رأي ومقالات

المثنى: خطاب لمغترب؛ ((بهذا نفيدكم بانه قد انتهى العمل الذي عينتم من اجله ولذا نرجو ان تبحثوا عن عمل اخر)

حملت سمية سماعة الهاتف وتحدثت مع ليلى و سهير وزينب ومع ذات الشامة ، كل حديثها نحن ماشين الاجازة ومحمد اخوي حيعرس ، وبالطبع لكل واحدة تفاصيل ما تم شراؤه من هدايا واغراض وتختم بالله انتوا ما ماشين؟؟ ويأتيها الرد دائما والله السنة دي ما في طريقة الميزانية تعبانة
سافرت سمية ومعها من الحقائب ما لا يقل عن سبع .في المطار قابلها اخوها وحماها وجمع غفير من الاسرة ، كان الزوج يتابع خروج الحقائب من المطار وانطلقوا الى بيت اهل الزوج في بحري .

ذُبح الخروف وتم عمل الغداء وتونس الجماعة ، وبالليل كان هناك بعض الجيران للتحية والمجاملة ، وبعد ذلك اخلدوا للنوم في الصباح تم فتح شنطة وتم توزيع بعض الهدايا لاهل الزوج ومازالت البقية مغلقة .

نادت على زوجها : تعال جيب ليك حاجة للعيال ديل عشان يفطروا بيها يقول الزوج: ما يأكلوا مع الناس الا انها تجيبه انت عارفهم مابياكلوا الفول ..بعد طنطنة ذهب واتي ببعض ما يسمي عندنا بالخزبلعات وفطروا وذهبت سمية الى الغرفة وشغلت المكيف وقالت للزوج اسمع بالله ما تنسى تشحن لينا كهرباء عشان المكيف .. ذهب الرجل واتي بشحنة عالية من الكهرباء تضاهي ما اتشحن به من غضب، عند الغداء قامت سمية وذهبت الى الصالة حيث الزوج والام والاخوات يجلسون في حوار وتسامر لم يجتمعوا له من زمن طويل قطعت عليهم بحديثها اسمع جبت حاجة للاولاد عشان يتغدوا بيها اجابت ام الزوج الاكل ما هو دا راااااقد ،اعادت حديثها الى زوجها كأن الام لم تتكلم قوم يا اخي جيب ليهم بيتزا ولا بيرجر ولا اي حاجة خرج واتى بما طلبت تغدا الجميع واثناء الغداء قالت انتوا عارفين انه البامية دي طوالي بتعمل لي مغص وواصلت الاكل مع ابنائها
في اليوم الثاني لم تصح حتى الساعة التاسعة وقالت والدة الزوج: ماتصحوها الناس ديل عندهم فروقات نوم .ودارت الاسطوانة مرة اخرى بنفس وتيرة اليوم السابق حتى مضى الاسبوع .
في نهار اليوم السابع قالت الام والدة الزوج بعد ان بلغ بها الامر مبلغا :
الغبيانة دي ما قامت اجابتها بنتها قامت ورجعت تاني ، تم عمل الافطار وفطر الجميع وخرجت سمية بدلال وكأنها عروس في خدرها ووجدت الجميع يشرب في شاي الضحى وقالت لهم: انتوا فطرتوا قالت لها الام: ايوا خلينا ليك فطورك هناك وقت ابيتي تصحي!! ذهبت الى المطبخ ووجدت باقي دمعة في قدرها على البوتاجاز وبالقرب منها عجين جاهز لعمل قراصة . خرجت مسرعة الى الغرفة ونادت على زوجها شوف جيب لينا فطور من اي محل اولادي ما بياكلوا الدمعة قال لها الزوج: يا سمية لاحظي انك بتصرفي صرف ما عادي قالت : اجي في الاكل كمان ؟؟ والاكل طبعا من السوق لا يقدر عليه الا مقتدر
بعد عشرة ايام قالت انا مسافرة ناس امي وكانت تسكن في احدى مدن الجزيرة وقبل السفر قالت للزوج : اسمع!!وطبعا أي مناداة بعدها اسمع اصبح الرجل يفهم ان بعدها امر ؟.. لازم نمشي سوق بحري عشان نشيل معانا الحاجات التموينية .وذهبوا الى السوق ولم تتركه لوحده:
2 شوال دقيق 2 شوال بصل 2 جركانة زيت و2 سكر ووووو وتم جمع هذه المواد في مكان واحد لتُحمل غدا مع العفش وحاول الزوج ان يعترض : لكن البص ماحيشيل الحاجات دي كلها.. قالت له: هيييي بص شنو انت كمان؟؟ تأجر دفار للحاجات دي وترفع معاك الشنط وتركب معاه ونحن نمشي بالبص ..
تم ايجار الدفار وتحرك الى مسقط الرأس ، وهي والعيال تحركوا من قبله بالبص .
وصلت البيت عند الساعة الثانية ظهرا وعند الباب اختلط الحابل بالنابل زغاريد وسلام وهم في هكذا حال وصل صاحبنا والدفار يئن بالحمولة تم انزال العفش .. وتم ادخال الشنط .. قبل المغرب كان البيت يعج ويمج بكمية من الناس منهم قدم للسلام ومنهم من قدم لحضور الزواج فما بقي له الا يومن او ثلاثة. قبل المغرب نادت على زوجها اسمع الناس قالوا الكهرباء بتقطع عليك الله شوف واحد يمشي معاك واجر لينا جنريتر، قال: جنريتر شنو كمان العرس لسه بدري عليه .. قالت له: أنت ناسي في ريحة يسوها وناسي في شيلة يرتبوها وكمان في واحدين يتفرجوا كيف يشوفوها في الظلام .
امرنا لله .. اجر الجنريتر اليوم بالشيء الفلاني …
و في الصباح : اسمع ! الناس والضيوف كثار لازم نضبح خروف وضُبح الخروف شر ضبحة .. فطر الناس وتغدى الناس في المساء اسمع اناعايزة اجدد حنتي عايزة قروش طيب حاضر .. اليوم الخامس اسمع يا اخي الضل بقى مايكفي نأجر صيوان وقالوا في واحد في مدني صيوناته جميلة طيب حاضر .
جاء يوم العرس اسمع ناس امي ديل اتفقوا مع فنانة تعبانة عايزين نجيب الفنانة هناية ديك …يا اخي انا مالي ومال الفنانين كمان … اجي ونقول هديتك شنو للعريس . طيب حنجيب الفنانة هناية….. .. وجات الفنانة الما خمج واحيّت الحفل وقبضت العداد الما خمج ايضا وهو هدية للعريس من الراجل.
ثاني يوم من العرس اسمع! ناس خالتي ديل قالوا راجعين وطبعا هم كتار لازم نرجعهم بحافلة حاضر!! اجر الحافلة . في المساء اسمع اللحمة كملت شوف كان تضبحوا ليكم خروف؟؟؟؟؟ يا ولية الفول مالو .؟. فول؟ كيف في العرس نأكّل الضيوف الفول ؟.. استمر الحال على هذا المنوال لمدة 7 ايام واخونا خلاص الجيب اتقلب .
جلست تستأنس مع نساء الحلة سألتها احداهن عليك الله يا سمية الذهب كلف كم؟؟ والله نحن اشترينا جزء واخوي اشترى السلسلة… وتقول احداهن بصوت خافت ( ما تقولي اخوك اشترى جزء وانتو الباقي) والشيلة اخوي دفع حق الشباشب والشنط ونحن تمينا باقي الشيلة
… اليوم العاشر اراد صاحبنا الرجوع وتم تجهيز حال السفر .. اسمع انا عايزة اشيل معاي حطب … طيب .. عايزة اشيل معاي فول حب وحاجات عشان رمضان طيب .. المهم رجع الخرطوم ومباشرة الى مكاتب الحجز وحجز ثاني يوم .. وبالفعل ذهب المطار وتم وزن العفش .. اسمع يا اخي وزنك زايد 120 كيلو ممكن نخلي ليك20 كيلو بس ادفع ال100 ادخل يده في جيبه وسلم كل ما معه للموظف ويناديه الموظف اسمع يا اخي القروش دي ناقصة خمسين… طيب دقيقة نادى على احد اصدقائه واخذ مبلغ ال50 اقلعت الطائرة ووصلوا الى سكنهم بعد ان قابله صديقه بالمطار ..
بعد يومين ذهب الى عمله وواصل لمدة اسبوع وكانت المفاجأة تسلم خطاب ملخصه(بهذا نفيدكم بانه قد انتهى العمل الذي عينتم من اجله ولذا نرجو ان تبحثوا عن عمل اخر مع امنياتنا بالتوفيق) قرأ الخطاب عشر مرات وهو لا يصدق . لقد عادللتو من السودان وايجار المنزل الشهر القادم المدرسة بعد اسبوعين ولازم من دفع الاقساط, العربية عطلانة وعايزة تصليح الكهرباء شهرين ما اندفعت دارت الدنيا ولفت به عدة لفات اخذ الخطاب وعاد مسرعا الى البيت وكانت الساعة الثانية عشر ونصف فتح الباب بعنف وهبت هي مذعورة من نومها مالك يا راجل تهجمنا وتقطع علينا نومتنا .. صرخ بأعلى صوته سمية انتي ………………..
اطلب ان يتم الباقي بواسطة الاخوات فقط بردهن سيكون الحكم على سمية لأنها منهن
المثنى

‫3 تعليقات

  1. [[SIZE=6]SIZE=6]انتي طل….نه هههههههههههههههههههه
    مقال جميل ويعبر عن الحالة التي لا يحسد عليها المواطن السوداني[/SIZE][/SIZE]

  2. [FONT=Arial][SIZE=5]هوووووي يا المثني ولا ياالمثلث
    ما تفول على المغتربين
    بحكاياتك الوهمية دي
    المغتربين
    وعوا وفتحوا كان حريم ولا كان رجال
    وعرفوا أنه الغربة دي ما بتدوم ليهم
    عشان كدا بقوا يعملوا في حاجات تؤمن مستقبلهم ومستقبل أولادهم
    دا كان زمان
    حكاية السبع شنط
    والشيلة بالدفار[/SIZE][/FONT]

  3. مقالة أكثر من رائعة وسرد ممتع. إستمتعت به كأنى أشاهد فلم سينمائى أتمنى أن تتحفنا بالمزيد أخى المزيد ودائماً للأمام.
    شكرا موقع النيلين