إفريقيا الـوسطـى .. تكرار المشهـد الصليبـي
ويؤكد خليل أن هذه الممارسات بالاضافة للحملة المضللة التي قادها المسيحيون ذوو المصالح المرتبطة بالمستعمر، شوهت صورة الاسلام ووصفتهم بالدمويين وإنهم سيقومون بحرب دينية يستهدفون فيها غير المسلمين من مكونات الدولة، مما جعل الآخرين يكسبون بتوجيه تلك القبائل لمعاداة الاسلام، مما أدى بدوره لحرب دينية. وأشار خليل للتدخل الفرنسي المستمر في تغيير الرؤساء وتحكمهم في مفاصل الحكم بالبلاد، ويقول خليل إن تلك الممارسات جعلت بلاده غير مستقرة منذ استغلالها، حيث أن فرنسا لم تنفك تسيطر على الدولة منذ تاريخه، وأكد ان المسلمين يشكلون نسبة كبيرة من السكان ولكنهم أهملوا ولم ينالوا حظوظاً في التعليم ولا الصحة حتى أن الاوراق الثبوتية حرمت عليهم إلا بتصديق من رئيس الوزراء شخصياً الذي أصبح من بعد عميلاً لفرنسا بحسب خليل. وقال إن سبب دخول الجيش التشادي في إفريقيا الوسطى ليس حماية المدنيين من الحروب القبلية التي تدور هناك وإنما هو تصفية المعارضين للحكومة التشادية، وبإنتهائهم تم سحب قواتهم التي قيل إنها جاءت لحماية المسلمين. وقال إن بعض أسباب النزاع عدم وجود جيش نظامي في وقت تلعب فيه القبلية دوراً كبيراً في ما يجري من أحداث. أما د. كوليبالي بنقالي الباحث في الشؤون الإفريقية بجامعة إفريقيا العالمية فقد قال إن اسباب الأحداث في إفريقيا الوسطى تعود لعملية التنوع، مشيراً للتداخل القبلي بين إفريقيا ودول الجوار، وأكد أن الحكومات المتتالية ساهمت في تعزيز الصراع الديني، وأن أكثرها حدة حكومة بوزيزيه الذي عمل على تصفية المسلمين الذين يعمل جلهم في التجارة.
وقال ان السليكا تنظيم تحالفي أوقف زحفه من قبل التدخلات الخارجية، مؤكداً أنه وبدعم الامم المتحدة دخلت القوات الفرنسية البلاد وقامت بجمع سلاح المسلمين وتركتهم للإبادة من قبل العناصر المسيحية، منتقداً وقوف فرنسا على حافة الفرجة، وقال إن ذلك مخطط يهدف لنصرنة الدولة وابادة المسلمين، بيد أنه أكد أن ما يجري في إفريقيا الوسطى صراع مصالح دخلت فيه فرنسا لحماية مصالحها بالتخلص من نظام بوزيزيه والسليكا، منتقداً موقف البرلمان من الأحداث وقال إنه سالب، مشيراً بذلك لحديث الرئيس التشادي إدريس دبي وانتقاداته للبرلمان الافريقي الاوسطي، مشيراً إلى الدور الخطير الذي لعبته مليشيات «إنتي بلكة» وإبادة المسلمين، واكد ان ما يجري سيقود البلاد إلى فجوة غذائية، في وقت اختفت فيه كل السلطات الأمنية من على الساحة، منتقداً سحب تشاد جنودها الذي أدى إلى حدوث تخوف وسط المسلمين من تعرضهم للمجازر مرة أخرى، وطالب فرنسا بضرورة الوقوف على الحياد واتاحة فرص التوظيف للشباب واستمرار الجهود الخارجية لإحراز السلام والاستقرار.
ووصف أستاذ العلوم السياسية بروفيسور صلاح الدومة ما يجري هناك عبر وسائل الاعلام، بأنه الجزء الظاهر من جبل الجليد، وقال إن فرنسا تعمل على تكرار أسلوبها الاستعماري في لبنان وتشاد والآن في افريقيا الوسطى، مؤكداً أنها تسعى لإضعاف الوعي والتعليم وإفراغ الساحة من المسلمين، وقال إن مسلمي السليكا اقيظوا الكلب النائم باشتطاطهم في الحكم وعزل الآخر، فأعطوا بذلك ذرائع لمجابهتهم وضيعوا المطالب ومنحوا فرنسا فرصة اختيار الرئيس الذي تريده. ونادى الدومة بتسليح المسلمين حتى يدافعوا عن أنفسهم وتفعيل القوات النظامية لحفظ الأمن والتعويضات الفردية والجماعية والحوار الداخلي في افريقيا الوسطى، كما نادى بضرورة اجتماع الافارقة وتوحيد كلمتهم وتصعيد حملة ضد الجرائم الفرنسية التي ارتكبت في افريقيا الوسطى ورواندا وتسليط الضوء على ما ارتكبته. وطالب السودان بفتح فرص للتعليم لإفريقيا الوسطى وأن تخصص لهم المزايا، وقال هذا أفضل من أن ترسل لهم قوات خاصة للحماية التي وصفها بالحلول القصيرة.
ووصف د. احمد صباح الخير أستاذ الدراسات الافريقية والآسيوية بجامعة ام درمان الاسلامية ما يجري في إفريقيا الوسطى باتفاق القسيس المتعنصر والتاجر السياسي الجشع، وقال إن الكنيسة لعبت دوراً كبيراً في أحداث افريقيا الوسطى بتحريضها للمسيحيين للقضاء على المسلمين، وقال إنه تمت محاصرة المسلمين في «15» موقعاً بهدف إخراجهم من البلاد، فيما أكدت «الانتي بلكة» أنهم لا يريدون لا عرباً ولا مسلمين في إفريقيا الوسطى، مؤكداً أن سياسة المنفعة والبراغماتية أقعدت إفريقيا الوسطى عن استثمار مواردها التي تضعها في قائمة أغنى الدول الإفريقية.
صحيفة الإنتباهة
منى النور
ع.ش