى صار هذا المستشفى في نظر المواطنين عبارة عن مبانٍ لا حياة فيها ولا تشبه وزارة الصحة، والتي نشهد لها ونتابع نجاحاتها في كل المرافق الصحية بولاية الخرطوم عامة، ولا ندري لماذا الحال في مستسشفى إبراهيم سعيد بالجزير اسلانج يصل لهذا المستوى المتردي، لماذا يا بروفيسور حميدة؟

إننا نطالبك بزيارة عاجلة للجزيرة اسلانج ونحن نعلم بجهدك وما تقوم به ولابد من نظرة لاسلانج، ولابد أن تقف بنفسك على حالة التردي والإهمال والذي لحق بمؤسسة صحية مهمة، وأهم ما نكرره من عيوب فأنت لا تجد كوادر طبية كاملة وفي كل ساعات اليوم ولا تجد كثيراً من أسباب العلاج الضرورية والمناشدة الأخيرة أوجهها لأبناء وأسرة المرحوم ابراهيم سعيد وهم يعرفون بأني قد وقفت معه شخصياً على تشييد مباني هذا المستشفى حتى افتتاحه، وقد كنت رئيس مجلسه المتابع وأقول لهؤلاء إن هذا المستشفى صدقة جارية وحق شرعي لوالدهم المرحوم ورجل البر والاحسان ابراهيم سعيد، فلا تهملوه وداوموا على زيارته وهو مؤسسة تقبل الزيادة وتحتاج للعطاء المستمر لأنها صدقة دائمة، وتحتاج لعونكم ومساعدتكم ومعذرة لغيابنا عنكم، وأن أفضال والدكم لا تنسى فنأمل ونناشد ضرورة التواصل وضرورة الوقوف من وقت لآخر على أمر هذا الصرح الصحي الكبير، ونكرر بأنه صدقة جارية ستظل تسبح وتحسب لروح المرحوم ابراهيم سعيد له الرحمة والمغفرة.. ونكرر مناشدتنا للسيد والي الخرطوم وكذلك السيد وزير الصحة بالاستعجال لإنقاذ هذا المستشفى من حالة التردي الذي لحق به، ولهم من الله حسن الثواب.

صحيفة آخر لحظة
ت.إ[/JUSTIFY]