فدوى موسى

البشير.. كلام رجال

البشير.. كلام رجال
[JUSTIFY] احتفت كل الوسائط الإعلامية بتصريح السيد رئيس الجمهورية المشير «عمر البشير» الذي أكد فيه أنه لن يترشح مجدداً للرئاسة، ولخص كل المعاني التي تعتمل في فطنته في «كفاية كدا».. بالتأكيد لم يتوصل سيادة الرئيس لأهمية هذه القناعة من فراغ.. بدءاً نحييه على الخطوة التي من خلفها ستكون هناك سلسلة من توالي النشاطات التي ستعم الأحزاب كافة إن كانت تقرأ الواقع السياسي بشيء من الذكاء والفطنة.. ليس قدحاً أو مدحاً.. فقد جاء السيد الرئيس خلال فترة ولايته التي فاقت عمر شاب وشابة من أبناء هذا الجيل كل أنواع المشاعر الشعبية السودانية من وقوف ومساندة وترحاب، وأخفت خلفها بعض الاحساسات حتى بالنسبة للذين أصابتهم مسيرة الإنقاذ في مكمن ما، جعلت لهم خارج حدود الأرض أفضل من حدود داخلها.. وهكذا هو حال الدنيا والسياسة، ولو أنه كان هناك اجماع مطلق لأجمع الناس كافة على دين واحد ومرسل واحد.. إنها سنة الولاء والتعارض والزهد.. وألمح سيادته في ضمنية ناعية للوضع الاقتصادي ذلك عبر إعلانه تطلع السودان إلى دعم القادة العرب ليعينوا على تجاوز الآثار الاقتصادية لانفصال الجنوب، لافتاً إلى وجود مشكلات للسودان مع مؤسسات التمويل الدولية، وهنا مربط الفرس للضغوط الكثيفة.

عموماً «كلام البشير» يحمل في طياته الكثير، وزهده في الترشح يفتح باباً كبيراً كان يسد ذرائعه بميزاته التي يتمتع بها، الشيء الذي جعل كل هذه الفترة محتملة على صعابها وقراراتها، التي ارتبطت بمراحل مصيرية لهذه البلاد، بدءاً من الوصول للخريطة الجديدة للبلاد على مقاييس الأرض والانتقاص، وسوابق سياسية كثيرة اختصت بها هذه البلاد خلال فترة الرئاسة الممتدة أكثر من عقدين من الزمان.

رغم أن واقع الحكم لا يحتمل الكثير من القرارات والتراجع عنها، وفي رؤيتي الخاصة جداً أنه الآن لابد من التفكير بأفق أكبر من حدود ميزات الشخصيات الاعتبارية التي أخذت حظها من فرص التجريب والمحاولات، وأدت في عنفوان شبابها وسعها من طاقة.. وآن الأوان ان تنفتح مرامي كل الدوائر التي تتعلق بدرجات مختلفة بمحور الشخصية أو الكاريزما الى روح التجديد، فالوطن ليس حكراً على أحد بل هو مملوك حر لكل مواطن سيد نفسه في المقام الأول قبل أن تتعدد أمامه الدوائر والولاءات.

قال ولم نقل نحن.. «كفاية كدا».. نظرة تأمل للاستحسان الذي حازته الوزيرة المستقيلة «أميرة الفاضل» الذي يرى فيه الشعب السوداني كله رؤية أخرى غير التي دفعت بها مسوغات استقالتها.. فإن ذات الاستحسان سيمتد ويكون كبير إذا ما عظمت الفكرة ووصلت إلى مؤسسة الرئاسة ذات نفسها.. نعم هناك إيجابيات ولكن أيضاً شهد من الشعب السوداني من السلبيات، الشيء العميق الذي أفرز أدبيات جديدة في فقه القبليات والجهويات والسلطويات والاقتتال والاحتراب.. حتى بات البيت الواحد لميم شتيت ما بين فكرتين نقيضتين ما بين لغة الحوار ولغة الدم.. «تصريح البشير» فتح باباً للجهد الذهني والعصبي للمؤتمر الوطني لاعتماد بديله منذ الآن.. لأن من سيخلف البشير أمامه مهمة صعبة جداً لكنها لابد من تأتي تلك اللحظة طال الزمن أم قصر.

٭ آخر الكلام

ما دام هذا الشعب يهب عندما تحدث ملمات تمسه، فلا خوف عليه من الانهزام الداخلي.. تذكروا كيف هب الشعب بعد سماع نبأ «اوكامبو».. هذا الشعب عظيم يحتاج لإرادة عظيمة وكلام رجال مثل كلام البشير.

..[/JUSTIFY]

مع محبتي للجميع

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]

‫2 تعليقات

  1. [FONT=Arial][B][SIZE=5][COLOR=#1A00FF][COLOR=undefined]باذن الله تعالي سيخلفه آخر يحبه السودان والسودانيين باذن الله أما البشير فنسأل الله تعالي ان يجزيه عنا خير الجزاء بقدر ما قدم وأعطي له الله ،،[/COLOR][/COLOR][/SIZE][/B] [/FONT]