رأي ومقالات

احمد عبد الله ادم : لنحارب في سوداننا الفتنة العنصرية

[JUSTIFY]بينما أدان المجتمع الدولي كله حركة ما يسمى زيفاً بالعدل والمساواة وهجومها الغادر يومها على مدينة أم درمان وبينما وقف المجتمع السوداني كله في صف واحد رافضاً هذا العمل المعيب المشين الذي استهدف إسلام وسلام وأمن واستقرار السودان ظلت بعض الرموز السياسية المعروفة في صمت مريب عجزت معه الخبرة السياسية الطويلة وظهرت فيهم الانتهازية المثبتة في المانفستو العام والشعار الذي يقوم على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة في اتخاذ موقف يحفظ لهم مساحة في قلوب الشعب السوداني وليطل علينا وعلى العالم مثل أولئك المأجورين وذلك لإثارة المزيد من الفتنة العنصرية بالإشارة إلى أمر في غاية الحساسية وذلك كذباً وإفكاً منهم بأن حزب المؤتمر الوطني يلاحق المواطنين على أساس اللون مشيرين إلى أهل دارفور وتلك الملاحقة تطول كل من ينتمي إلى حركة العدل والمساواة وهنا فإن الكل يعلم أن هجوماً على الدولة المكونة من مجموعة متداخلة ويشكلون معاً حكومة الوحدة الوطنية بمشاركة وطنية واسعة ووزراء تتعدد سحناتهم مثل هذا الهجوم وبمثل تلك الآليات الفخمة والأسلحة الفتاكة إذا وقع في أية دولة كيف سيكون مصير من قاموا به وهنا فإن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو ماذا كان على الحكومة أن تفعل بهؤلاء الذين اعتدوا على الممتلكات الخاصة للمواطنين ونهبوا البنوك وقتلوا الأبرياء بأسلحة محرمة دولياً وهل بإمكان أولئك أن يصفوا لنا سحنات أهالي دارفور هل هي سوداء كما وصفتها القوى الصهيونية والمنظمات اللا إنسانية التي صنعت هذه المشكلة وصارت تغذيها أم هي مثل لون أولئك المغرضون أم أنه يخوض في الأمر دعاة الفتنة إرضاء للقوى الصهيونية ولعل في الاختبار الذي رسب فيه كل من وزير الخارجية الأمريكي السابق كولن باول والأمين العام السابق للأمم المتحدة خلال زيارتهما للفاشر وذلك لمعرفة الفارق اللوني بين اثنين من مسؤولي دارفور في ذلك المؤتمر لسبب حكمهما هكذا بالقول الشائع بأن العرب لونهم أبيض والأفارقة لونهم أسود وما هو في تقدير أولئك التعساء لون المشير الرئيس البشير ونائبه الأول سابقاً سلفا كير هل هو اللون الأبيض كما لونه أم أنه غير ذلك هنا فإن قضية دارفور فتنة راح ويروح ضحية لهذه الفتنة أبناء السودان بكل سحناتهم وألوانهم وانتماءاتهم والمتمردون عندما دخلوا أم درمان لم يفرقوا بين أهل دارفور وأهل دار مالي، والسودانيون لا يتعاملون مع إخوانهم في الوطن باللون والعرق ويبدو أن غياب أولئك المغرضون الطويل عن السودان قد أنساهم الكثير من صفات وأخلاق وتقاليد أهل السودان والسؤال المنطقي أيضاً هو لماذا لم يتحدث أولئك الأجراء عن قضية أبيي وأهلها الذين تعرضوا للإبادة واضطروا مجبرين للنزوح بعد أن هاجمتهم قوات الجيش الشعبي وأحرقت المدينة ونهبت الممتلكات لماذا لم تتحرك ضمائر أولئك عندما أحرق الجنوبيون ممتلكات الشماليين في أسواق مدن الجنوب وعلى رأسها أسواق جوبا وعندما تعرضت المنشآت الاتحادية للإغلاق وعندما تمت مضايقة المصلين والأئمة والمنشآت الإسلامية إن أهداف الصهيونية في إفريقيا كلها والعالم العربي واحدة في الصومال وزيمبابوي وكينيا وجنوب إفريقيا والقرن الإفريقي عموماً والبحر الأحمر خاصة والسودان وافتعال قضية دارفورية وكما يعلم ويتابع الجميع أن أصابع الصهيونية فيها واضحة والوجود الفرنسي الأطلسي على الحدود الشرقية لتشاد يؤكد أن هناك إصراراً صهيونياً على إثارة القلاقل في السودان وازدادت قناعة الجميع تماماً بعد أن شوهدت السيارات موديل «2008م» التي استخدمت والأسلحة المتقدمة التي كانت لدى المتمردين والمهاجمين للعاصمة السودانية والوثائق التي تم ضبطها مع أولئك الجناة والاعترافات المسجلة وكذلك الوقائع والبراهين على تواطؤ داخلي من بعض الأفراد والجماعات داخل مؤسسات الدولة ومدينة أم درمان وكذلك الأحزاب التي لم تكلف نفسها عناء إصدار بيانات تستنكر فيها ما حدث والجميع يعرف رفض حركتي العدل والمساواة وتحرير السودان المبادرة العربية لحل أزمة دارفور والتي تفضلت دولة قطر برعايتها وأوردتا أسباباً واهية وغير منطقية لتبرير رفضهما للمبادرة وإذا كانت كل تلك التحضيرات الأولية التي تمت معها من قبل وذلك برعاية ممثلي أمريكا وفرنسا وبريطانيا والأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الإفريقي والجماهيرية الليبية وعدد من الدول الإفريقية والتي تتبنى هذه الحركات وتوفر لها الأرض للتحرك والمال للإعداد والسلاح لمهاجمة قوات الحكومة فإنها بالتالي سترفض هذه المبادرة التي أعدتها مخلصة الجامعة العربية وترعاها قطر مشكورة على ما تقوم به من معالجات مقبولة للمشكلات والقضايا العربية ومعضلة لبنان التي توسطت فيها قطر ماثلة أمام الجميع وإذا اقتنع الجميع بضرورة التوصل إلى حلول موضوعية لمشكلة دارفور كلها فما المرجو من هذه الفصائل التي لا تمثل أهل دارفور ولا إرادتهم ولا أخلاقهم ولا دينهم إن المرجو من هذه الفصائل هو الرفض لأي حل لأنها فصائل تحركها وتمولها جهات ضد السودان وأهله ودينه ووحدته وعزت أهله ولنحارب في سوداننا الفتنة العنصرية.

صحيفة الإنتباهة
[/JUSTIFY]