الخرطوم كمبالا.. اتهامات تتجاوز فوق أسوار الحدود

أثارت اتهامات رئيس الوزراء اليوغندي حفيظة وزارة الخارجية التي سارعت للتوضيح والتأكيد بأن السودان هو من تقدم بشكوي للقمة الثانية عشرة لمنظمة التعاون الإسلامي بالقاهرة في فبراير 2013 ضد يوغندا لاحتضانها ومساعداتها المستمرة لحركات التمرد السودانية المسلحة ، وأوضحت ان كمبالا أصبحت المقر الدائم لقيادات وعناصر هذه الحركات المسلحة، وكل الاجتماعات التي تعقدها هذه الحركات لتنسيق أعمالها العسكرية في السودان تستضيفها يوغندا.
واعتبر التعميم الصادر من وزارة الخارجية اتهام رئيس الوزراء اليوغندي للسودان بدعم جيش الرب لا يمثل إلا محاولة للهروب الي الأمام ولعكس الحقائق وذر الرماد في العيون لان الحكومة اليوغندية تدرك قبل غيره خطل هذه الادعاءات وتعلم أكثر من غيرها ان جيش الرب لم يعد سوي ذريعة تستخدمها لأغراض داخلية وخارجية .
تغيير السياسة
من جانبه أكد الدبلوماسي والسفير السابق بوزارة الخارجية الرشيد أبو شامة ان مسألة تبادل الاتهامات السودانية اليوغندية لا نهاية لها وأنها متواصلة منذ قبيل أيام الوساطة التي قادتها إيران لراب الصدع بين البلدين ولم تكلل بالنجاح ويري أبو شامة في حديثه لـ” التغيير ” ان يوغندا تمتلك مصالح إستراتيجية في المنطقة وتريد السيطرة علي الجنوب ولها نوازع في عدد من البلدان الإفريقية مثل الكنغو والصومال ودولة الجنوب لجهة انها تريد الهيمنة علي المنطقة نتيجة الدعم الذي تجده من غرب أوروبا ، ونتيجة ذلك أوضح أبو شامة ان الأساليب الدبلوماسية لا يمكن ان تردع يوغندا من التمادي في تدخلاتها بشؤون الدول الأخرى ورأي ان السودان يجب عليه ان يتسلح بكل الوسائل لوقف التدخلات اليوغندية في شؤونه الداخلية سيما في تلاعبها ودعمها لحركة العدل والمساواة التي أصبحت ذراع كمبالا الذي تقاتل به مع جيش سلفاكير ضد رياك مشار بدولة الجنوب وإذا هذه التطورات الأخيرة في تصعيد الاتهامات طالب أبو شامة بضرورة ان يعمل السودان علي تغيير سياسته تجاه يوغندا ويتعامل معها كملف امني وليس دبلوماسي بإبتعاث ممثلين للسفارة السودانية بكمبالا من ذوي الخبرة الأمنية لجمع لمعلومات التي يمكن بها للسودان محاصرة يوغندا في المحافل الدولية والدافع عن اتهاماتها وبالإضافة الي ذلك رأي أبو شامة ضرورة ان يعمل السودان علي الإطاحة بنظام الرئيس اليوغندي يوري موسفيني لان التعامل الدبلوماسي معه لم ينجح مشيراً الي ان يوغندا عملت من قبل علي مساعدة جون قرنق في عملية الأمطار الغزيرة التي وصل خلالها الي القرب من مدينة جوبا مما يؤكد عدائها المستفحل للسودان منذ قديم الزمان نحو الهاوية.
من جانبه رأي سفير السودان السابق بأديس أبابا عثمان السيد ان علاقات السودان ويوغندا تسير نحو الهاوية والتصعيد وأكد أن يوغندا دون كل الدول الإفريقية لا تزال ساهية في غيها باستهدافها العدائي للسودان وأوضح ان هذا لاستهداف ليس بالجديد اذ ظلت يوغندا تمارسه ضد السودان حتي قبل مجئ نظام الإنقاذ وزان كمبالا ظلت تمارس أعمالها العدائية ضد السودان في كل المحافل الإقليمية والدولية وحتى في المؤتمر الإسلامي الذي تزعم بأنها جزء منه وأوضح ان مواقف يوغندا مرتبطة الي حد كبير بمواقف رئيسها الذي يكن العداء للإسلام والمسلمين ، الي جانب دعمه الغير محدود للراحل قرنق لصلة الصداقة التي تربط بينهما منذ ان كانا زميلين بجامعة تنزانيا وبعد ذلك عمل علي احتواء حركة التمرد التي قادها وأوضح السيد في حديثه لـ” التغيير” انه عمل سفيراً لدي إثيوبيا لأكثر من 14 عاماً وكان شاهد عيان علي عدد من المحافل التي اظهر خلالها موسفيني يستمد هذا العداء من الجهات التي تدعمه بقوة مثل الموساد التي ترسم له خططه واستبعد ان تعمل يوغندا علي تحسين علاقاتها بالسودان لجهة ان موسفيني ابدي عزمه في أكثر من مرة تطبيع علاقاته بالسودان بيد انه لا يزال يمارس عداءه.
اتهام جزافي
من جانبه وصف الفريق ركن نائب رئيس هيئة أركان الجيش السابق عثمان بلية اتهامات يوغندا للسودان بدعم جيش الرب بالاتهامات الجزافية لجهة ان السودان أصبح بعيداً من الحدود اليوغندية وأكد في حديثه لـ” التغيير” أن كل الشواهد تدلل علي ان كمبالا لا تزال تعمل علي دعم الحركات المسلحة السودانية .
صحيفة التغيير
تقرير: محمد سيف