تحقيقات وتقارير

انقسام حاد بحكومة جنوب السودان حول مسؤولية سقوط بانتيو


التقى مفاوضو المعارضة في دولة جنوب السودان أمس، بزعيمهم رياك مشار في منطقة مجهولة في شمال البلاد ، فيما وصل رئيس جنوب السودان سلفاكير ميار ديت، أمس الخميس إلى أديس أبابا، في زيارة رسمية إلى أثيوبيا لم يحدد مدتها، بحسب التلفزيون الأثيوبي. وذكر التلفزيون الإثيوبي أن مساعدة رئيس الوزراء الأثيوبي وزيرة الخدمة المدنية أستير مامو، كانت في استقبال الرئيس سلفاكير في مطار بولي الدولي ، ولم يضف التلفزيون الأثيوبي أية تفاصيل حول الزيارة أو الموضوعات التي ستبحثها، فيما قال مصدر مطلع في تصريحات سابقة لـ«الأناضول» إن سلفاكير التقى خلال زيارته كلاً من رئيس الوزراء الأثيوبي، هيلي ماريام ديسالين، ورئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، دلاميني زوما، ولجنة الوساطة الأفريقية بشأن جنوب السودان الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا «إيقاد«، برئاسة سيمون مسفن ، فيما يلي تفاصيل الأحداث الداخلية والدولية المرتبطة بأزمة دولة جنوب السودان أمس:
مذبحة ضد النوير هاجمت قوة من الجيش الشعبي، المدنيين النوير الذين كانوا يحتمون في مخيم الأمم المتحدة صباح أمس في مدينة بور، ما أدى لمقتل نحو «130» شخصاً ، وبحسب شهود عيان في المعسكر ، فقد قتل جنديان من قوات حفظ السلام لحظة الهجوم ، لكن تقارير أخرى أشارت أن الهجوم أدى لمقتل «13» شخصاً ، أما صحيفة سودان تربيون قالت إن القتلى «30».
إزالة الحواجز وجّه رئيس جنوب السودان سلفاكير ، وزراء الداخلية والدفاع و الأمن الوطني، لإزالة نقاط التفتيش غير القانونية على طول الطرق من العاصمة جوبا إلى ولايات جنوب السودان الأخرى ،وقال كير في توجيهاته للوزراء بأن هناك عدة نقاط تفتيش غير قانونية تؤثر على شركائنا في التنمية، وطالب بالسماح لشاحنات الإغاثة الإنسانية للوصول لمواطني البلاد.
مسؤولية بانتيو انقسمت حكومة جنوب السودان بشكل حاد، بسبب الأحداث التي أدت لسقوط مدينة بانتيو عاصمة ولاية الوحدة، حيث حمّل الضباط العسكريون رفيعو المستوى، المسؤولية لوزارة المالية والدائرة المحيطة برئيس الجمهورية، بالفشل في إيصال الإمدادات العسكرية ، وقال ضابط عسكري كبير في قسم العمليات في القيادة العامة إن القوات على الأرض كانت بحاجة للذخائر وكنا بحاجة لأموال لاستئجار طائرات، لنقل الإمداد لكن الأوامر لم تصدر في الوقت المناسب، وأن وزارة المالية كانت بطيئة في التصرف تجاه القضية، مشيراً بأنهم لم يتلقوا أوامر من مكتب الرئيس لصرف الأموال.
قصف الرنك تعرضت مدينة الرنك الواقعة في أقصى الحدود الشمالية لدولة جنوب السودان، صباح أمس، لقصف كثيف بالمدفعية من قبل مقاتلين تابعين لرياك مشار، النائب السابق لرئيس البلاد سلفاكير ميارديت، بحسب سكان محليين.وقال سكان من مدينة الرنك، إن مقاتلين تابعين لمشار يتمركزون في الضفة الغربية للنيل بمنطقة ود أكونة، بدأوا حتى صباح أمس، بقصف المدينة ما دفع بالقوات الحكومية للرد بالقصف المماثل.وبحسب السكان، فإن حركة نزوح كبيرة بدأت وسط الأهالي الذين توجهت أعداد منهم باتجاه الأراضي السودانية القريبة من حدود الرنك.
القوات الدولية قلقة
قالت قوات حفظ السلام في جنوب السودان، إنها تشعر بقلق بالغ جراء القتال العنيف الدائر بولاية الوحدة الغنية بالنفط، بعد استيلاء المعارضة على حاضرتها بانتيو، إثر هجوم شنته على المدينة الثلاثاء. وذكرت القوات الدولية المعروفة اختصاراً باسم «يونميس» والتي تجوب شوارع بانتيو، أنها رصدت ما بين «35» وأربعين جثة ملقاة على الطرقات، معظمها بالزي العسكري.وقالت يونميس في بيان إنها تدين تلك العدائيات المتجددة بأشد العبارات الممكنة، واصفة المعارك بأنها انتهاك خطير لاتفاق وقف إطلاق النار في ينايرالذي لم يصمد طويلاً.
جوبا تطلب المساعدة قال وزير خارجية جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين، إن حكومة بلاده ملتزمة بالمفاوضات مع المعارضة التي ترعاها إيقاد، كما أنها ملتزمة بنفس القدر بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان، وقال وزير خارجية جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين، إن بلاده تحتاج إلى المساعدات وليس العقوبات من أجل استعادة السلام والاستقرار ، جاء ذلك في رده على قرار وقعه الرئيس الأمريكي باراك أوباما، مؤخراً، ويمهد الطريق لفرض عقوبات على الأفراد الذين يعرقلون عملية السلام بين طرفي الصراع في جنوب السودان ، وأضاف الوزير في مقابلة حصرية مع وكالة «الأناضول»، أن ما يحتاجه جنوب السودان هو السلام والمساعدة وليس العقاب.وأوضح أن وزارته تلّقت طلباً من الحكومة لتشكيل لجنة خاصة لدراسة الإيجابيات والسلبيات في قرار أوباما، الذي أكد أنه لم يشمل عقوبات فعلية ، وأضاف بنجامين: هذا مجرد إطار، وهي ليست عقوبات بعد، موضحاً أن الولايات المتحدة تقول للحكومة والمعارضة إن من ينتهك حقوق الإنسان، ويقتل قوات حفظ السلام ويعرقل عملية السلام.. سوف يواجه عقوبات ، ولفت الوزير إلى أن قرار أوباما الأخير لم يؤثر على علاقة بلاده مع الولايات المتحدة، مضيفًا: نتناقش مع الأمريكان، وإذا كانت هناك قضايا تحتاج للتوضيح، نجلس ونتحدث ، وكرر وزير خارجية جنوب السودان التزام حكومة بلاده بالمفاوضات مع المعارضة، قائلاً: نحن ملتزمون تماماً بعملية وساطة إيقاد «الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا»، والحكومة ملتزمة بنفس القدر بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان، لافتاً إلى أن جنوب السودان لا ينكر وقوع حالات منفردة من انتهاكات حقوق الإنسان.ولفت بنجامين إلى أن الحكومة ووزارة الخارجية بدأتا حملة لتحسين صورة الدولة في الآونة الأخيرة.وحول هذه الحملة، قال: قمت مؤخرًا بزيارة الدول المجاورة يوغندا ورواندا، وذهبت حتى إلى السودان للتحقّق من أن اتفاقيات التعاون ما زالت سارية، وتعزيز التجارة الحدودية بين البلدين.
نزوج من بانتيو قال المسؤول عن العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة لجنوب السودان توبي لانزر، إن المعارك في بانتيو أرغمت مئات المدنيين على الفرار وطلب الحماية من الأمم المتحدة.واندلع النزاع في جنوب السودان في 15 ديسمبر في العاصمة جوبا، وأوقع آلاف القتلى، وتسبب بنزوح «900» ألف شخص قبل أن تتسع رقعته إلى ولايات أخرى، خصوصاً النيل الأعلى شمال شرقي البلاد، والوحدة في الشمال وجونقلي شرقاً.ويدور الخلاف بين رئيس جنوب السودان سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار الذي أقاله في يوليو.
تأمين فارينق كشف نائب محافظ فارينق الحدودية بولاية الوحدة، التي تدور فيها الصراعات بين قوات الجيش الشعبي وقوات مشار والتي انتهت بسيطرة الأخيرة على حاضرة الوحدة بانتيو بيل داك،أن مقاطعة فارينق أمنت حدودها مع بانتيو بسبب المخاوف من انتقال الصراعات الدائرة هنالك ،وأوضح داك أن قوات الجيش الشعبي منتشرة في الحدود مع بانتيو، لصد أي هجوم من قبل قوات المعارضة المسيطرة على بانتيو ، وحول ما إذا كان هنالك نزوح من بانتيو لفارينق نفى داك وصول نازحين من بانتيو إلى فارينق، وأقر داك بأن الصراعات في بانتيو تؤدي إلى شل الحركة التجارية بفارينق ،هذا إلى جانب تأثيرها في نقل البضائع والمؤن الغذائية لسكان فارينق، لكنه عاد وقال بأن الأوضاع إذا استمرت على ما هو عليه الآن سوف يلجأون إلى نقل الغذاء والبضائع عبر النقل الجوي عبر مطار ايدا وفارينق
تفاقم أوضاع النازحين حذّرت السلطات المحلية بمنطقة جودة الجنوبية في الحدود بين أعالي النيل والنيل الأبيض، من تفاقم أوضاع المئات العالقين من جحيم الحرب بالجنوب، بجودة الجنوبية في الحدود بين أعالي النيل والنيل الأبيض السودانية ،وقال العمدة أجاك منجول إن هنالك ما يقارب الألفي عالق، نزحوا من مناطق متفرقة بأعالي النيل، نتيجة للصراعات بين قوات الجيش الشعبي وقوات مشار منذ ثلاثة أشهر، بلا غذاء ولا مأوى في جودة الجنوبية،وأوضح منجول بأن النازحين يفترشون العراء بسبب انعدام خيام الإيواء ،هذا إلى جانب نقص حاد في الغذاء والأدوية في ظل غياب كامل للمنظمات العاملة في المجال الإنساني ، وحذر منجول بأن أوضاع العالقين تنذر بكارثة إنسانية إذا ظلت الأوضاع على ما هو عليه،وطالب منجول حكومة جوبا والمنظمات العاملة في المجال الإنساني بالإطلاع بدورهم في توفير المعينات الإنسانية للعالقين بمعبر جودة.
محكمة الانقلابية انتهت محكمة المديرية بجوبا أمس، من السماع لمتهمي الانقلابية الأربعة، برئاسة الأمين العام السابق للحركة الشعبية لتحرير السودان باقان اموم،حيث استمعت أمس المحكمة في جلستها لسفير دولة جنوب السودان بالولايات المتحدة الأمريكية ايزكيل لول قار، وهو من ضمن الأربعة الذين تتهمهم جوبا، بتدبير انقلاب في ديسمبر من العام الماضي،ويشار إلى أن المحكمة في جلساتها الفائتة استمعت إلى ثلاثة من بينهم باقان اموم.
خطر المجاعة حذّر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، من أن خطر المجاعة يهدد قرابة مليون شخص في دولة جنوب السودان، التي تشهد نزاعاً منذ «4» أشهر بين القوات الحكومية ومجموعات مسلحة. ونقلت قناة سكاي نيوز الإخبارية، الخميس، عن بان كي مون قوله لدى استقباله بمقر الأمم المتحدة المفوضة الأوروبية المكلفة بشؤون المساعدات الإنسانية كريستالينا جورجييفا: الملايين جائعون اليوم.. ونحن نلحظ مستويات عالية جداً من سوء التغذية في صفوف مئات آلاف النازحين من جراء النزاع، وخاصة النساء والأطفال.وأضاف أن الحاجة إلى توفير هذه الموارد الآن أمر بالغ الأهمية للتمكن من إيصال الإمدادات المنقذة للحياة، قبل أن يبلغ موسم الأمطار ذروته، فحينها تصبح غالبية الطرقات في جنوب السودان غير ممهدة.
جوبا وبكين قام مستشار جنوب السودان الرئاسي للشؤون القانونية، نسيجوي دينق بزيارة استمرت أربعة أيام في العاصمة الصينية بكين، تهدف لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين في مجالات التجارة و الاستثمار.

صحيفة الإنتباهة
المثنى عبد القادر