مشروبات الطاقة.. خطر يهدد المراهقين والشباب
أشارت أحدث دراسة تناولت أخطار مشروبات الطاقة، شارك فيها باحثون من 6 جامعات من الولايات المتحدة، إلى أن الإفراط في استخدام مشروبات الطاقة من قبل المراهقين في الأغلب يكون مصحوبا باللجوء إلى الأطباء أو المستشفيات للحصول على وصفات طبية لمستحضرات هي عبارة عن محفزات للمخ، بطريقة غير قانونية.
ويقع الخطر الأكبر على المراهقين والشباب من إمكانية حدوث التعود والاعتماد (dependency) على هذه المشروبات، بل والوصول إلى إدمان الأدوية المحفزة نتيجة للاستهلاك المبالغ فيه وزيادة المطالب الإدراكية للحث على زيادة الجرعات، بمعنى أن المراهق يتعود على أن يكون في حالة تركيز أعلى لإنجاز دراسته أو للسهر لفترة أطول. كما أن مشاعر البهجة التي تسببها تلك المحفزات تجعل الشاب يقبل عليها نتيجة للتأثير العصبي لمكونات مشروبات الطاقة، مثل زيادة مادتي الدوبامين والسيروتنين اللتين تحسنان المزاج، وهذه المواد تشبه إلى حد كبير المواد العصبية الموجودة في الأدوية المحفزة للمخ.. كما أن المواد مثل الكافيين والتورين (taurine) تؤثر على التركيز وأيضا على طريقة التفكير.
وكانت الدراسات التي تناولت هذا الموضوع خلصت إلى أن المراهق ينتابه إحساس بالإقدام على تجربة مواد أخرى (risk orientation) بعد الإفراط في تناول هذه المشروبات، بالإضافة إلى أن العديد من المراهقين اعترفوا بأنهم يستخدمون مشروبات الطاقة مع الكحول طمعا في تقليل آثار الكحول بالشكل الذي يحافظ على توازنهم ويقظتهم. وعلى الرغم من أنه ليس بالضرورة بطبيعة الحال أن المراهق الذي يتناول مشروبات الطاقة سوف يحاول تناول الكحوليات أو المخدرات، فإن الخطر موجود ويسترعي الانتباه. وأفادت هذه الدراسة بضرورة نشر التوعية الكافية بين الآباء والمراهقين والمدرسين والقائمين على الصحة المدرسية لمحاولة تلافي أخطار الإفراط في هذه المشروبات، مما قد يؤثر بالسلب لاحقا على هؤلاء المراهقين.
صحيفة حكايات
د. هاني رمزي عوض