دفار الكشة كبس” “ستات الشاي” والمحلية .. مطاردات “توم آند جيري”
يمكنك أن تتجاوز مشهد الدفارين في رحلة طيهما لإسلفت الشارع المتآكل لتعايش مشاهد أخرى. امرأة في عقدها الرابع تختبئ بعدتها خلف ظل بالكاد يوفر مساحة لأربعة زبائن يأتيها الخبر قبل وصول السيارة فالصغار وهم يحملون “باغاتهم” لتنظيف السيارات يهتفون “دفار الكشة كبس” وتتسارع خطواتهم من أجل نجدتها ومساعدتها في حمل العدة وإخفائها في أي مكان لا تصله أيدي المصادرة ويسرع آخرون لإخبار ست شاي أخرى في الشارع الثاني، اللافت أنه حتى الشابة التي جلست وطلبت كوب شاي تحولت في لحظة إلى القيام بدور المساعدة من أجل العبور فوق المتاهة المنتظرة.
كمن اعتادت على المشهد وبسرعة خيالية استطاعت السيدة أن تحرك أشياءها من مكانها وقامت باستغلال حائط وضعت عليه “كبابي الشاي والسكر وما تبقى من البن” بينما قامت بوضع الكانون تحت إحدى السيارات بمساعدة من يقوم بغسلها وعندما عبرت السيارات دون أن تتوقف عندها تنفست بعمق، وقالت متسائلة “يا ربي لمتين؟” ولم تنتظر إجابة من أحد وقامت إلى استعادة عدتها ووضعها في ذات مكانها القديم تاركة مشهد المطاردة لأخريات في طريق الدفار قبل أن يصل إلى محطة المدرسة التي تستضيف العدة المصادرة قبل استعادتها من أصحابها مرة أخرى.
وحكاية تلك السيدة لا تنفصل عن حكايات أخريات يمارسن ذات المهنة في شوارع العاصمة القومية يعشن ذات المعاناة “اليوماتي” مع سلطات المحليات التي تبرر خطواتها بأنها تستهدف تنظيم المدينة وجعلها أكثر حضارية، امرأة ثانية تطالب فقط بحوار لوضع نهاية لهذه المعاناة اليومية ومترتباتها، ثالثة تكتفي بأن ترفع يديها بالدعاء على من قطع رزقها وهي المستجيرة من الرمضاء بالنار.
صحيفة اليوم التالي
الخرطوم – الزين عثمان